بدأت بباريس محاكمة 7 أشخاص يشتبه في تورطهم في جلب مقاتلين إلى سوريا، وذلك في ظل غياب سالم بن غالم أكثر فرنسي مطلوب القبض عليه من قبل باريس وواشنطن.
من هو بن غالم؟ وكيف نشأ؟ وكيف أصبح أكثر المطلوبين في تنظيم الدولة اﻹسلامية؟ وما دور هذا الرجل داخل تنظيم “داعش”؟.. أسئلة أجابت عنها صحيفة “لوبس” الفرنسية في التقرير التالي.
المحاكمة التي ستستمر حتى 7 ديسمبر في باريس وجهت خلالها اتهمات إلى سبعة جهاديين جميعهم انضموا إلى تنظيم الدولة في سوريا. لكن المتهم الرئيس لم يكن موجودا.
بن غالم، البالغ من العمر 35 عاما، كان يعمل مشغل رافعة سابق في منطقة كاشان بإقليم فال دو مارن، حيث أصبح سجان وجلاد “داعش” والمسؤول عن استقبال الناطقين بالفرنسية في التنظيم.
في فيديو دعائي لتنظيم الدولة اﻹسلامية، نشر على اﻹنترنت في فبراير 2015، دعا “إخوانه” في فرنسا إلى قتل “الكفار”: اطعنوهم، ابصقوا على وجوههم، تبرؤوا منهم”. ورغم استهدافه في عدة غارات إلى أنه لم يلحق به أذى.
بداية التطرف
مدمن سابق “زير نساء” و”لعوب”، سليم بن غالم أصبح متطرفا في السجن، مثل الكثير من الجهاديين الفرنسيين.
دخل سجن “فرين” عام 2002 بتهمة الشروع في القتل أحد تاجري المخدرات، حيث كان معه الجزائري محمد العيوني، وهو من قدامى الجهاديين، الذي قاتل في العراق عام 2004.
منذ عام 2010، اجتذبته شبكة”مجموعة بوت-شومو” التي تجند مقاتلين وترسلهم إلى العراق، كما شارك في محاولة هروب اسماعيل آيت علي بلقاسم، المسئول عن تفجير باريس عام 1995.
كما ظهر اسمه في التحقيقات أيضا إلى جانب الإخوة كواتشي، أو أميدي كوليبالي المتهمون في هجمات شارلي إيبدو، وتدريجيا، بات سالم بن غالم هدفا للقوات الفرنسية التي تكافح اﻹرهاب.
عام 2011، ذهب إلى اليمن مع شريف كواتشي في معسكر تدريب للقاعدة في جزيرة العرب لتعلم استخدام السلاح، وفي ربيع عام 2013 سافر إلى سوريا، لأول مرة للانضمام إلى صفوف”النصرة” – التابعة لتنظيم القاعدة – ثم اتجه فيما بعد لصفوف “داعش”.
كان هدفا في 8 أكتوبر
في 2013 بعد ظهوره في فيديو دعائي لتنظيم الدولة اﻹسلامية تأكد للأمن الداخلي الفرنسي أن سالم بن غالم مثل مهدي نموش واحد من الذي احتجزوا الصحفيين الفرنسيين اﻷربعة “ديديه فرنسوا، بيير تورس ، نيكولا هينان، إدوارد إلياس، في سجن حلب بسوريا ما بين يونيو 2013 و أبريل 2014.
أصبح أبو محمد -الاسم الحركي له داخل داعش- هدفا للهجمات التي تشنها الطائرات الفرنسية على مدينة الرقة في سوريا، ووفقا لصحيفة “لوموند” قصف الطيران الفرنسي معسكرا تدريبيا في مساء 8 أكتوبر من أجل القضاء على سالم بن غالم.
لا يزال مصيره غامضا، ويمكن أن يكون بن غالم على قيد الحياة. هذا ما قاله العديد من المرافقين له في مقابلة عبر سكايب بعد أيام قليلة من الهجمات، وفقا لصحيفة “لكسبريس” فقدبعث برسالة مخيفة قال فيه: “العالم كله يريد قتلنا، ولكن الموت هو الهدف الذي نسعى لأجله”.
رجل لا يخشى الموت
وتعتبر وزارة الخارجية الأمريكية بن غالم “متطرف فرنسي ناشط في سوريا، وينفذ عمليات إعدام نيابة عن داعش”. وفي سبتمبر 2014، وضع على لائحة أخطر 10 إرهابيين مطلوبين من قبل الولايات المتحدة. في مايو من نفس العام، أصدر قاض في مكافحة الإرهاب باريس ضده مذكرة توقيف دولية.
وفي أكتوبر 2013، انضمت إليه زوجته وطفليه بسوريا لكن هذا الرباط العائلي لم يستمر لأكثر من بضعة أشهر، فقد عادت زوجته، وتدعى كاهنة، إلى فرنسا في يناير 2014، وإثر عودتها وصفت بن غالم بأنه “أصبح رجلا متعصبا ولا يأبه لأرواح الناس”.
وقالت كاهنة “سالم أخبرني إنه إذا عاد إلى فرنسا، سيكون من أجل تنفيذ عملية إرهابية، وإحداث أكبر ضرر ممكن” وذلك خلال استجوابها من قبل جهاز المخابرات الفرنسية.
وأضافت “كما قال لي أن تنفيذ الهجمات باستعمال القنابل لم تعد طريقة مواكبة للتجديد، وأن عمليات القتل الجماعي هي الأفضل”.
تعليق واحد
الله يلعنك يا ملعون