وعد الأحمد-وطن- خاص
في لقاء زعمت مواقع ووسائل إعلام مقربة من نظام الأسد أنه جرى بشكل سري ودون تنسيق مع وزارة الخارجية الفرنسية خرج رأس نظام الأسد وهو يقدم نصائح في محاربة الإرهاب، ويتحدث بتعالٍ عن فرنسا التي كانت أول الدول التي قطعت علاقاتها معه وأغلقت سفارته في باريس، وقال الأسد في لقاء بدا أنه مدفوع الأجر مع عدد من الإعلاميين الفرنسيين الذين حاولوا من خلال أسئلتهم إضفاء شرعية من نوع ما على نظام يمارس الإبادة والقتل في حق شعبه منذ زهاء خمس سنوات وبدأ رأس النظام تعازيه للأسر الفرنسية التي فقدت أعزاء لها بالأمس-كما قال– مضيفاً بأسلوب من “يجبُّ الغيبة عن نفسه”: “نحن أقرب الناس إلى فهم مثل هذا الوضع، لأننا عانينا من مثل هذا النوع من الإرهاب على مدى الأعوام الخمسة الماضية في سوريا وماحدث في فرنسا بالأمس-كما قال- لا يمكن فصله عما حدث في بيروت قبل يومين لأن الإرهاب هو نفسه”.
وسأله أحد الصحفيين مجهولي الهوية ولا من يمثل فيما بدت ميكروفونات تلفزيون النظام والتلفزيون الروسي في الصدارة: “هل لدى أجهزة استخباراتكم أي معلومات تفيد بأن الأشخاص الذين ارتكبوا هذا العمل الإرهابي قدموا من سوريا أو كان لهم اتصالات مع أشخاص في سوريا” فنفى قائلاً:” ليس لدينا معلومات عما حدث لكن المسألة- كما قال لا تتعلق بأسماء الفاعلين ومن أين قدموا”.
وتابع الأسد بأسلوب التشاوف البغيض:” كنا قد حذرنا قبل ثلاث سنوات مما سيحدث في أوروبا” – يقصد تهديد مفتيه أحمد حسون بوجود جهاديين للنظام في كل أوروبا حينها- وأردف بتعابير مبهمة “قلنا لهم لا تعبثوا بهذا الفالق الزلزالي في سوريا” لأن تداعيات ذلك -بحسب قوله-ستتردد في جميع أنحاء العالم” واعترف الأسد بأن المسئولين الأوربيين تجاهلوه ولم يهتموا بما كان يقوله بل زعموا-حسب وصفه – “بأننا كنا نهدد، كما أنهم لم يتعلموا من حادثة “شارل أيبدو” مطلع هذا العام إنما–كما قال– أطلقوا تصريحات تقول أنهم ضد الإرهاب وهي-بحسب قوله- تصريحات لا تعني شيئاً”.
ولم يتوقف الأسد عند هذا الحد من التدليس والمواربة في حديثه بل بدأ يقدم الإرشادات للزعماء الأوربيين بأسلوب (إسألوني قبل أن تفقدوني) “عليهم أن يحاربوا الإرهاب وعليهم إتباع السياسات الصحيحة” وانبرى صحفي من بين المحاورين ليسأله سؤالاً ليس من صلاحياته وبدا أكبر من حجمه فيما إذا “طلبت أجهزة الاستخبارات الفرنسية التعاون مع أجهزة استخباراتكم وهل أنتم مستعدون في مساعدتهم في محاربة الإرهاب” فرد عليه بأن” المسألة ليست في أن يطلبوا المساعدة بل عليهم– كما قال- أن يكونوا جادين وعندها سنكون مستعدين لمحاربة الإرهاب معاً” وأضاف الأسد وكأنه لا زال يملك الإرادة وحرية الفعل: “نحن مستعدون لمحاربة الإرهاب مع أي جهة جادة في ذلك لكن الحكومة الفرنسية- كما قال- ليست جادة حتى الآن”.
وحينما طلب منه أحد أفراد (الجوقة الإعلامية) توجيه رسالة إلى هولاند قال له بكل صلف وغرور: “أعمل لمصلحة شعبك والسؤال الأول الذي يطرحه كل مواطن فرنسي اليوم-حسب قوله– هو هل عادت السياسيات الفرنسية خلال الأعوام الماضية بخير على الشعب الفرنسي”. وتابع أن “الجواب الفعلي هو لا”.
واستمرئ الأسد في تقديم نصائحه التي بدا أحوج الناس إليها: “ما أطلبه منه هو أن يعمل لصالح الشعب الفرنسي وإذا أراد أن يفعل ذلك عليه تغيير سياساته”.
وحينما سأله صحفي آخر عن الظرف الذي يجب أن يتوافر كي تتعاون الحكومة السورية مع الحكومة الفرنسية أو أجهزة الاستخبارات السورية مع نظيرتها الفرنسية، أجاب رأس النظام السوري:”لا يمكن التحدث عن تعاون استخباراتي قبل أن يكون هناك تعاون سياسي، لا يمكن أن تتحدث عن تعاون استخباراتي لمحاربة الإرهاب بينما تصب سياسات الحكومة الفرنسية في إطار دعم الإرهاب”.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أوضحت أن أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) لا يمثلون فرنسا التي تعارض أي تقارب مع حكومة الرئيس بشار الأسد.وقال متحدث باسم الوزارة “هذه مبادرة من جانب برلمانيين لم يتم الاتفاق عليها بالتنسيق مع وزارة الخارجية بحسب مبدأ فصل السلطات.
ورأسَ الوفد الذي قابل الأسد “جيرار بابت” من الحزب الاشتراكي الحاكم الوفد الفرنسي الذي يضم مسئولين من مجلسي البرلمان. ولم تحصل الزيارة على موافقة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية -وفق المصدر المذكور-.
ويعد هذا اللقاء هو الأول من نوعه في العاصمة السورية منذ إغلاق السفارة الفرنسية هناك عام 2012.
تعليق واحد
الفاشلين إنفضحوا ويريدون أن يصورو الأسد بأه مهزوم. أخرسوا أيها الإرهابيون.