نشأت راكيل دي أوليفيرا طفلة تصارع الجوع في البرازيل ثم فتاة تعيش في قلب أوساط الجريمة ثم زوجة لأحد أشهر تجار المخدرات وزعيمة لعصابة، لكنها قررت قبل 10 سنوات أن تطوي هذه الصفحات من حياتها، لتصبح اليوم شاعرة وأديبة ينتظر القراء كتبها.
طفولة بائسة
في سن السادسة، كانت راكيل تتنشق الغراء لتخدر شعور التضور بالجوع. وفي سن التاسعة باعتها جدتها الى مستثمر في ألعاب القمار، وفي سن الـ11 تلقت مسدسا كهدية.
بعد ذلك تزوجت من نالدو، أكبر زعماء عصابات المخدرات في ضاحية روسينيا، كبرى مدن الصفيح في ريو دي جانيرو في البرازيل.
وبعد مقتل زوجها في مواجهات مع الشرطة تولت هي بنفسها شؤون تجارة المخدرات، لكن إدمانها على الكحول والكوكايين جعلها تخسر كل شيء.
قبل 10 سنوات، قررت راكيل أن تتلقى العلاج من الإدمان، وتعرفت على الشعر وأحبته، ثم قررت أن تستأنف دروسها الثانوية ومن بعدها دارسة التربية في الجامعة.
ومنذ الطفولة، كان شرابها مزيجا من النبيذ والماء المحلى، وتقول “كل الأطفال كانوا يشربون هذا الشراب، أما الكبار فكانوا يشربون حتى السكر. وما زلت أذكر كيف كنت أشعر بحرارة في وجهي بسبب الكحول”.
حبسها والدها في الكوخ وتركها، فاعتلت السطح وهربت من سطح إلى آخر، وعاشت وسط أطفال مدينة الصفيح الذين كانوا يمضون أوقاتهم بين تنشق الغراء واللعب بالطائرات الورقية. ثم توكلت بها جدتها إلى سن التاسعة، بعد ذلك باعتها الى صاحب ألعاب قمار.
وتقول راكيل “كانت مدمنة على لعبة الروليت، وباعتني مقابل المال”. وكان صاحب ألعاب القمار هذا يشتري الفتيات من العائلات المعدمة، وكن غالبا ما ينتهين في براثن الدعارة. إلا أن راكيل نجت من هذا المصير بفضل كاهن مبشر كان ذا تأثير على الرجل فأقنعه بأن يتبناها.
وفعلا، عاشت راكيل عند هذا الرجل كابنته، وفي سن الـ11 أهداها مسدسا لتحمي نفسها. في سن الـ25، تزوجت راكيل من نالدو، أكبر تجار المخدرات في روسينيا، وهو كان يتمتع بشخصية جذابة، وهو أول من أدخل الأسلحة النارية إلى الضاحية.
وتقول عنه “كان حب حياتي، عشنا معا ثلاث سنوات رائعة”. بعد مقتل زوجها، تحولت هي نفسها إلى تجارة المخدرات، وأصبحت بعد ذلك مدمنة على الكوكايين والكحول. وتضيف “كانت الكوكايين تعويضا لي عن فقدان زوجي”.
روائية مشهورة
واليوم، في سن الـ54، نشرت راكيل رواية بعنوان “الرقم واحد”، تقول “إنها قصة حياتي، لولا الأدب لما تمكنت من مواجهة تاريخي الشخصي”. إضافة الى ذلك، تشعر راكيل أن الكتابة تمتعها وتساعدها في الابتعاد عن المخدرات وتسكين الآلام.
قبل سنتين نشر معرض في ريو دي جانيرو أولى القصائد الشعرية التي نظمتها راكيل، واليوم يعرض كتابها الجديد عن حياتها التي بدأت بائسة منحرفة وتحولت إلى رحاب الأدب والإنتاج الفكري.
فوالدتها كانت تعمل مدبرة منزل وتعيش لدى مشغليها في منزل فخم في كوباكابانا، فنشأت هي مع جدها الذي تصفه في مقابلة وكالة الصحافة الفرنسية بـ”المتحرش بالأطفال”، في منزل متداع في روسينيا.
في العام 2005، تطوع أحد أصدقاء راكيل لمساعدتها، وأقنعها بالعلاج من المخدرات. لا يبدو أن راكيل تحمل أسى من حياتها الماضية، بل كل ما يقلقها الآن أن تنجح في تحقيق مشاريعها، من الحصول على الماجستير في التربية، إلى إنهاء روايتها الجديدة وديوانين شعريين.
وهنا فيديو يلخص حياة راكيل دي أوليفيرا: