حسم الأزهر الشريف في مصر مسألة الأفكار المتطرفة لدى بعض المسلمين ودورهم في الهجمات التي وقعت الجمعة الماضية في باريس العاصمة الفرنسية مبديا استعداده لإرسال شيوخ إلى فرنسا أو تدريبهم لمواجهة المتطرفين، ودعا إلى معالجة “فكرية” لأفكار تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وحذر وكيل شيخ الأزهر عباس شومان من آثار سلبية للضربات الجوية للتحالف الدولي ضد التنظيم الجهادي المتطرف.
ودعا شومان لمعالجة “فكرية” لأفكار تنظيم “الدولة الإسلامية” تتضمن إرسال وتدريب شيوخ معتدلين إلى أوروبا لمواجهة أفكار التنظيم الجهادي، الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات باريس التي خلفت 129 قتيلا على الأقل.
الغريب واللافت أن شومان لم يفكر ولو للحظة واحدة أن الأمر ربما تقف وراءه أجهزة مخابرات دولية وخاصة أن مسألة جوازات السفر التي عثر عليها بجانب بعض منفذي الهجمات الإرهابية تعود إلى سوريين ومصريين وهو امر يضع مليون علامة استفهام أمام تلك الهجمات من ناحية توقيتها وإرتباط الأمر بقمة العشرين والجهود الدولية المبذولة لحل الأزمة السورية.
وقال شومان في مقابلة صحافية بمكتبه في القاهرة “المعالجة تحتاج لعلاج فكري بالأساس. وليس الاقتصار على العلاج الأمني. وهذا ما يقوم به الأزهر”.
وأوضح أن الأزهر، أحد أهم المؤسسات الدينية التعليمية الإسلامية، نصحت المسؤولين الفرنسيين قبل هجمات باريس بأن هناك حاجة لشيوخ معتدلين في فرنسا.
ودان شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب هجمات باريس التي وصفها بـ”البشعة”، وبأنها “عبث منفلت من كل قيود الدين والإنسانية والحضارية”, وأوضح شومان أن “المشكلة عندكم (في أوروبا) تكمن في أن من يسيطرون على الخطاب الدعوي لابد من مراجعتهم ومراجعة مواقفهم”.
وأضاف “عليكم التأكد من أن القائمين على الخطاب الدعوي لا يساعدون على نشر الإرهاب”. واقترح وكيل شيخ الأزهر إنشاء مركز تعليمي للأزهر في فرنسا، لافتا إلى أن شيوخ هذا المركز المقترح يجب أن يحظوا بـ “الحماية” في مواجهة المتطرفين.
ولفت شومان إلى أن الأزهر له وجود بسيط في أوروبا، لكن عدد الأوروبيين الذين انضموا لتنظيم “الدولة الإسلامية” يشير إلى وجود خطاب دعوي متطرف في البلدان الأوروبية. وقال “لو بحثت (…) ستكتشف أن هؤلاء عندهم ضحالة في الثقافة (الإسلامية) وليس لديهم تاريخ كبير في التدين ومع ذلك يعتبرون ما يفعلونه جهاد”.