أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده لن تسمح بانتهاك حدودها ولن تسكت على أعمال مماثلة في المستقبل، وذلك في موقف علني له أمام وفود من منظمة التعاون الإسلامي بتركيا تعليقا على إسقاط أنقرة لطائرة روسية، مضيفا أن المنطقة التي شهدت الحادثة ليس فيها قواعد لتنظيم داعش تبرر وجود المقاتلات الروسية وإنما يقطنها التركمان.
وانتقد أردوغان الأوضاع الاقتصادية في دول منظمة التعاون الإسلامي، قائلا إن “صور الجوع، والعوز، والبؤس التي تعكسها شاشات التلفاز، تحدث في البلدان الأعضاء للمنظمة” مضيفا: “السبب الأكبر لتحول العالم الإسلامي اليوم من جغرافية علم وعرفان، وحضارة، إلى جغرافية ظلم ومظلومية، هو خرق أخلاق الأخوة والعدل، وتجاهلها.”
وندد أردوغان بتحركات التنظيمات الإرهابية قائلا: “حفنة من شبكات القتل، تستغل دين السلام الإسلام، كأداة لتحقيق طموحاتها القذرة، وتقتل الأبرياء كل يوم وفي مقدمتهم المسلمين. هذه الكيانات الظلامية التي تسمى داعش، القاعدة، بوكو حرام، تنظيم الشباب، تخدم مصالح القوى التي تجثم على مقدرات العالم الإسلامي، تمعنوا جيداً، إن أولوية أهداف هذه المنظمات الإرهابية، هي قتل المسلمين الذين لا يتبنون نفس أفكارهم.”
وحول قضية الطائرة الروسية قال أردوغان إن طائرتين مجهولتين دخلتا الأجواء التركية، وغادرة الأولى بعد تحذيرها بعد بقيت الثانية، ما دفع سلاح الجو التركي لاستهدافها، مؤكدا أن الاستهداف جرى في الأجواء التركية، وأن بعض قطع الطائرة الروسية سقطت في تركيا وأدت لجرح مواطنين تركيين بسبب الشظايا.
وندد أردوغان ضمنا بنشاط الطيران الروسي في المنطقة قائلا إن الأراضي بين اللاذقية في سوريا ومحافظة هاتاي التركية، والتي يقطنها التركمان، ليس فيها قواعد لتنظيم داعش الذي تزعم روسيا محاربته مضيفا بحزم: “لا ضرورة لأن يخدعنا البعض.. ليس لأحد حق انتهاك حدودنا لن نسكت على أي انتهاك يقع بالمستقبل.”
وأكد الرئيس التركي أن بلاده اكتشفت لاحقا هوية الطائرة المستهدفة وقامت عقب الحادثة مباشرة بإطلاع الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحلف الشمال الأطلسي (ناتو) على حيثيات الحادث وتفاصيله. وهاجم بشدة الدعم المقدم للرئيس السوري، بشار الأسد، الذي اتهمه بقتل مئات آلاف السوريين وتهجير الملايين منهم.