هاجم إبراهيم عيسى الاعلامي المصري المؤيد للنظام والمثير للجدل في تصريحاته الهجومية المملكة السعودية متهما إياها بالوقوف وراء هجمات باريس إذ إنه ادعى أن مرتكبيها يعتنقون “الوهابية”، وبما أن السعودية تشجع “الوهابية”، فإنها تتحمل مسؤولية التفجيرات.
ووصف عيسى “الوهابية” بأنها “تحرق العالم”، داعيا السعودية إلى غلق حديقة ديناصوراتها، وإلا فإن الإرهاب سيستمر، بل وسيزيد، ويتوحش أكثر، وفق تعبيره.. وذلك في وقت تجاهل فيه إدانة هيئة كبار العلماء في السعودية لتلك التفجيرات.
واتهم عيسى “المخابرات السعودية” بأنها عاثت – برعاية أمريكية – في العالم كله فسادا بتسويق وترويج وتمويل من أطلقت عليهم “المجاهدين”، واندمجت الأفكار المتطرفة بالمال النفطي السائب، والملوث بالكراهية للجميع، وفق قوله.
وأكد أن قتلة باريس هم نتيجة وهابية مئة في المئة، وأن أي حل غير تلجيم “الوهابية”، وإعادتها إلى “الدرعية” مرة أخرى لن يجدي، وأن أي حل دون أن يدرك حكام السعودية أن “الوهابية” تخرب العالم، وأن الدور القادم هو على السعودية نفسها بعدما ينتهي إرهابيوها في سوريا من عملهم، فإن شيئا لن يجدي لو استمر العالم الغربي ينافق أموال ونفط السعودية وقطر، وفق قوله.
وشدد على أنه “لو استمر العالم الغربي ينافق حكام السعودية، ولو استمرت مصر مأسورة في إعلامها وسياستها وشيوخها وأزهرها بالنفوذ والاختراق الوهابي السعودي، فإن الإرهاب سيستمر، بل وسيزيد، ويتوحش أكثر”.
وأضاف: “لقد نجحت السعودية في بناء حديقة ديناصورات بأموال نفط ما بعد نصر أكتوبر 73، وأطلقت ديناصوراتها المهجنة والمدربة في العالم كله، لكن ها هي الديناصورات في جيلها الأحدث، وبتطوراتها الجينية تتوحش أكثر”.
واستطرد عيسى: “لا حلَّ إلا أن تغلق السعودية حديقة الديناصورات”.
جاء ذلك في مقاله، الذي احتل غلاف جريدة “المقال” الورقية، التي يرأس تحريرها، الأحد، تحت عنوان “لا حلَّ إلا أن تغلق السعودية حديقة الديناصورات”، مرفقا بصورة ترمز لفرنسا، وقد اعتلاها رجل ملثم، ومسلح ببندقية.
ووفق مراقبين، فإن عيسى يخلط بذلك – عن عمد – بين “الوهابية” التي تعتمد السلم في التعامل مع المخالف، وتحرم أي عنف معه، وبين تنظيم الدولة “داعش”، الذي يستند إلى العنف مع المخالفين، ولا يعتمد “الوهابية” مرجعا له، بل يتناقض معها.
بدأ عيسى مقاله بالقول: “إنها “الوهابية” يا عزيزي التي تحرق العالم.. كان الإرهابي يهتف “الله أكبر”، وهو يطلق الرصاص على مواطنين فرنسيين أبرياء عزل يجلسون أول من أمس في بهجة مسرح، وحضرة حضارة”.
وحسم عيسى انتماء المهاجمين، وقال إنهم “وهابيون أغبياء، يعتقدون أن الله ملكهم وحدهم، وأنهم المؤمنون وحدهم”، متسائلا: “من زرع في عقل هذا المهووس هذه الفكرة التي تدفعه للقتل، وسفك الدماء؟”.
وأجاب: “إنها “الوهابية”.. “الوهابية” مرض العالم الإسلامي، ووباء الدم في العالم كله، التي احتلت العقل المسلم، ومولت جماعات التطرف بالمال النفطي، وشيدت مراكز إسلامية بدول الغرب، ومولت جمعيات ومراكز السلفيين، وبثت سموم الكراهية ضد الآخر المسيحي أو الشيعي أو العلماني أو المدني”.
وادعى عيسى أن “الوهابية” سيطرت على الأزهر، واخترقت مصر، واشترت معظم رجال دينها، وتمكنت من جمعياتها الدينية كلها، وأمسكت برقاب كل المعاهد الدينية، فتحول المصريون إلى وهابيين سلفيين، واحتلت الأفكار “الوهابية” كل بقاع أوروبا وأمريكا الإسلامية، بحسب تحريضه.
واتهم كذلك جميع المراكز والمساجد الغربية بغرس الإرهاب.. فقال: “ليس هناك مركز إسلامي واحد أو جامع في أوروبا ليس ممولا ومحتلا من السلفيين الوهابيين، ثم الطامة الكبرى حين سيطرت “الوهابية” بأموال السعودية وقطر على شبكة الإنترنت، فحولت الإسلام إلى دين وهابي، يكره الآخر، ويكفره، ويعادي المختلف عنه، ويستبيح القتل، وينشر حد الردة”، وفق إدعائه.
تعليق واحد
كلام في الصميم. حديقة حشرات.