أكدت منظمة العفو الدولية أنّ الاعتداء الذي تعرضت له الطفلة السورية صفا إبراهيم على يد قوات الأمن المصرية لم تكن الحادثة الأولى، لكنها كانت الأولى التي يسقط فيها ضحايا.
وفي تصريحات صحفية، أفاد والد الطفلة إبراهيم علي بشهادته، حيث أوضح أنه وصل إلى القاهرة في عام 2012 ومنها انتقل إلى الإسكندرية، ولم يكن يملك من المال ما يكفيه ليعيش مدة طويلة في مصر، فقد كان يظن أنه سيمضي قرابة ستة أشهر في مصر ريثما تعود الحياة طبيعية إلى سوريا، إلا أن الحياة بدأت تتدهور أكثر، وعاش على ما يتصدق به أقاربه في الخارج.
مضيفًا: “مكثت ما يقارب ثلاث سنوات في مصر، حتى يئست من الحياة هنا ولم أجد عملا طوال هذه السنوات، التعليم كان سيئا، فوجدت أن أفضل طريقة لأتخلص من هذه الحياة الصعبة أن أسافر إلى أوروبا، لكن لم يكن معي من النقود ما يكفي، ما اضطرني إلى بيع كل ما تملك زوجتي من ذهب، حتى بعت أقراط بناتي الذهبية وأساورهن، واستدنت باقي المبلغ من أقاربي”.
ويوضح إبراهيم: “اتجهنا نحو منطقة ساحلية مصرية ونقطة انطلاق لرحلات التهريب تسمى “بلطيم”، ومكثنا فيها ليلة كاملة، وفي يوم الخميس 6/8/2015 في الساعة التاسعة والنصف مساء تقريبا، وهو يوم افتتاح قناة السويس، أحضر لنا المهرب سيارة تاكسي، وأقلتني مع عائلتي مسافة 35 كيلومترا تقريبا على الطريق الدولي إلى كفر الشيخ، وكنا قد ارتدينا ستر النجاة خوفا من الغرق”.
وبعد “أن وصلنا في حدود الثانية عشرة ليلا، أنزلونا في مكان فيه ثلاث سيارات، واحدة بيك آب مغلقة، وميكرو باص صغير كان محشوا بالناس، وشاحنة كبيرة لنقل الحديد، لكني لاحظت يومها شيئا غريبا، كانت هناك سيارة للحكومة المصرية تتقدمنا، لكني استبعدت أن يكون كمينا لنا”.
ويصف إبراهيم رحلته قائلا: “وصلنا إلى مكان لا أعرفه، ونزلنا من السيارات جميعا، كنا 120 شخصا، 100 من السوريين، و20 شخصا من جنسيات مختلفة، وكان المكان بعيدا عن الشاطئ ما يقارب ساعة كاملة مشيا على الأقدام، وكان يتوجب علينا الغوص في الرمال حتى نصل إلى الشاطئ، ومن هناك نصعد إلى القارب”.
وتابع “كنت في المقدمة، في هذه الأثناء لاذ البعض بالفرار بعدما تأكدوا من وجود كمين للشرطة المصرية، إلا أنه كان يصعب على الباقين الفرار؛ لأن عائلاتهم معهم، ومشينا في ساقية من الرمل، حتى ثقلت حركتنا بشكل كبير، في هذه الأثناء بات الشاطئ يبعد 250 مترا عنا تقريبا، وهنا شاهدنا طلقة مضيئة في السماء كان المهربون قد أطلقوها في إشارة للأمن المصري إلى أن الكمين قد أحكم ووصل اللاجئون”.
ويروي إبراهيم: “تقدم الجيش المصري باتجاهنا، وبات ينعتنا بأقذز الألفاظ، مع إطلاق رصاص كثيف في الهواء، وبين الأقدام، كان ذلك في تمام الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، وأصيب رجل بفخذه ورجل بكتفه، لكنني سمعت صوت ابنتي صفا ذات السبع سنوات والنصف تصرخ “قلبي بابا قلبي”، اقتربت منها أكثر ورفعت سترة النجاة التي كانت ترتديها، فرأيت دما ورصاصة قد اخترقت جانبها الأيسر وخرج من الأيمن، وبعض من أحشاء ابنتي كانت قد خرجت، إلا أنها ما زالت على قيد الحياة وتصرخ: بابا جبلي دكتور”.
يضيف إبراهيم: “ناديت على الجندي وصرت أقول له “بنتي”، وذهبت لأرى إن كان معي شيء من الإسعافات في الحقائب الأخرى التي معي، لكنه لم يترك لي مجالا للعودة ومنعني من الاقتراب منها، وصار يضربني بحذائه العسكري حتى أصبحت أصرخ: “بنتي عم تموت”، ووقفت زوجتي منهارة وصارت تقول: “بنتي عم تموت ساعدوها”، فنعتها العسكري بألفاظ نابية، وأطلق ثلاث رصاصات في الهواء لإرهابنا، فوقعت ابنتي ذات السنتين والنصف مغشيا عليها من الخوف”.
ويوضح إبراهيم أنه استمر في محاولته لإقناع العسكري بالسماح بعلاج ابنته، ويقول: “بقيت أترجاه كثيرا لأنقذ حياة ابنتي، لكنه رفض ذلك، فصرخت فتاة سورية اسمها نسرين وأخبرته أنها ممرضة، وسمح لها بأن ترى ابنتي، فأخبرته نسرين بأن الفتاة في وضع حرج وتحتاج للنقل إلى مشفى، لكنه صرخ بنسرين قائلا: أنتِ غبية، ولا تفهمين شيئا، وصار يركل ابنتي المصابة بقدمه، وهي تتأوه من الألم، ولا تلفظ إلا “بدي دكتور”، وصارت تغيب عن الوعي وتصحو قليلا”.
استمر هذا الحال حتى الساعة الخامسة والنصف فجرا، “حتى جاء وفد آخر من الجيش، وقال للعسكري: “إحنا ما قلناش ضرب نار قلنا تخويف بس، وأخذوني أخيرا مع ابنتي إلى المشفى، ووصلنا في حدود الساعة السادسة والنصف صباحا، لكن ابنتي لفظت أنفاسها الأخيرة في أول دقيقة وصلت فيها المشفى”، كما يقول إبراهيم.
يقول إبراهيم: “أخذوني إلى المخابرات العسكرية في تمام الساعة التاسعة صباحا للتحقيق، وبقيت ابنتي في المشفى بعد وضعها في ثلاجة الموتى، بقيت في المخابرات العسكرية حتى العصر، وقصصت لهم الذي حدث وتأثروا به، كنا حوالي 68 شخصا، بينهم زوجتي وأطفالي، زوجتي كانت في حالة انهيار شبه تام، لا يفارقها البكاء، ومع ذلك تم احتجازها معنا، وفي المساء أخذوني إلى النيابة العسكرية في طنطا للتحقيق، ورغم أن النائب العام تعاطف معنا وأعطانا إخلاء سبيل لكننا مكثنا 11 يوما في نقطة البرلوس حيث تم نقلنا إليها جميعا، طوال هذه الفترة لم أستطع الخروج إلا يوم دفن ابنتي وهو يوم 13/8/2015، حيث سمح لي فقط أنا بالذهاب للدفن وبشكل سريع مع شرطيين، وبعربة صغيرة تسمى “تكتك” إلى “بلطيم”، لم يكن أي شيء يليق بطقوس الموت”.
موضحًا: “توقعت أن أرى الندم في عيون العسكريين والضباط، توقعت أن أراهم حزينين وجاؤوا لتعزيتي، لكني فوجئت بشرطيين فقط وعربة صغيرة، بقيت أردد بصمت “آه أيها الإنسان كم أنت رخيص في هذه البلاد، دفنت ابنتي وحتى الآن لم أستلم شهادة الوفاة”.
لكن المحامي لم يستطع حتى الآن استخراج تقرير الطبيب الشرعي، بسبب أن القاتل هو أحد أفراد الجيش المصري، ما يعني تكتما على القضية، وقد يضيع حق طفلتي في المحاكم المصرية بسبب عدم الاعتراف بوجود قضية قتل عمد، بل اعتبرت قتلا بالخطأ.
تعليق واحد
انه جيش مصر العضيم الدي يكون كالفار امام اسرئيل لكن امام شعبه الدي يموله والعرب كالاسد عار عليكم والله سينهار جيش الباطل كاوراق الخريف لان لم ياتي باي فائدة سوي مصانع المقارون