يبدو أن إسقاط تركيا الطائرة الروسية سوخوى 24 على جبل التركمان بالحدود السورية، سيعزز موقف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ليغير قواعد اللعبة السياسية في المنطقة، وربما العالم.
أردوغان علق على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول تلقي “طعنة في الظهر”، ببيانات رئاسية تؤكد عزم تركيا بأنها لن تقف موقف المتفرج أمام أي انتهاك لمجالها الجوي.
مجلة ناشيونال انريست الأمريكية رأت أن القوى المعنية بالحادث ليست فقط روسيا وتركيا ولكن كل دول حلف شمال الأطلسي (بما فى ذلك الولايات المتحدة)، وكذلك غيرهم من اللاعبين الإقليميين، الذين صاروا مدفوعين نحو إعادة النظر فى مواقفهم وافتراضاتهم.
وأضافت المجلة أنه في أعقاب هذا الحادث، قرر “سيرجي لافروف” إلغاء زيارته إلى تركيا، والتي كانت تهدف إلى إعادة الأجندة التركية الروسية إلى مسارها الصحيح، ليكون إسقاط الطائرة هو المسمار الأخير في نعش محاولات يائسة استمرت لمدة 4 سنوات من قبل كل من روسيا وتركيا لإدارة الخلافات العميقة بينهما بشأن سوريا دون التعدي على علاقة اقتصادية مربحة للغاية بين البلدين.
أما بشأن الاختبار الحاسم لالتزام حلف الناتو، فأكدت الصحيفة في تقريرها الصحفي أن دول حلف شمال الأطلسي، بدءًا من الولايات المتحدة، سوف تطالب بنزع فتيل التصعيد وتدعو كلا الجانبين للامتناع عن الاستفزاز.
وأشارت الصحيفة إلى أبعد من ذلك، سواء كان حلف الشمال الأطلسي سوف يكون مطالبا بشكل قاطع باتخاذ جميع التدابير اللازم لردع روسيا عن اتخاذ أيه إجراءات انتقامية أو تعدٍ على الأراضي التركية، أم أنه سوف يكسر التحالف بشأن هذه المسألة محتجًا بأن الإجراءات التركية الخاصة في سوريا لا تعطيها الحق في المطالبة بحماية التحالف.
ونظرًا لتنامي الشكوك بين بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي، وخاصة في دول البلطيق، حول درجة التزام أعضاء التحالف الآخرين ببنود المعاهدة حال حدوث اشتباكات مع روسيا، فإن ما سيفعله حلف شمال الأطلسي في الأيام المقبلة سوف يكون مهمًا في تحديد مستقبل التحالف لافتة إلى أنه مع احتمالية حدوث المزيد من الحوادث، فإن الحسابات الخاطئة للدعم يمكن أن تتسبب في خروج الأمور عن السيطرة.
وألمحت المجلة الأمريكية أيضًا إلى توابع حادث الطائرة الروسية من خلال طرح تساؤلات حول رؤية الرئيس الفرنسي «فرانسوا هولاند» في مسألة استخدام القتال ضد “الدولة الإسلامية” كوسيلة لتشكيل ائتلاف موسع ومتماسك لمحاربة الإرهاب مع وضع الافتراض بسؤال أن «بوتين» للرئيس «هولاند» حين يجتمعان الخميس المقبل حول كيفية مشاركة روسيا في الضربات ضد «الدولة الإسلامية» في حين تتعرض طائراته لضربات من قبل حلفائه في الناتو.
في المقابل، رجحت المجلة الأمريكية بأن الأمر سيكون له عواقب سلبية على جهود فرنسا لصياغة قرار في مجلس الأمن الدولي كأساس قانوني للقيام بعمل مشترك ضد «الدولة الإسلامية»، بالنظر إلى إصرار روسيا السابق أن الجماعات المتمردة الأخرى التي تعمل ضد حكومة «الأسد» أيضًا يجب أن تغطى ضمن عمليات مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية». يذكر إن المسئولين الفرنسيين كانوا يأملون، في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية في سيناء ثم هجمات باريس، أن موسكو مستعدة لتحويل تركيزها في سوريا من الدفاع عن نظام «الأسد» إلى نقل المعركة ضد «الدولة الإسلامية».
كما كانت هناك أيضًا دلائل على أن موسكو كانت تستكشف بحذر مع دبلوماسيين غربيين وتركيا والمملكة العربية السعودية إمكانية التوصل إلى تسوية في سوريا من شأنها أن تضمن رحيل «الأسد» من السلطة في نهاية المطاف.
واختتمت المجلة تقريرها بقولها “قد تميل موسكو أكثر نحو تفضيلات إيران لاتخاذ مزيد من الإجراءات لترسيخ سيطرة «الأسد» على الأجزاء الأساسية من سوريا من خلال تكثيف الدعم من الطائرات الروسية وتكثيف إمدادات المقاتلين من حزب الله والحرس الثوري الإيراني”.
تعليقان
العكس هو الصحيح، فتركيا الآن لم يعد في وسعها إنشاء منطقة عازلة تمكنها من تزويد الإرهابين بالسلاح والذخيرة والمواد الطبية، وذلك بعد أن نصب الروس منظومة الدفاع الصاروخي س 400 وهذا معناه بالضرورة أن الأجواء السورية خط أحمر، ليس فقط للطائرات التركية، بل لكل من تسول له نفسه بالطيران فوقها. أعتقد أن إسقاط تركيا للطائرة الروسية صب في مصلحة الروس وسوريا. و “رب رمية من غير رامي” وإنَّ غداً لناظرة قريب.
اقولها للمرة الف من يتوكل علي الله فهو حسبه ادن اردوغان رجل مسلم ونحن معه سر الي الامام ولا تخف لان الله معك