مجد الدين العربي – وطن (خاص)- أخيرا، ودون اختباء وراء العبارات الدبلوماسية، صرح بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل بشكل واضح وقاطع أن الفلسطينيين لن ينالوا مترا واحدا من الأراضي التي تردد أن إسرائيل تنوي تحويلها إلى السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس (أبو مازن).
وجاء تصريح نتنياهو بمثابة صفعة جديدة على وجه السلطة، بعدما سادت أحاديث عن بادرة “حسن نية” يقوم الاحتلال الاسرائيلي بموجبها بـ”التنازل” عن 10 آلاف دونم تحت قبضة الاحتلال للسلطة.
واستبق نتنياهو أي مشاكل يمكن أن تثار في الجلسة الأسبوعية لحكومته، عندما صرح قبيل الجلسة (يوم الأحد 29 نوفمبر) أن اسرائيل لن تتنازل “لا عن 40 ألف متر مربع، ولا عن 10 آلاف متر ولا حتى عن متر واحد، بحسب تصريحات نقلها مكتب نتنياهو ونشرتها وسائل إعلام عبرية.
وكان الحديث عن تحويل الأراضي وكلام نتنياهو عن دولة فلسطينية محتملة، قد أثار شركاء نتنياهو في الحكومة، ومنهم وزير التعليم نفتالي بينيت، رئيس حزب “البيت اليهودي”، الذي قال معلقاً: “آخر شيء علينا أن نقوم تجاه الإرهاب هو طرح المبادرات”.
وفيما وصف وزير العلوم “أوفير أكونيس” التقارير حول تحويل الأراضي بأنها “مجرد هلوسة”، اعتبر وزير الزراعة “أوري أريئيل” القيادي في حزب “البيت اليهودي” أنه إذا كان تحويل الأراضي إلى الفلسطينيين صحيحا، فإن الأمر دليل على “جريمة أخلاقية ومكافأة يتم تقديمها للإرهاب. ومن شأن هذا تعريض حياة المواطنين الإسرائيليين للخطر”.
وقبل أيام، أثارت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي القضية، عندما زعمت أن “الإدارة المدنية في الجيش الإسرائيلي” تدرس تحويل بعض الأراضي الواقعة تحت “السيادة الإسرائيلية” في المنطقة “ج”، إلى السلطة الفلسطينية.
وتنص اتفاقية أوسلو 2 الموقعة عام 1995، على تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق: منطقة “أ” تحت السيادة الكاملة للسلطة الفلسطينية؛ ومنطقة”ب” تحت السيادة المدنية الفلسطينية والسلطة الأمنية الإسرائيلية؛ ومنطقة “ج”، تحت السيادة الإسرائيلة الكاملة مدنياً وأمنياً، والمنطقة الأخيرة تشغل معظم مساحة الضفة، وتحديدا 60 بالمئة من مساحتها، ما يوضح كيف شرعنت اتفاقية أوسلو وجود الاحتلال في الضفة، وجعلته قانونياً، ومع ذلك فإن نتنياهو يرفض “التنازل” حتى عن متر واحد مما اغتصبه جيش الاحتلال، وكأنه حق من حقوقه، ليقول لكل من يطالبون بالسلام ويروجون له ” أتمنى لكم حظاً أوفر بعيدا عن إسرائيل”.