(وعد الأحمد-وطن) نبش كاتب اسرائيلي في “الصندوق الأسود للحاخامات اليهود” فاضحاً ما أسماه المجتمع المتدين في اسرائيل بعد أن عصفت بهذا المجتمع فضيحتان جنسيتان وسببتا إحراجاً كبيراً للمجموعة التي تتظاهر بأنها أخلاقية وصاحبة القيم الأسمى على الإطلاق في المجتمع الإسرائيلي- بحسب وصف- “يؤاف شاحام” الذي نشر في موقع (المصدر) الإسرائيلي مؤخراً مقالة بعنوان (المتدينون في إسرائيل يواجهون فضائح جنسية مخجلة) وبعد أن يمدح شاحام هذا المجتمع الذي “كان يُعتبر الأفضل من حيث القيم وبكونه الأكثر كفاءة في البلاد.
إذ يُعتبر شبانه وأبناؤه نخبة المجتمَع الإسرائيلي و”البوصلة الأخلاقية لإسرائيل”–بحسب وصفه – مشيراً إلى ما قاله “نفتالي بينيت”رئيس حزب “البيت اليهودي” الذي يُعتبر حزب الوسط المتدين القومي في إسرائيل، في يوم الانتخابات الأخير “أنا فخور بالصهيونية المتدينة، وبرجالها لأنّهم مجتمع مثالي حقيقي”. ويسخر شاحام من محاولة وصف مجتمع المتدينين بالمثالي، وفي حين أن الإسرائيلي الذي يعيش في تل أبيب-كما يقول- يهتم فقط بملذات الحياة: المال، المشتريات، السيارات، العلاقات الجنسية، يهتم المتدين بالنواحي النبيلة والسامية. إنه يصلي لإلهه بحرارة تامة، ويشكل العالم المادي أقل اهتماماً بالنسبة إليه، وفي حين أن صديقه التل أبيبي يفكر كيف يجذب الفتيات، فهو يعمل من أجل مستقبل المجتمع كله.
ويبدأ شاحام بعد ذلك بكشف المستور مشيراً إلى الدوافع الجنسية لدى هؤلاء المتدينين والتي يصعب عليهم كبح جماح أنفسهم حيالها، مشيراً إلى قصة الحاخام “مردخاي ألون”، أحد زعماء الصهيونية المتدينة الروحيين، والذي اعترف بعد التحقيق معه بأفعال جنسية غير لائقة مارسها مع شبان جاؤوا لطلب مشورته”. وبحسب مقربين من ألون فـ “الأفعال التي أدين ألون بارتكابها هي جزء صغير فقط من شبكة من الاعتداءات الجنسية على الشبان”رغم أن هذه الفضيحة الأشد تعقيداً–كما يقول الكاتب الإسرائيلي- مضيفاً أن “الإشتباهات في قضية هذا الحاخام الكبير ظهرت منذ العام 2005، ولكنها نوقشت في منتديات مغلقة تابعة للوسط المتدين في إسرائيل، ولم يتم التحقيق فيها لفترة طويلة من قبل الشرطة” ولفت شاحام إلى أن “منتدى الحاخامات حكم على ألون إثر هذه الفضيحة المدوية بترك مدينة القدس والانتقال إلى شمال إسرائيل، في أعقاب شكوى قدّمها ثلاثة شبان اشتكوا أنّ ألون مارس معهم أفعالاً جنسية غير لائقة. لقد علمت السلطات القانونية في إسرائيل بالموضوع بعد سنوات من ذلك فقط”.
وفي حين رفض حاخامات كبار في الوسط الديني في إسرائيل قبول هذا الحكم على الحاخام ألون، معتبرين ألون “حاخاماً محترماً ومهماً” دعت حركة “بني عكيفا” وهي حركة شبيبة دينية في إسرائيل ألون ليلقي خطاباً في مؤتمر الحركة كردٍ لاعتباره واحتجاجاً على محاكمته.
ولفت شاحام إلى أن ممارسات غير لائقة من حاخام كبير كألون ستكون مبرراً لآخرين أقل تديناً في إشارة إلى عضو للكنيست يُدعى “ينون مجال” قدمت نساء عملن معه في الماضي شكاوى حول تحرشه بهن جنسياً وقلن أمام المحكمة إنّ مجال تحرّش بهنّ جنسياً، وعبّر أمامهنّ عن رغبته بممارسة الجنس معهنّ، وحاول تقبيلهنّ بالقوة بل وأمسك بمؤخراتهنّ. ويردف شحام إن “ينون مجال ليس شخصاً متديّناً ولكنه تقليدي، وهو عضو في حزب البيت اليهودي”.
وختم “يؤاف شاحام” بالإشارة إلى أن “العنف ضد النساء والاعتداءات الجنسية هي مرض مجتمعي، ولا يوجد أي وسط في المجتمع، مهما كان أخلاقياً وقيميّاً، محصّن منها” مضيفاً أن المجتمع المتدين في إسرائيل سيضطر إلى تعلّم مواجهة ذلك، ولا يمكنه استخدام صورته كنخبة أخلاقية للتهرّب من المسؤولية.