أطلقت وزارة الأوقاف المصرية مؤخراً خطة تمثلت في نشر الخطبة الموحّدة على موقعها باللغة الإنجليزيّة، بهدف “الوصول بالخطاب الإسلاميّ الوسطيّ إلى العالم كلّه بمختلف اللغات”, الا أن هذه الخطة باءت بالفشل حسب ما ذكر موقع “المونيتور” الأمريكي الذي لفت إلى أن هدف الأوقاف المصرية لن يتحقّق بسبب بعض العيوب في تسويق الخطبة الإنجليزيّة إلى العالم.
وقال “المونيتور” إن موقع الوزارة نفسه هو أوّل تلك العيوب، فالموقع مصمّم باللغة العربيّة، ولا توجد منه نسخة إنجليزيّة حتّى الآن، وهو ما يعني استحالة وصول القارئ الأجنبيّ إلى الخطبة داخل الموقع.
وقال أحد مؤسّسي شركة “ثرد أي ستوديوز” المتخصّصة في تصميم مواقع الإنترنت والتسويق الإلكترونيّ محمّد عزيز، إنّ البحث والوصول إلى محتوى بلغة أجنبيّة داخل موقع مصمّم بالكامل باللغة العربيّة يكاد يكون مستحيلاً.
كما قال إنّ مجرّد إصدار نسخة إنجليزيّة للموقع لا يكفي، وإنّما يجب تسويق هذه النسخة كما تفعل الصفحة الإنجليزيّة لدار الإفتاء المصريّة التي وصل عدد متابعيها إلى حوالى 150 ألف مستخدم.
وتجدر الإشارة إلى أنّ مشاهدات موقع وزارة الأوقاف المصريّة محدودة للغاية من خارج مصر. فوفقا لمؤشر similar web، المختص بأعداد زيارات المواقع الإلكترونية، حصل موقع وزارة الأوقاف المصرية على 130 ألف زيارة في شهر أكتوبر 2015، معظمهم (90،47%) من مصر، ما يعني أن الزيارات من مستخدمين خارج مصر قليلة للغاية مقارنة بوزارات الأوقاف في دول عربية أخرى .
وقال الموقع: إن الانفصال عن الأحداث يعتبر نقطة ضعف أخرى في محاولات تسويق الخطبة الإنجليزيّة، حيث أنّ يوم الجمعة في 6 نوفمبر، والذي شهد نشر الخطبة الأولى باللغة الإنجليزيّة، كان قريباً من حادث سقوط الطائرة الروسيّة في 31 أكتوبر، الذي تبنّاه تنظيم أنصار بيت المقدس (فرع “داعش” في سيناء)، وتجاهلت الخطبة الحادث على الرغم من خطورته بالنسبة إلى الأمن القوميّ المصريّ والعلاقات المصريّة-الروسيّة، آخذين في الاعتبار أنّ عدد المسلمين في روسيا يقارب الـ25 مليون مسلم، حسب تقديرات رئيس الإدارة الدينيّة لمسلمي روسيا راوي عين الدين، وربّما كان من الضروري أن تكون الخطبة الأجنبيّة الموجّهة إلى العالم بمن فيهم ملايين الروس المسلمين حول الإرهاب وموقف الإسلام منه.
وأضاف الموقع: كذلك تجاهلت خطبة وزارة الأوقاف أحداث الإرهاب التي وقعت في باريس في 14نوفمبر، على الرغم من أنّ المساجد الفرنسيّة وحّدت خطبتها ليوم الجمعة 20 نوفمبر حول رفض الإسلام للإرهاب ولجرائم تنظيم “داعش”، وعمّمت الخطبة المناهضة للإرهاب على مستوى “غالبيّة المساجد الأوروبيّة والأمريكيّة (الأمريكتين)، بعد توقيع قادة العمل الإسلاميّ القارات الثلاثة على لائحة اتّفاق للعمل الدينيّ، تقضي بتوحيد خطبة الجمعة في 20 نوفمبر”، وفقاً لبيان رسميّ لأمين عام المؤتمر الإسلاميّ-الأوروبيّ ورئيس الفيدراليّة العامّة لمسلمي فرنسا محمّد بشاري.
ونقل الموقع عن رئيس قسم الفقه المقارن في جامعة الأزهر عبد الفتّاح إدريس، قوله: “خطبة الجمعة لا بدّ أن تتناول ما يدور في حياة الناس من مشاكل، كما كان يفعل النبّي محمّد، والمشكلة الأكبر التي تواجه المسلمين حاليّاً هي الإرهاب، حيث أنّهم مهدّدون ومروّعون منه شأنهم شأن المنتمين إلى باقي الأديان، كما أنّه يتسبّب في تشويه صورتهم وتشويه صورة الإسلام أمام العالم، لأنّ كلّ تلك التنظيمات تتخفّى وراء شعار الدين والجهاد”.
وختم الموقع تقريره بالقول: إطلاق الخطبة الإنجليزيّة بهدف “الوصول بالخطاب الإسلامي الوسطيّ إلى العالم كلّه”، وفقاً لبيان وزارة الأوقاف، ربّما لن يحقّق النتيجة المرجوّة في ظلّ سوء التخطيط والتسويق لتلك الجهود.