بالأمس، أكلمت الجزر الأماراتية الثلاث المحتلة في الخليج العربي، 44 عاما، تحت سلطة المغتصب الإيراني، ففي 20 نوفمبر 1971، نزلت القوات الإيرانية في جزيرة أبوموسى وجزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، واحُتلت هذه الجزر الثلاث، ومنذ ذلك اليوم وهي تتجاهل كل الدعوات لإنهاء الاحتلال بالطرق السلمية.
وتعتبر جزيرة أبوموسى أكبر الجزر، وتبعد عن الشارقة نحو 43 كيلومترا، كانت تسكنها عند الاحتلال نحو مئتي أسرة عربية معظمهم صيادو سمك، وينزح إليها السكان من الشارقة لصيد الأسماك والبحث عن المرعى، وتمتاز هذه الجزيرة بمياهها العميقة الصالحة لرسو السفن ويتوافر فيها معدن أوكسيد الحديد الذي يجري استثماره وتصديره إلى الخارج، وإلى الشمال الغربي من أبوموسى بنحو 24 ميلا تقع جزيرة طنب الكبرى وهي دائرية الشكل يبلغ قطرها ميلين ونصف الميل، وكان يسكنها في ذلك الوقت نحو 300 نسمة يعيشون على صيد الأسماك ورعي الماشية، وعلى بعد 28 كيلومترا من هذه الجزيرة تقع جزيرة طنب الصغرى وهي على شكل نتوء شبه مثلث.
الأهمية الجغرافية
وتكمن أهمية هذه الجزر في موقعها الجغرافي الممتاز، فهي تشرف على مضيق هرمز الذي يعتبر باب الخليج العربي، وتحتل الجزر مركز رقابة قوية على هذا المضيق الذي تمر به ناقلة نفط كل اثنتي عشرة دقيقة، ولذلك فإن القوة التي تسيطر على هذا المضيق تتمكن من التحكم في الطريق التجاري للخليج العربي، وكان ذلك من أبرز الأسباب التي دفعت نظام الشاه لاحتلال الجزر.
المحتل الإيراني
تاريخ هذه الجزر مرتبط بشكل أساسي بتاريخ الخليج العربي وبتاريخ القواسم بالذات، تلك القبائل التي كانت لا تضاهيها قوة في المنطقة خلال القرن الثالث عشر والعقدين الأولين من القرن التاسع عشر، حيث فرضت سيطرتها على الساحل العماني وعلى الساحل الإيراني وعلى عدد من الجزر في الخليج العربي.
وفي مارس 1996 افتتحت إيران مطارا في جزيرة أبو موسى، وقال راديو طهران إن وزير الطرق والمواصلات الإيراني أكبر ترخان حضر مراسم افتتاح المطار الذي اقيم على مساحة 570 فدانا من الجزيرة المحتلة، وقال الوزير الإيراني إنه يريد للمطار أن يشجع الاستثمارات في بناء فنادق ومراكز تجارية ومشروعات سياحية.
وفي نوفمبر العام 1996، اعترفت إيران لأول مرة إنها نشرت بطاريات صواريخ في الجزر، ومع هذا الاعتراف زعمت على لسان مسؤول عدم وجود أطماع توسعية لها في الخليج.
جاء الاعتراف خلال مؤتمر صحفي لقائد القوات البحرية الإيرانية الادميرال علي الشمخاني، بمناسبة الإعلان عن مناورات عسكرية ضخمة في مياه الخليج اعتبرها شمخاني الأكبر للبحرية الإيرانية منذ العام 1979.
وفي 5 سبتمبر 2012، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية السابق، أن الجزر الإماراتية الثلاث، “كانت وما زالت جزءا لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية وستظل كذلك إلى الأبد”.
وقال رامين مهمان باراست: “نحن ننفي الادعاءات الوهمية لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال اجتماعهم الـ124، والتي لا تستند إلى أدلة ولا أساس لها من الصحة، حول الجزر الإيرانية الثلاث”.
التفاوض
رفضت الإمارات العربية احتلال إيران لجزرها الثلاث، وعرضت قضيتها على الأمم المتحدة لإصرارها على تجنب المواجهة مع دولة إسلامية، وحاول قادة الإمارات مرارا إقناع طهران بحل القضية عبر المفاوضات المباشرة أو محكمة العدل الدولية، لكن الأخيرة كررت رفضها، معتبرة أن سيادتها على الجزر الثلاث ليست محل نقاش، وبُذلت في هذا السياق عملية تفاوض في أبو ظبي بين الطرفين عام 1992 لكنها لم تصب أي نجاح، وقامت سوريا بوساطة مشابهة انتهت إلى الفشل.
وجدد المجتمعون في القمة العربية السادسة والعشرين بمصر تأكيدهم المطلق على سيادة دولة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث، داعين الحكومة الإيرانية إلى الدخول بمفاوضات مباشرة مع دولة الإمارات أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر.
الرد الإماراتي
26 أبريل 2012، اعتبر الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي أن نشر قوات إيرانية في جزر الإمارات المحتلة هو دليل خوف إيران من الإمارات دون أدنى شك، على حد تعبيره.
وقال عبر تغريداته في موقع “تويتر”: “لو كانت الإمارات تريد حربا لأحرقت كل أخضر ويابس على الجزر.. لكن نحن ميالون إلى الحلول السلمية مع كل جار”.
وأكد خلفان على قوة الإمارات بقوله: “إذا كان من حيث القوة فالإمارات قوية جدا”.
وأشار إلى أن إيران احتلت الجزر الإماراتية ولم يكن للإمارات جيش قائلا: “نعم احتلتها قبيل ساعات من إعلان الدولة.. دولة ما عندها جيش وقوة إيران آنذاك الخامسة على مستوى العالم، اليوم الوضع مختلف”.
مساعدة مواطني الجزر
في 2010، وردا على منع إيران، الإمارات مساعدة مواطنيها في أبوموسى، دعا وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى “التفكير بشكل مختلف لدعم مواطني الجزيرة.
واعتبر أن “الاحتلال يمنع التواصل بين مئات الأسر المواطنة في الجزيرة وبين وطنها، ومن ثم فإن المساعدات التي تصل إليهم تكاد تكون معدومة، إذ لا يمكننا توصيل مواد البناء والخدمات الأخرى”.
وفي الدورة السابعة والستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر 2012، اعتبر وزير الخارجية أن “جميع الإجراءات والتدابير التي تمارسها سلطات الاحتلال الإيرانية باطلة وتخالف القانون الدولي وكل الأعراف والقيم الإنسانية المشتركة”.
وبمناسبة مرور واحد وأربعين عاما على احتلال الجزر الثلاث، جددت الإمارات في بيان أصدره المجلس الوطني الاتحادي، الحق المشروع وغير القابل للنقاش للإمارات في جزرها المحتلة، مجددا دعوة السلطات الإيرانية إلى الامتثال إلى دعوات إنهاء احتلالها للجزر بطرق سلمية.
واعتبر المجلس أن استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية يتعارض مع التوجهات السلمية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والنداءات والمبادرات المتكررة التي توجهت بها الدولة لإنهاء احتلالها لهذه الجزر وفقا لمبادئ القانون الدولي.
الإمارات تدعم إيران
كتب شاهر الأحمد في مقاله مع موقع الجزيرة نت : اتسم الموقف الإماراتي بشيء من الحياد إزاء الحرب العراقية الإيرانية حيث نادت أبو ظبي وعملت من أجل وقف الحرب، وبذلت مساعي في هذا الإطار.
وحول العلاقة الاقتصادية مع إيران نترك لكم النص من مصدر الجزيرة نت : لا يمكن تجاهل العامل الاقتصادي في العلاقات بين البلدين، فقد جاء في تصريح لمدير منظمة تنمية التجارة الإيرانية مهدي فتح الله في 3 أكتوبر/تشرين الأول، أن الإمارات هي الشريك التجاري الأول لإيران.
ووفق المصادر الإيرانية فقد وصل حجم صادرات الإمارات إلى إيران في السنة المالية الإيرانية -التي انتهت في 20 مارس/آذار 2006- نحو 7.5 مليارات دولار، فيما بلغ حجم صادرات إيران إلى الإمارات 2.5 مليار دولار. كما تسعى إيران لجذب الاستثمارات الإماراتية باعتبارها مصدراً من مصادر التمويل وسوقاً مهمة للسلع الإيرانية.
ولإيران جالية كبيرة في الإمارات تقدر بنحو نصف مليون، وهناك ما يقرب من ستة آلاف وخمسمائة شركة إيرانية تعمل في الإمارات. وبلغت الأموال التي أدخلها المستثمرون الإيرانيون إلى دبي وحدها أكثر من مائتي مليار دولار في عام 2005 مع توقعات بارتفاعها إلى ثلاثمائة مليار دولار في العام 2006.
تعليق واحد
كلاب الامارات بدأ من محمد بن ناقص الى أصغر كلب وهو خلفان راعي الصبيان لايمكن أن يكون الا أوفى الاوفياء لأسيادهم المجوس. كفانا التبجح بالجز الثلاث ودولة العهر والتعرصة واللواط الاماراتي تحت أقدام المجوس كلها. ولا يسمح لزنديق الامارات ذاك العاهر محمد بن زايد أن يتفوه بحرف دون الاذن من اسياده ملالي ايران.