حميد عقبي ـ باريس (وطن)
يسود الجدل صفحات الفيسبوك وقد يصل لمشاحنات وشتما قبيحا بسبب قيام البعض بجعل صورة بروفيلهم مظللة بالعلم الفرنسي كنوع من التضامن مع ضحايا تفجيرات باريس مساء الجمعة.
سوف نحلق في صفحات لاصدقاء من الشريحة المثقفة لنطلع على حجم هذا الجدل وهناك من قد يحوي كلامه شتائم غير لائقة تصدر من فنان او مثقف فبينما يرى البعض انه يعبر ويتضامن مع كل ضحايا الارهاب يوضح الكاتب المسرحي السعودي عبدالله عقيل وجهة نظره مخاطبا اصدقائه ” علم فرنسا ليس إلا رمزاً ودعماً للأبرياء العُزل أولئك الذين يموتون “بالجملة” كل يوم، رائحة الموت تملأ المكان من أفغانستان إلى فرنسا مروراً باليمن.
رائع هذا الدعم من فيسبوك.”
يرد عليه احد اصدقائه قائلا : ” لا تأخذ الامور بهذا الشكل مامضى لم ينقضي الامر مستمر للأن ياعزيزي لسنا شامتون وبنفس الوقت لن ننسى الامور تمشي على مخطط غايه في الدقه هذه التفجيرات ارهاصات لخطف بلد اسلامي جديد فمهزلة العراق والافغان ليست ببعيد.”
من المغرب الممثلة المغربية سناء لعوف تصب غضبها ولعناتها على من يضع العلم الفرنسي تصفهم بالمعيز وتكتب بغضب : ” دوك للي دايرين راية فرنسا فتصويرة البروفيل . كنبغي نفكركم نهار الاربعاء حيدوها وديرو ديال المغرب احتفالا باستقلال المغرب من فرنسا . تال الخميس ورجعو ديال فرنسا ولا ميريكان ولا اسبانيا يا … غادين سارحين كيف المعييييز.”
الكاتبة دانة زيدان تنشر مؤيدة ما كتبه وائل نابلسي وتشير انه يمثلها حيث كتب وائل : ” عادةً ما بحبّ أكون حادّ مع حدا، بس عمتستفزّوني بالعلم الفرنسي على بروفايلاتكم.
هل أنتم متضامنون مع الضحايا لأنّهم بشر أم لأنّهم فرنسيّون؟
مع احترامي وحُزني على البشر الّذين قضوا في الحادثة الإرهابية، لكنّني لم أرَ من قبل من وضع علماً عراقيّاً أو سوريّاً أو لُبنانيّاً أو يمنيّاً أو نيجيريّاً أو ماليّاً أو باكستانيّاً أو أفغانيّاً أو صوماليّاً أو حتّى روسيّاً أو غيرها من الأعلام مع أيّ حدثٍ إرهابي يضرب هذه البُلدان.
أليس هؤلاء بشر؟ أم لأنّهم ليسوا من الرجال البيض ـالروسي رجل أبيض لكن يبدو أنّ عليه أن يكون غربيّاً أيضاـ؟ دون وضع تلك الأعلام والاكتفاء بالعلم الفرنسيّ لا تكونون إنسانيين بل ـوأنا آسفـ أنتم نوعٌ من الاسس كيسسيرس.
من الآن فصاعداً مع أيّ حدثٍ إرهابيّ سيضرب بلداً فقيراً سأفتح “بروفايلاتكم” ـولديّ أسماؤكمـ وحين لا أرى علم البلد الفقير الّذي ضربه الحدث سأحتقركم بيني وبين نفسي.”
الكاتب المسرحي العراقي احمد الماجد يكتب مفسرا هذا بوجود شعورا بالنقص فيقول : ” ما نزال كعرب..
نعاني تأثيرات عقدة الخواجة.. حتى في ابشع صورها..
كلنا فرنسيون اليوم..
لم نكن يوما لبنانيين ولا كويتيين ولا سعوديين ولا بحرينيين ولا تونسيين ولا ليبيين ولا مصريين ولا على اقل تقدير عراقيين او سوريين او فلسطينيين..
داعش الذي يقتل في باريس.. هو نفسه من يقتلنا..”
المذيعة اليمنية رحمة الشاوش تخاطب زملائها في اليمن وتكتب بغضب قائلة : ” ايش يعني حط الوجوة بالبرفيل داخل العلم الفرنسي … متعاطفين مع اعداء الاسلام والمسلمين … اتفقوا اولا يا يمنين مع بعض وانتصرو لقضيتكم … حتى تنتصروا لقضية الاخرين … !!!”
يرد عليها ناصر الشاذلي قائلا “ما دمرونا إلا العرب والمسلمين من كثر الهدار الزايد والعصبية العرقية … لازم شعوب العالم كلها تموت عشان خاطر العرب والمسلمين يفتهنوا. .. والعرب والمسلمين ما عدوهم إلا حكامهم الذي نطبل لهم ونصفق لهم وهم ياكلوا في لحمنا ودمنا.”
الكاتبة أسماء الجزائرية تعتبر اي جزائري يضع علم فرنسا يكون خائنا لتاريخ اجداده وتكتب على صفحتها :” أتفهّم جيداً أن يضع غير الجزائريين صور علم فرنسا على أوجههم ، لكن ما لا أتفهّمه هو أن يفعل الجزائري هذا . . إنه يخون تاريـخ أجداده بالكامل.”
ثم توضح وجهة نظرها فتقول :”الانسانيّة مبدا ، و أن تكون حراً فهو شيء فطريّ . .
نولد احراراً من كلّ شيء ثم نبدأ في صناعة قيودنا بداية من أسمائنا ، لذلك ايماني أن الانسانية لا تحتمل لا الألوان و لا الأعراق و لا الانتماءات و لا حتى الأعلام ، العلم لا يمثّل الانسانية بل يمثل الحكومات . . و إن كان البعض يجد فيه انسانيّة فأحترم فهمه و عليه أن يحترم عدم ايماني بذلكَ لأسباب كثيرة أحتفظ بها لنفسي و للتاريخ ، الوعي صفة رائعة و القراءة المتأنية شيء يجعل منكَ آخراً . .
بالمناسبة الفايس بوك منبر للحوار و ليس منبرا لأن يجعل البعض من أنفسهم شرطة تحقيق يجلسون البشر للاجابة عن أسئلتهم ، و هذا وعي آخر يجب ادراكه …”
نختم برد الكاتب المسرحي السعودي ابراهيم الحارثي يرد على المنتقدين بوضع العلم الفرنسي ويكتب : ” لكل من استنكر دمج صورنا الشخصية مع علم فرنسا وهو اشعار جديد من الفيسبوك موجها لنا ” هل تريد ان تشارك صورتك مؤقتًا
” عزيزي/تي ” لك كامل الحق ان ترفض ماتراه .. رأيك ويحترم لكن ان تحمل اي شخص وضع صورته مع علم فرنسا بأنه لا مبادئ له واننا غير متفاعلين مع قضايانا العربيه والاسلامية والدخول بالنيات ” انتقاد غير عادل “
اولا : اغلبنا تفاعل مع قضية فلسطين وقد لاتجد اي شخص لم يضع صورة فلسطين وسوريا وبورما والعراق ….
مع كل حدث تضج صورنا البروفايليه معلنه الاستنكار ..
فهل ضاقت قلوبكم لاننا فقط شاركنا من هم اخوتنا في الانسانيه ؟!
مجرد علم !!!!”