أظهر استطلاع للرأي فلسطيني نشره المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي نتائج صادمة حول مستقبل الفلسطينيين وخاصة في ظل الهبة الجماهيرية التي يؤيد (50.4%) من الجمهور الفلسطيني حدوث انتفاضة ثالثة.
وقال الدكتور نبيل كوكالي رئيس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في تأييد الجمهور الفلسطيني لحدوث إنتفاضة ثالثة بمقدار (21.7%) مقارنةً باستطلاع سابق أجري خلال الفترة (27 أيار – 15 حزيران) 2015، ولعلّ هذا الارتفاع في التأييد لإنتفاضة القدس جاء للتعبير عن غضب الجمهور الفلسطيني تجاه ممارسات إسرائيل بحق المسجد الأقصى واعتداءاته المتكررة على الشعب الفلسطيني، والتي باتت تهدِّد وجوده وأمنه واستقراره وتفاقم في معاناته. ناهيك أن الشعب الفلسطيني يريد حريته واستقلاله ويرفض استمرار هذا الاحتلال الذي يقبع تحت نيره منذ عام 1967، فالاحتلال في حد ذاته هو السبب الرئيسي وراء الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية.
وبيّن الدكتور نبيل كوكالي النتائج المتوقع حدوثها في حالة اندلاع إنتفاضة ثالثة واستمرارها، وكما جاء في نتائج هذا الاستطلاع الذي أظهر بأنها قد تؤدي إلى حدوث عمليات استشهادية داخل إسرائيل مما يؤدي إلى زيادة ضغط الشعب الإسرائيلي على حكومته من جهة ومن جهات دولية أخرى لتعديل مواقفها نحو حلّ الدولتين، ومن ناحية أخرى دلّت على أنها قد تؤدي إلى دفع القضية الفلسطينية في المحافل الدولية مما يعمل على أن تأخذ القضية الفلسطينية وضعاً أفضل على مستوى الصعيدين العربي والعالمي، مما سيمنح الفلسطينيين فرصةً أفضل لتحسين مواقفهم الكفاحية والتفاوضية.
وأشار د. كوكالي أن نتائج الإنتفاضة ستؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي عند الفلسطينيين، مما سينتج عنها فوضى سياسيّة واجتماعية وأمنية وإلى تراجع العملية التعليمية في الأراضي الفلسطينية وستزيد من فرص احتمال قيام إسرائيل بشن حرب جديدة على قطاع غزة، وسيتمخض عن ذلك مزيداً من القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين.
وأوضح د. كوكالي أن الجهة التي يفترض أن تقود هذه الإنتفاضة – حسب نتائج هذا الاستطلاع – هي الفصائل الفلسطينية التي حصلت على النسبة الأكبر (46.6%)، يليها شباب الجامعات والمؤسسات الوطنية (30.5%)، ويمكن ارجاع سبب ذلك إلى ثقة الجمهور الفلسطيني بالفصائل الفلسطينية وكذلك ثقتهم المتزايدة بالحركة الشبابية القادرة على صنع الأحداث وتوجيهها.
وأضاف د. كوكالي أن أغلبية الجمهور الفلسطيني يعارضون العودة إلى المفاوضات السلمية مع الإسرائيليين إذ وصلت نسبتهم الى (62.3%) ويرجع سبب ذلك إلى خيبة أملهم وغضبهم وإحباطهم من جدوى المفاوضات المكوكية التي استغرقت ما يزيد عن عشرين عاماً من غير أن تحقق أي تقدم ملموس في العملية السلمية، وبالتالي فان الإنتفاضة الثالثة المتوقعة ستنتشر وتتحول إلى أكثر عنفاً ودموية في المستقبل المنظور إذ لم يحدث أي تقدم في المفاوضات يؤدي الى حلّ الدولتين على أساس القرارات الدولية.
وأشار كوكالي إلى أداء الرئيس أبو مازن في ظلّ الظروف الراهنة حيث أظهرت النتائج عدم رضى الجمهور عن أدائه وخيبتهم من خطابه في الأمم المتحدة وموقفه وخاصة حول مطالبته بأن تكون الهبّة الفلسطينية بالطُرق السلمية والإبتعاد عن العنف، مما دفعهم إلى المطالبة باستقالته والتخلي عن مهامه، اذ وصلت النسبة الى (47.8%).
ويعد هذا الموقف الفلسطيني الأول من نوعه تجاه الرئيس أبو مازن. ويرى كوكالي أن ذلك يرجع إلى نظرة الرئيس إلى الواقع العربي المؤلم والرأي العالمي المنشغل بقضايا أكثر سخونة تجري في العالم بأسره مما زادت تعقيد الموقف وعدم القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة.
وأردف د. كوكالي أن الجمهور الفلسطيني متفائل بإنهاء الإنقسام بين حركتيّ فتح وحماس وإتمام عملية المصالحة بما يخدم الوضع الراهن ودفع القضية الفلسطينية إلى الأمام.
وبيّن د. كوكالي أن أغلبيّة الشعب الفلسطيني ترى أن التغطية الإعلامية لما يجري في الأراضي الفلسطينية لم يكن مبالغ فيها، واستطاعت أن تنقل صورة واقعية عن الأحداث.
واللافت في هذا الاستطلاع تركيز وسائل الاعلام الإسرائيلية عليه بصورة كبيرة هذه المرة التي أخذت تجمع بالأرقام لتخرج لنا بهذه النتيجة الصادمة والتي جاءت فعلا بالتقرير (( 62% من الفلسطينيين يرفضون العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، 59% غير راضين عن أداء الرئيس عباس، 48% يطالبون باستقالة الرئيس، أكثر من 50% يؤيدون انتفاضة ثالثة، 82% يعتقدون أن ما يجري من أحداث في الأراضي الفلسطينية هي انتفاضة ثالثة أو مقدمة لانتفاضة ثالثة، 42% يؤيدون انتفاضة مسلحة، وأقل من 47% من المستطلع أراءهم يثقون بقدرة الفصائل على قيادة الانتفاضة الثالثة)).
وفي التفاصيل الكاملة للأرقام التي أدرجت بالاستطلاع جاءت على النحو التالي وبإختصار شديد..
التدخل الروسي في سوريا
ورداً على سؤال “هل أنت مع أو ضدّ التدخل الروسي في سوريا؟”، أجاب (31.5%) بالايجاب و (68.5%) بالنفي.
وجواباً عن سؤال “كيف ترى الواقع الميداني الجديد في سوريا بعد التدخل الروسي؟”، أجاب (20.9%) سيغير مجرى الأحداث لصالح الرئيس بشار الأسد، (33.3%) سيبقى الوضع على ما هو عليه، (18.0%) سينعكس سلباً على التسوية السياسية بين الأطراف السورية المتخاصمة في سوريا، و(27.8%) أجابوا “لا أعرف”.
المصالحة بين فتح وحماس
وحول سؤال “نظراً للتطورات السياسية الراهنة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية هذه الأيام، هل أنت متفائل أم متشائم فيما يتعلق بإمكانية نجاح المصالحة بين حركتي فتح وحماس؟”، أجاب (43.5%) متفائل، (40.7%) متشائم، (15.8%) أجابوا “لا أعرف”.
المفاوضات السلمية
عارض (62.3%) من الجمهور الفلسطيني العودة إلى المفاوضات السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل الظروف الحالية، في حين أيّد (22.3%) منهم ذلك، وامنتع (15.4%) عن إجابة هذا السؤال.
موقف الرئيس محمود عباس
ورداً عن سؤال “قال الرئيس محمود عباس أن القيادة تريد الوصول إلى حلّ سياسي بالطرق السلمية وليس بغيرها إطلاقا، حتى نجنِّب هذه البلاد المخاطر التي ستعود على كل الأطراف بالويل والثبور وعظائم الأمور. هل تؤيد ذلك القول أم لا؟”، أجاب (56.1%) لا أؤيد، (28.0%) أؤيد، (15.9%) أجابوا “لا أعرف”.
خطاب الرئيس في الأمم المتحدة
وحول سؤال “بعض الناس في الضفة الغربية وقطاع غزة يعتقدون أن خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة يوم 30 ايلول الماضي مهم وتفصيلي وقد أنهى مرحلة ووضع رؤية لمرحلة جديدة، وبعضهم يعتقدون أن الخطاب كان أقل من التوقعات ولا يحمل جديداً ويفتقر إلى رؤية، أي رأي أقرب إلى وجهة نظرك؟”، أجاب (22.4%) بأهمية وتفصيلية الخطاب الذي أنهى مرحلة ووضع رؤية لمرحلة جديدة، في حين أجاب (53.8%) منهم أن الخطاب كان أقل من التوقعات ولا يحمل جديداً ويفتقر إلى الرؤية، (23.8%) أجابوا “لا أعرف”.
أداء الرئيس محمود عباس
ورداً عن سؤال “هل أنت راض ٍ أم غير راض ٍ عن الطريقة التي يتعامل بها الرئيس محمود عبّاس في منصبه كرئيس للسُلطة الفلسطينيّة؟”، أجاب (9.3%) راض ٍ جدّاً، (20.3%) راض ٍ نوعا ً ما، (32.2%) غير راض ٍ نوعاً ما، (26.7%) غير راض ٍ بشدّة، (11.5%) أجابوا “لا أعرف”.
استقالة الرئيس عباس
وحول سؤال “بعض الناس في الضفة الغربية وقطاع غزة يؤيدون بقاء الرئيس محمود عباس في منصبه كرئيساً للسُلطة الفلسطينية، وبعضهم يؤيدون إستقالته من رئاسة السُلطة الفلسطينية، أي من التالي أقرب إلى رأيك؟”، أجاب (30.8%) بقاء الرئيس في منصبه، (47.8%) إستقالة الرئيس من منصبه، (21.4%) أجابوا “لا أعرف”.
انتخابات الرئاسة
وحول سؤال “لو أُجريت انتخابات رئاسية جديدة للسُلطة الفلسطينية، وترشح محمود عباس عن حركة فتح، وإسماعيل هنية عن حركة حماس، لمن ستصوت؟”، أجاب (32.1%) لمحمود عباس، (28.7%) لإسماعيل هنية، (39.2%) أجابوا “لم أقرر بعد”.
الإنتفاضة الفلسطينية
ورداً عن سؤال “بحسب رأيك، هل ما يحدث الآن في الضفة الغربية والقدس الشرقية هو مواجهات عابرة أم حراك شعبي أم إنتفاضة ثالثة؟”، أجاب (14.8%) مواجهات عابرة سرعان ما تختفي، (49.4%) حراك شعبي كمقدمة لإنتفاضة ثالثة، (32.2%) إنتفاضة ثالثة، (3.6%) أجابوا “لا أعرف”.
طبيعة الإنتفاضة
وجواباً عن سؤال “إذا ما حدثت إنتفاضة ثالثة، هل تؤيد أن تكون إنتفاضة شعبية سلميّة أم إنتفاضة مسلحة؟”، أجاب (29.9%) إنتفاضة شعبية سلمية غير مسلّحة، (42.1%) إنتفاضة مسلحة، (27.8%) لا اؤيد لا إنتفاضة شعبية ولا إنتفاضة مسلّحة، (0.2%) أجابوا “لا أعرف”.
تأييد الإنتفاضة
أيّد (50.4%) من الجمهور الفلسطيني حدوث إنتفاضة ثالثة، في حين عارضها (35.2%)، وأمتنع (14.4%) عن إجابة هذا السؤال.
موقف د. محمود الزهار
ورداً عن سؤال “قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” د. محمود الزهار، إن فرصة حدوث إنتفاضة ثالثة متوفرة وبصورة أشد من إنتفاضة الأقصى، مشدداً على أن الحلّ الوحيد للدفاع عن الأقصى هو أن يحمل أهل الضفة الغربية والقدس المحتلتين السلاح. هل تؤيد ذلك القول أم لا؟”، أجاب (45.8%) أؤيد، (29.7%) أعارض، (24.5%) أجابوا “لا أعرف”.
قيادة الإنتفاضة
وجواباً عن سؤال “حسب وجهة نظرك، من هي الجهة التي يفترض أن تقود الإنتفاضة في حالة حدوثها؟”، أجاب (14.4%) السُلطة الوطنية الفلسطينية، (46.6%) الفصائل الفلسطينية، (30.5%) شباب الجامعات والمؤسسات، (8.5%) أجابوا “غير ذلك”.