بعد 30 عاما من السجن سيرى جوناثان بولارد النور، وسيجد في انتظاره زوجته وقد ترك الزمن آثار الانتظار الطويل على ملامحها.
حين كان بولارد شابا في الـ30 من عمره، كان يعيش حياة شبه مترفة براتب جيد، وفي منزل جميل بصحبة زوجته.
من يكون هذا الجاسوس الذي عمل ضابطا في استخبارات البحرية الأميركية وانقلبت حياته رأسا على عقب بعد إدانته بتسريب معلومات أميركية حساسة لإسرائيل؟
خلف القضبان
طويلة جدا مرت السنوات الـ30 على زوجة بولارد، حسب ما تقول لإحدى وسائل الإعلام الأميركية: “أنا سعيدة جدا بأن محنتنا وصلت أخيرا إلى نهايتها. لقد انتظرت بكثير من الصبر هذه اللحظة. كنت أعد السنوات والشهور والأسابيع والأيام والساعات والثواني في انتظار أن احتضنه بين ذراعي. أخيرا سنغلق الباب ونترك الماضي خلفنا لنبني من جديد حياتنا”.
وتقول الاستخبارات الأميركية إن بولارد تجسس على الولايات المتحدة لصالح إسرائيل لمدة 18 شهرا حين كان ضابطا في استخبارات البحرية.
وسرب في تلك الفترة آلاف الوثائق، كانت في غاية السرية وتضم معلومات عن الأسلحة الأميركية ونظم الاتصالات ومعلومات عن دول عربية.
وتفيد معلومات استخباراتية بأن بولارد تقاضي 50 ألف دولار عن تسريب تلك الوثائق.
ونشرت وسائل إعلام أميركية أن إسرائيل وضعت له مليون دولار في أحد البنوك السويسرية يمكنه استلامها بعد الإفراج عنه.
فشل الضغوط
على مدى 30 سنة، ضغطت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على نظيراتها في الولايات المتحدة لإطلاق سراح بولارد.
لكن كل تلك الضغوط باءت بالفشل، وظلت وزارة العدل الأميركية تصر على أن بولارد “ارتكب جرائم خطرة”.
ووصف مسؤول أمني عمليات التجسس التي قام بها بولارد بـ”الأخطر في تاريخ التجسس على الولايات المتحدة”.
وكتب الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينون في مذكراته أن رئيس سي آي إيه هدد بترك منصبه حين سربت معلومات عام 1998 حول نية الولايات المتحدة إطلاق سراح بولارد.
وتنفي الولايات المتحدة أن يكون إطلاق سراحه محاولة لاسترضاء إسرائيل الغاضبة من الاتفاق النووي مع إيران.
لكن الكثيرين يعتقدون عكس ذلك.
وسبق أن تداولت وسائل إعلام أميركية سنة 2014 أن واشنطن قد تطلق سراح بولارد في حال نجاح عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.