خرج رئيس النظام السوري بشار الأسد عن صمته في محاولة منه لإعلان برأته عما يجري من موجات إرهاب يشهدها العالم ليتهم الدول الغربية ومعها السعودية وقطر وتركيا بتشكيل حاضنة للتنظيمات المتشددة، كما اتهم واشنطن بالوقوف خلف تشكيل تنظيم القاعدة وداعش التي زعم أن رئيسه، أبوبكر البغدادي كان “مسجونا في نيويورك”.
واعتبر الأسد أن مؤتمر فيينا لم يتطرق إلى مصيره الذي رأى أنه متروك للسوريين، ورفض تحديد جدول زمني للعملية السياسية قبل “هزيمة الإرهاب” وفق قوله.
مواقف الأسد جاءت في مقابلة له مع تلفزيون “راي” الإيطالي عرضتها وكالة الأنباء السورية الخميس وعلّق خلالها على هجمات باريس بالقول إنه يشعر بالحزن عند رؤية القتلى في فرنسا وسوريا واليمن ولبنان وروسيا متسائلا: “لكن هل يشعر العالم وخصوصا الغرب بشعور هؤلاء الناس.. أم أنهم يشعرون فقط بشعور الفرنسيين؟ هل يشعرون بألم السوريين؟ لا يجوز تسييس المشاعر.. فالمشاعر لا تتعلق بالقومية بل بالإنسانية بشكل عام” على حد قوله.
وزعم الأسد أن تنظيم داعش “ليست له حاضنة طبيعية أو اجتماعية داخل سوريا” ورد على سؤال حول تلقي الإرهابيين تدريبات في سوريا بالقول: “يحدث هذا بدعم من الأتراك والسعوديين والقطريين.. وبالطبع من السياسات الغربية التي دعمت الإرهابيين بمختلف الطرق منذ بداية الأزمة.. طبقا لما يقوله بعض المسؤولين الأمريكيين بمن فيهم هيلاري كلينتون.. فإن القاعدة تأسست من قبل الأمريكيين وبدعم مالي وأيديولوجي سعودي وهابي.. وداعش والنصرة هما فرعان للقاعدة.”
وأردف بالقول: “فيما يتعلق بداعش.. فإنه تأسس في العراق عام 2006.. وبالتالي فإنه تأسس تحت الإشراف الأمريكي في العراق.. وقائد داعش اليوم الذي يسمونه أبو بكر البغدادي كان في السجون الأمريكية ووضع في سجونهم في نيويورك ومن ثم أطلق سراحه.. إذا.. لم تكن لسوريا علاقة بالأمر.. إنه لم يتأسس في سوريا بل في العراق.”
وحول ما شهده مؤتمر فيينا حول الوضع في سوريا وحصول عملية انتقالية عبر انتخابات وطرح مصيره الشخصي على الطاولة قال الأسد: “البيان لا يحوي شيئا عن الرئيس.. الجزء الرئيسي من مؤتمر فيينا يقول بأن كل ما يتعلق بالعملية السياسية مرهون بما يتفق عليه السوريون.. وهكذا.. فإن العبارة الأهم فيما تمخض عنه المؤتمر تتعلق بالدستور.. والرئيس.. أي رئيس.. ينبغي أن يشغل منصبه أو يترك ذلك المنصب طبقا لإجراءات دستورية.. وليس طبقا لما ترتئيه أي قوة أو دولة غربية.”
وفي رده على سؤال مباشر حول إمكانية مشاركته في انتخابات رئاسية جديدة رد الأسد بالقول: “إذا قرر السوريون خلال الحوار أنهم يريدون إجراء انتخابات رئاسية.. فليس هناك خط أحمر فيما يتعلق بهذا الأمر.. لكن هذا ليس قراري.. ينبغي أن يخضع ذلك للتوافق بين السوريين.. ما نتحدث عنه ليس ملكية خاصة.. بل قضية وطنية. السوريون وحدهم من حقهم أن يختاروا شخصا يثقون به.” رافضا تحديد جداول زمنية لتلك العملية قبل “إلحاق الهزيمة بالإرهاب” على حد وصفه.
يشار إلى أن إشارة الأسد إلى ما وصفها بـ”أقوال كلينتون” حول تأسيس القاعدة تعود إلى تصريحاتها التي تشير إلى أن أمريكا “ساهمت بخلق المشكلة التي تواجهها اليوم” عبر دعم المقاتلين ضد السوفيت بأفغانستان ثم تجاهل الوضع بذلك البلد بعد الانسحاب السوفيتي، أما البغدادي، فهو لم يعتقل في نيويورك وإنما في العراق، ولكن يقال إنه هدد سجانه بعد الإفراج عنه بالقول له إنه سيقابله في نيويورك.
تعليق واحد
وهل ما تقوم به انت وقومك النصيريين الباطنيين في سوريا دليل وطنيتكم وحبكم واخلاصكم لسوريا ايها القذرون…