كشف المدير السابق لمركز الأمن القومي الإسرائيلي غيور آيلند عن ما أسماه “النوايا الحقيقية لممارسات تركيا في سوريا والعراق”، لافتاً الى أنه “كان قد سمع منذ حوالي عشرة أعوام مسؤولا تركيا رفيعا يقول خلال لقائه معه، إن أنقرة لا تقبل الحدود التي فرضت عليها من قبل الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، وستبحث عن الإمكانية لـ”إعادة أراضيها التاريخية في الجنوب”.
وذكر ايلند انه “اجتمع في تلك الفترة مع أحد الخبراء الروس الذي قال له إن ظاهرة تبلور تنظيم “داعش” تشكل خطرا رئيسيا على العالم برمته”، مشيراً إلى أنه “بالرغم من أن تنظيم “داعش” لم يكن متواجدا حينذاك، فإن احتمال تنامي هذه الظاهرة لتصبح تهديدا بقدر ما هو الآن، كان على السطح”.
كما ذكر ايلند أن “محادثه الروسي حذر أثناء اللقاء من محاولات إقامة “الخلافة” التي بدأت تتشكل على أراضي العراق في بداية القرن الحالي، للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط ككل لتتجه بعد ذلك نحو بلدان إسلامية من دول الاتحاد السوفيتي السابق، ومن ثم إلى القارة الأوروبية بسبب الاستفادة من عجز الغرب عن كبحها”.
وأشار آيلند إلى أن “اللقائين المذكورين اللذين جمعاه مع الممثلين الروسي والتركي جعلاه يستنتج الآن، في الوقت الذي تعيش فيه العلاقات الروسية التركية حالة من التوتر، بأن روسيا كانت منذ زمن تعتبر تنظيم “داعش” تهديدا استراتيجيا كبيرا، وقد تنبأت بصعوده”، موضحاًَ ان “النقطة الثانية هي أن تصريحات موسكو حول ضرورة أن يركز الغرب على محاربة التنظيم الإرهابي وترك الخلافات المتعلقة بمسائل أخرى، هو أمر صحيح”، ذاكراً أن “تصرفات الجانب التركي تتناقض مع مصالح حلف الناتو، وذلك بالرغم من كونه جزء من هذا الحلف”.
واضاف إن “التهديد الذي يشكله تنظيم “داعش” مثله مثل ألمانيا النازية”، مؤكدا أن “تنسيق أعمال روسيا مع الغرب في هذا المجال لن يضمن بالضرورة إلحاق الهزيمة بالتنظيم، لكنهما لن يتغلبا عليه بدون هذا التنسيق”.