ثمة حديث عن حملة عسكرية قريبة ضد عاصمة ما يطلق عليها الخلافة, ولكن العملية لاستعاد الرقة تحتاج كما يقول عسكري بريطاني سابق 50 ألف جندي وتقتضي تنسيقا معقدا “حرب مئات الجيوش”.
وتقول صحيفة “التايمز” البريطانية إن الجهاديين في المدينة بدأوا ببناء دفاعات وملاجئ وأنفاق في الوقت الذي تتجمع فيه قوات كردية وعربية في منطقة لا تبعد عنها سوى 20 ميلا.
وتشير الصحيفة إلى أن الانتباه تركز على المدينة التي أطلق عليها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون “رأس الحية” وبعد قرار مجلس الأمن 2249، والذي دعا لاتخاذ كل الخطوات من أجل سحق الملجأ الآمن للتنظيم.
ونقلت الصحيفة عن البريغادير بن باري، مدير برنامج الحروب البرية في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أن السيطرة على المدينة يحتاج إلى قوة من 25 ألف مقاتل تدعمهم الدبابات والطائرات.
ورأى عسكري أمريكي طلب عدم ذكر اسمه أن عددا مشابها يجب توفره لحماية خطوط الإمداد والعمليات اللوجيستية من تركيا، مضيفا أنه يجب أن تكون العملية بقيادة عربية والتزام دولي بدعم مالي وعسكري. وتقول الصحيفة إن معظم الخبراء الذين تحدثت إليهم أكدوا على أهمية الدور الداعم للعملية.
وقال الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية إن قوات غربية تقاتل تنظيم الدولة لوحدها قد تزيد من المتطوعين إلى جانب الجهاديين. فيما قال لورد ريتشاردز، قائد القوات البريطانية السابق إن العمليات اللوجيستية وعمليات الإجلاء مطلوبة في “حرب مئات الجيوش”.
وتضيف الصحيفة أن القوات الأردنية والتركية تعتبر من أقوى الجيوش القادرة على مواجهة التنظيم. ولكن الجيش التركي قد يواجه المقاتلين الأكراد الذين يطمحون لإقامة كيان خاص بهم. أما القوات الأردنية، فهي صغيرة ولدى الأردن حدود طويلة مع سوريا.
ولكن “لورد ريتشاردز” يرى ضرورة إشراك المقاتلين الأكراد في تحالف عسكري وكذا جيش الأسد. وفي الوقت الذي يعتقد فيه أن هذا لن يكون مقبولا سياسيا للقوى المعارضة لنظام الأسد إلا أنه ناقش أن تسوية سياسية ممكنة “لو تم التوصل لصفقة يوافق فيها الأسد على انتخابات بعد هزيمة تنظيم الدولة، فلماذا لا يوافقون؟”.
وتضم القوى التي تقاتل الجهاديين في الشمال الأشوريين والإيزيديين والعرب والأكراد والتركمان وأبناء العشائر. وتلقى بعض هذه القوى دعما من قوى دولية وإقليمية.
ونقل عن “البريغادير باري” أن البيشمركة في العراق والميليشيات الشيعية لديها مقاتلون أشداء مستعدون للقتال. ولكن أي تحالف واسع يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التنافس السني – الشيعي الذي برز من خلال الحرب بالوكالة بين إيران والسعودية في سوريا واليمن.
وينظر القادة العسكريون لحصار الفلوجة عام 2004 كمثال يمكن تطبيقه على الرقة، ولكن لا مقارنة بين القدرات العسكرية التي توفرت للأمريكيين والقوى التي ستهاجم الرقة. ففي عام 2004 نشرت القوات الأمريكية 10.500 من قوات المارينز تلقت دعما جويا من مقاتلات ومروحيات إضافة لمشاركة 3.000 من القوات العراقية. ولم يستطع المارينز السيطرة على الفلوجة إلا بعد تمشيطها حيا حيا، حيث خسر الأمريكيون 95 جنديا وقتلوا 1.500 من المقاومة.
وهناك فرق آخر وهو أن سكان الفلوجة خرجوا منها قبل العملية، لكن تنظيم الدولة يحاول منع السكان من مغادرة الرقة. وتقول “التايمز” إن بعض المحللين الروس تبنوا فكرة “الأرض المحروقة” في الرقة، فيما ذهب شبتاي شافيط، مدير الموساد السابق، أبعد من هذا ودعا إلى “محو الرقة عن الخريطة مثل دريسدن”.