حمزة هنداوي -وطن
يستهجن السوريون زحمة الإعلانات التي تتصدر وسائل إعلام النظام عن مسابقات التعيين لدى الكثير من الوزارات في سابقة لم يشهد لها التاريخ السوري مثيلا، كما ونوعا، خاصة خلال حقبة الأسدين منذ 45 عاما.
تأتي تلك الإعلانات مع أسوأ وضع اقتصادي تعيشه سوريا أوصل عملتها إلى أدنى مستوى لها أمام الدولار، فضلا عما يرافق ذلك من غلاء في الأسعار.
فأي متابع لشريط الأخبار أسفل شاشات القنوات الرسمية، سيلاحظ كثافة الطلب لموظفين مدنيين وعسكريين. الأمر الذي قرنه ناشطون سوريون بقرارات صدرت مؤخرا عن حكومة النظام تطلب من المديريات والمؤسسات بزج عدد من موظفيها لتأخذ دورها على الحواجز العسكرية، مقابل مضاعفة الرواتب تمهيدا لالتحاق عناصر تلك الحواجز بجبهات القتال.
كما تتزامن تلك الإعلانات، وبينها طلبات تطوع صف ضباط وعناصر عسكريين، مع حملة اعتقالات شرسة تشنها حواجز النظام الثابتة والمتحركة (الطيارة) بهدف اعتقال شبان تحت سن التكليف بالخدمة العسكرية الإجبارية أو الاحتياط.
مصدر من داخل العاصمة السورية دمشق أكد لـ”وطن” أن الحواجز العسكرية تعتقل الشباب دون تمييز.
ووصف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، الجو في العاصمة بأنه مرعب، لافتا إلى أن الشوارع تخلو من الشباب الذكور، وتقتصر على حضور النساء فقط.
متابعون للوضع السوري أجمعوا أثناء تواصل “وطن” معهم على أن تلك المسابقات فخ ينصبه النظام للشباب لكي يسوقهم إلى الجبهات أو في أحسن الأحوال ليسدوا نقص العناصر الني تلتحق بالحواجز بعد القرارات التي التي سبق الحديث عنها.
وبات بحكم المؤكد لدى المعارضين والمؤيدين أن جيش النظام يكاد يتلاشى بعد 4 سنوات من الحرب استنزف فيها عناصره البشرية بين منشق وقتيل ومصاب وهارب من الخدمة أثناءها أو قبلها.
وهو أمر اعترف به رأس النظام بشار الأسد في تموز يوليو الماضي، عازيا ذلك إلى طول فترة الحرب، ومعلنا فتح الأبواب أمام المقاتلين المحليين والأجانب لأن “سوريا لمن يدافع عنها أيا كانت جنسيته”.
ويدعم هذا الفريق رأيه بالتطرق إلى مسابقة أجرتها إدارة الجمارك التابعة لوزارة الاقتصاد، حين خدع النظام الناجحين بالتعيين واحتال عليهم بتحويلهم إلى جبهات القتال، تحت ضغط حاجتهم للعمل، وإلا فإن الطرد وشطب الاسم بانتظار من يرفض شرط النظام.
ويعتبر الكثير من السوريين أن ما يجري في سوريا على صعيد دعم النشاط العسكري والحربي من خلال ضخ المزيد من الشباب السوري في أتون هذه الحرب، يعني أن النظام قرر أن يخوض معركته حتى آخر سوري في هذا البلد. وهو ما انعكس على حالة هجرة الشباب، حيث تشير المعلومات إلى أن أغلب من يقصدون أوروبا من فئة الشباب الذين يهربون من الخدمة العسكرية الإلزامية.