نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية تقريرا عن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم “داعش”, مشيرة إلى أن إيران تستخدم صعود تنظيم داعش في الشرق الأوسط من أجل تعزيز قوتها ونفوذها.
وقالت المجلة الأمريكية في تقريرها الذي نشرته الأربعاء إن إيران الآن هي الحليف الرئيسي للشيعة في العراق وللنظام العلوي للرئيس السوري “بشار الأسد” في مواجهة الجهاديين السنة المسلحين تسليحا جيدا، في هذه المعارك، مشيرة الى أن إن طهران على الأرجح تقوم بما يكفي من أجل التأكد من أن السنة لن يستولوا على الأجزاء الشيعية في العراق أو على الجيب الأسدي في سوريا، ليس أكثر من ذلك، وفي الوقت نفسه، واستجابة لصحوة داعش ، فإن إيران تقوم بتقوية الميليشيات الشيعية الموالية لها.
وأضافت، ويمكن أن تكون النتيجة هي الزعزعة الدائمة للاستقرار في البلاد العربية و سيكون ذلك انتصارا كبيرا للجمهورية الإسلامية، التي شهدت ارتفاع حظوظها مع غرق كل من تركيا ومصر في أزمات كبيرة. ومع تورط المملكة العربية السعودية، المكافيء السني الأبرز لإيران، في حرب ضارية في اليمن.
وتابعت، النموذج الإيراني للعمل في الخارج تم رسمه من خلال خبرات إيران في لبنان في أوائل الثمانينيات، حينما استطاع النظام الإيراني دمج مجموعة متنوعة من الأحزاب الشيعية إلى حزب الله.
واستطردت، بتوجيه إيراني، استهدف حزب الله الولايات المتحدة ليتسبب في خروج البلد من لبنان بعد قيامه بقصف ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983.
و أعاد هذا الهجوم تشكيل لبنان. منذ ذلك الحين، وصار لطهران صوت قيادي في سياسة البلاد وعمل حزب الله كوكيل لها ليصبح الذراع الأكثر تدميرا لإيران في الشرق الأوسط.
كررت الجمهورية الإسلامية نموذج لبنان في العراق بعد عام 2003. وقد كان لطهران هدفين متكاملين في العراق: طرد الولايات المتحدة منها ومنع تشكيل عراق جديد معادي لإيران. مرة أخرى، تحولت إيران نحو تطوير الميليشيات الشيعية الراديكالية. حاربت القوات شبه العسكرية الإيرانية القوات الأمريكية وقتلت في بعض الأحيان حتى الشيعة العلمانيين ورجال الدين المتمردين من العراقيين-وفقا للمجلة.
وتابعت، وفي عام 2011، حققت طهران نجاحا باهرا مع انسحاب القوات الأمريكية . ومنذ ذلك الحين، رغم ذلك، فإنها تواجه صعوبات في السيطرة على الزعماء الشيعة العراقيين ذوي التفكير المستقل.
ومثلت «الدولة الإسلامية» نعمة لإيران، فلا الولايات المتحدة ولا الجيش العراقي المتعثر كان بإمكانهما حشد استجابة فعالة, استغلت الميليشيات الشيعية والمستشارون الإيرانيون الفراغ ووطدوا نفوذ طهران في بغداد وعززوا تأثيرهم على السكان الشيعة العراقيين.
وعلاوة على ذلك، كانت طهران تقوم بتوفير قدر كبير من الرعاية للمؤسسة الدينية الشيعية العراقية بقيادة «آية الله علي السيستاني» مباشرة أو من خلال وكلاء، استخدمت إيران مزيجا من المداهنة الإعانات، وقليل من الترهيب لشق طريقها في النجف وكربلاء ومراكز التعليم الإسلامي الكبرى في بلاد ما بين النهرين. ولكن تلك الأيام قد ولت. مع صعود «الدولة الإسلامية»، وما يتبع ذلك من زيادة في أهمية القوة الصلبة الإيرانية أصبحت طهران بشكل ملحوظ أقل قلقا بشأن التصورات العراقية والانسجام داخل البيئة الدينية.
كما ولت الأيام التي كانت طهران خلالها قلقة كثيرا بشأن السنة المعتدلين. خلال الثمانينيات والتسعينيات، كانت إيران تتبع نهجا مسكونيا (نسبة إلى المجمع المسكوني لتوحيد الكنائس) مع السنة. الرئيس «علي أكبر هاشمي رفسنجاني»، ومساعده في ذلك التوقيت «حسن روحاني» قد قادا المساعي في هذا التواصل في محاولة لصب تركيز العرب السنة على العدو المشترك وهو (إسرائيل) والولايات المتحدة. «عماد مغنية»، القائد السابق في حزب الله اللبناني، لعب دورا بارزا في مساعدة الملالي في إدارة خلافاتهم مع العرب السنة.
وأضافت المجلة، حققت جهود طهران في هذا الصدد نجاحا هامشيا. عدد قليل فقط من الجماعات السنية يرتبطون مع طهران. أكثرهم كانوا بحاجة للحصول على المال والأسلحة من الملالي. قبل تنظيم القاعدة بشكل متقطع المساعدات الإيرانية واستخدمها لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة. ولكن قدرة طهران على إجبار الحكومات العربية على قبول أولوياتها لا تزال محدودة.
وكانت طهران قد عرفت دائما أنه في معقل الإسلام في الشرق الأوسط فإن السنة والشيعة لا تتساوى أعدادهم. من خلال تبني الطائفية، تلعب إيران الآن دورا مؤثرا، إن لم يكن مهيمنا في جميع أنحاء المنطقة.
واختتمت الصحيفة بقول “إذا كان المتطرفون الإسلاميون يسعون إلى تأسيس خلايا إرهابية داخل مجتمعات الأقلية السنية في إيران فإن إيران ساعتها قد ترغب حقا في خنق داعش، ومع استبعاد هذا الاحتمال، فإن نظام الملالي ليس له أي مصلحة تذكر في تحجيم حمام الدم الطائفي الذي سمح له بالحصول على النفوذ الأكبر منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979