مجد الدين العربي- وطن – خاص
بدا رئيس النظام السوري بشار الأسد كأنه واحد من قادة الكيان الصهيوني، وبدا قادة الكيان الصهيوني وكأنهم جزأ لا يتجزأ من النظام السوري، حينما دقت ساعة التصريحات واستعراض عضلات الإنسانية بشأن أحداث باريس.
فكلاهما الأسد وقادة الكيان الصهيوني تباروا في تصوير أنفسهم حمامات سلام وضحايا للإرهاب الأعمى والهمجي، الذي يحاربونه حسب زعمهم في فلسطين وسوريا، والذي لاحل له سوى قتل الشعبين السوري والفلسطيني!
فماذا قال الأسد وماذا قال قادة تل أبيب بشأن هجمات باريس، وكيف اجتهد الطرفان لتلميع صورتهما الملطخة بدماء الأبرياء، حتى ظهرا وكأنهما يعزفان في نفس الجوقة ويعتمدان على نفس النوتة؟
“وطن” رصدت بعض أقوال الطرفين من صحافة النظام والصحافة العبرية، ووضعتها مقابل بعضها، ليقوم القارئ بمقارنتها، ولتسأل باريس نفسها إن كان من مصلحتها قبول تعازي وتعاطف مجرمين تلطخت أيديهم بالدماء ثم جاؤوا ليستنكروا إراقة الدماء.
بشار الأسد: “ما حدث في فرنسا في الأمس لا يمكن فصله عما حدث في بيروت قبل يومين لأن الإرهاب هو نفسه”.
بنيامين نتنياهو: “الهجوم على أي واحد منا، بمثابة الهجوم علينا جميعا، ويجب محاربة الإرهاب وإدانته دائما، ودون تمييز بين إرهاب وآخر”.
بشار: “لا ينبغي أن ننظر إلى الإرهاب على أنه يحدث في ساحات منفصلة. الساحة السورية واليمنية أو الليبية أو الفرنسية، في الواقع إنها ساحة واحدة على امتداد العالم بأسره”.
نتنياهو: “الناس الأبرياء في باريس، لندن، مدريد، مومباي، بيونس آيرس، وفي القدس (يقصد المحتلين والمستوطنين)، ليسوا سبب الإرهاب، بل هم ضحية الإرهاب”.
زعيم المعارضة الإسرائيلية، رئيس حزب العمل إسحق هرتزوغ: “الإرهاب الجهنمي لا يعرف حدودا”.
بشار: “نحن أقرب الناس إلى فهم مثل هذا الوضع لأننا عانينا من هذا النوع من الإرهاب على مدى الأعوام الخمسة الماضية في سوريا”.
نتنياهو: “لقد آن الأوان للدول حتى تشجب الإرهاب الذي يمارس ضد إسرائيل، مثلما تشجب الإرهاب الذي يضرب أي مكان آخر”.
عمدة مدينة القدس المحتلة “نير بركات”: “العالم كله يدرك الآن ما نعاني في إسرائيل والقدس، إنه الإرهاب الإجرامي بنفس الدافع الذي يواجه الأبرياء في الغرب”.
بشار الأسد متشفياً بما شهدته فرنسا: “حذرنا قبل ثلاث سنوات مما سيحدث في أوروبا، قلنا لا تعبثوا بهذا الفالق الزلزالي في سوريا، لأن تداعيات ذلك ستتردد في جميع أنحاء العالم، للأسف لم يهتم المسؤولون الأوروبيون بما كنا نقوله بل زعموا بأننا نهدد كما أنهم لم يتعلموا مما حدث مطلع هذا العام في حادثة شارلي إيبدو”.
وزير التربية نفتالي بينيت ورئيس حزب “البيت اليهودي”: “لقد قلت من قبل إن لم يقف الأوربيون معنا ضد الإرهاب فسيصل إليهم، وها قد حدث ما قلت”.
وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” المتطرف أفيجدور ليبرمان، متشفياً وشامتاً بالفرنسيين: “عندما ننظر إلى أوروبا اليوم التي تنشغل فى وسم منتجات المستوطنات، في الوقت الذي تشتعل النيران في سوريا وليبيا والعراق واليمن وفي أماكن أخرى، عندئذ ندرك المشكلة”.
بشار الأسد: “نحن مستعدون لمحاربة الإرهاب مع أي جهة جادة”.
الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين: “دولة إسرائيل تقف الى جانبكم في معركتكم التي لا هوادة فيها ضد الإرهاب”.