نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية تقريرا أشارت فيه إلى “أزمة مالية خانقة” تواجه تنظيم الدولة الاسلامية داعش التنظيم الإرهابي الأكثر ثراء في العالم، لافتة إلى أن ” مشكلات مالية يمكن أن تؤثر على قدرته على شن حرب في الوقت الذي يحاول فيه أن يحكم ملايين الأشخاص في دولته المزعومة”.
الصحيفة الأمريكية وفي سياق تقريرها ذكرت ان “القوات المدعومة أميركيا في العراق استعادت مساحات كبيرة من الأراضي من التنظيم وحرمته من مصادر تقليدية للدخل”، لافتةً الى ان “المدن والقرى التي اعتمد عليها “داعش” لجني عائدات الضرائب قد تم استعادتها من قبل المعارضين العرب والأكراد”.
ورأت الصحيفة ان “غنائم الحرب المربحة أصبحت مثل حقول النفط وما يتم مصادرته من أملاك والأسرى الذين يتم مساومة حياتهم بفدى أصبحت أقل مع مساعي التنظيم للاستيلاء على مناطق جديدة”، معتبرةً أن “المشكلة التي يواجهها “داعش” هو أن أغلب دخلهم خلال العامين الماضيين كان من خلال الغزو والمصادرة والابتزاز، وهي أمور ليست مستديمة” مضيفةً أنهم “يخسرون الأراضي، وهو ما يجعل الاستمرار في الحصول على العادات أمرا صعبا، ويزيد الضغوط”.
واوضحت “واشنطن بوست” إن “المعلومات بشان أموال “داعش” غامضة، إلا أن مصادر الدخل المتنوعة للتنظيم والتي تشمل الابتزاز وتهريب الآثار قد ساعدتها في التكيف مع الضربات الجوية المستمرة ضدها منذ أكثر من عام”.
ومن جهة أخرى قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية الى أن “عددا من الوزراء في حكومة ديفيد كاميرون حذروا في اعقاب اول غارة جوية بريطانية على سوريا من أن تدمير تنظيم “داعش” قد يحتاج عامين وهو ما يعني أن البريطانيين يجب ان يتحلوا بالكثير من الصبر”.
ونقلت الصحيفة عن عدد من المصادر داخل الحكومة “تأكيدات بأن الكثير من العمل السياسي يجب القيام به لتوحيد فصائل المعارضة المختلفة حتى تبدأ المشاركة في مواجهة قوات التنظيم شمال سوريا وطردهم من مواقعهم تدريجيا”، لافتةً إلى “تصريحات وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون والتي قال فيها إن الضربات الجوية ستكون مصحوبة بعمل على الأرض من قبل قوات يجري توحيدها موضحا ان التقديرات العسكرية الاميركية عند بدء الضربات الجوية قبل نحو عام كانت تشير الى أن الضربات الجوية ستستمر 3 سنوات وهو مايعني أننا لم نبلغ منتصف الطريق بعد”.
وأوضحت الصحيفة أن “وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند سيقوم بجولة في المنطقة عاجلا ليرى إن كانت الدول التي تعرضت لهجمات من قبل “داعش” على استعداد لدفن خلافاتها والعمل معا لإنهاء الحرب الاهلية في سوريا”، معتبرةً ان “هذه الجهود تواجه عراقيل كبرى على رأسها تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الراعي الرئيسي لنظام الأسد خلال خطابه الاخير والتي وجه خلالها اتهامات للولايات المتحدة الامريكية وحلفائها بخلق منطقة من الفوضى في العراق وسوريا وليبيا بدعمهم تغيير الحكام في عدة دول في المنطقة”.