قال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو إن بلاده ستتخذ عدداً من التدابير لتخفيف الأضرار المحتملة على الاقتصاد التركي عقب فرض روسيا عقوبات اقتصادية, مستبعداً في الوقت ذاته إقدام موسكو على قطع الغاز الطبيعي المصدر إلى تركيا.
وأضاف أوغلو ردا على قرار الحكومة الروسية بوقف استيراد الخضار والفاكهة التركية أنّ “بضائعنا لن تبور، وتركيا لا تعاني من قلة الأسواق الراغبة ببضائعها، والعلاقات التركية الروسية لا يمكن أن تنقطع بسهولة، وذلك لحاجة الدولتين إلى بعضهما البعض”.
وعن إمكانية قطع موسكو الغاز عن تركيا، قال داود أوغلو، خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني، بثته إحدى القنوات التركية، “هناك ضوابط وقوانين دولية ترعى الاتفاقيات المبرمة في هذا الصدد”، وذلك وفقا لما نقلته “هافينجتون بوست”.
وأضاف، “إنّ العلاقات التركية الروسية، تمرّ بمرحلة حساسة، وعلى الطرفين إنهاء الأزمة دون ضرر بالعلاقات بين الدولتين”، معرباً في الوقت ذاته عن أمله في أن “تختار روسيا طريق الحوار لحل الأزمة، بدل انتهاجها مبدأ فرض العقوبات”.
وتابع داوود أوغلو “لو لم تنتهك الطائرة الروسية الأجواء التركية، لما حصلت الأزمة، وبالتالي فإنّ تركيا لم تتعمّد خلق أزمة، وليست الطرف الذي يصعّد وتيرتها، وتركيا لم تقم بعمل استفزازي، إنما دافعت عن مجالها الجوي فقط”.
وفي تعليقه على تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنّ “تركيا كان يمكن أن تتصرف بشكل مغاير، لو علمت أنّ الطائرة التي انتهكت مجالها الجوي روسية”، قال داوود أوغلو، “إنّ ما قاله الرئيس أردوغان، لا يعني أننا كنا سنسمح بعملية الانتهاك”.
وقال داوود أوغلو، “لو قام الجانب الروسي بالتنسيق معنا في قصف مواقع داعش بسوريا، لما وقعت كل هذه التطورات، ولكن مع استمرار الحرب في سوريا، وانتهاك طائرة مجهولة لمجالنا الجوي، لم يكن بإمكاننا التنبؤ بنوايا هذه الطائرة في تلك اللحظة، فمن الممكن أن تكون تلك الطائرة تابعة للنظام السوري، ومن المحتمل أنها كانت تنوي قصف مدينة من مدننا، عندها هل تتخيلون كيف ستكون ردّة فعل الشارع التركي؟”.
وأوضح داوود أوغلو، أنّ تركيا أبلغت الجانب الروسي بضرورة إبداء الحرص على عدم انتهاك المجال الجوي التركي، والابتعاد عن قصف المدنيين في سوريا، وعدم استهداف مناطق التركمان في ريف اللاذقية، لخلوها من عناصر تنظيم داعش، مشيراً في هذا السياق إلى وجوب مراعاة حساسية تركيا حيال حماية حدودها مع سوريا.