نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، حوارا مع الأمير السعودي تركي الفيصل، جدد فيه عرض “مبادرة السلام العربية” التي طرحتها المملكة العربية السعودية على اسرائيل، مقابل التطبيع الكامل.
وقال الفيصل أن هذا الحوار “نابع من ضميره الخاص”، وأنه لا يمثل البلاط الملكي أو الحكومة السعودية، موضحاً، في الوقت نفسه، أنه “لم يسمع أي شكوى من جانب الحكومة في المملكة” حول آرائه المعلنة، بحسب الصحيفة، مشيرة إلى أن الأمير موقن، كما الصحفي الذي أجرى معه الحوار، أنه لولا موافقة السلطات السعودية، الصريحة أو الضمنية، لما جرت المقابلة، على حد قول الصحيفة.
وأشار الفيصل إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما استهل ولايته الاولى بمنتهى الحزم للدفع بـعملية السلام، إلا أنه تراجع سريعاً، الأمر الذي أصاب العالم العربي بخيبة أمل كبيرة، مضيفا أنه “لا أحد يظن أن أمريكا ستدفع إسرائيل إلى تبنّي مبادرة السلام العربية والتوصل إلى حل الدولتين، ما يعني أنه لا يوجد غير إسرائيل نفسها كي تكون هي المبادرة إلى ذلك”.
وأكد الأمير السعودي إلى أن مبادرة بلاده هي السبيل للخروج من الطريق المسدود لعملية السلام، بين كيان الاحتلال والدول العربية، على أن تشمل انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967، وإنشاء دولة فلسطينية، وإيجاد “حل متفق عليه” للاجئين الفلسطينيين، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة كافة.
وقال الفيصل إن الماضي شهد على أن العرب هم من كانوا يقولون “لا”، أما اليوم فإسرائيل هي التي ترفض “التطبيع”، معرباً عن اعتقاده بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليس زعيماً بعيد النظر، وهو لن يطلق تحركاً سياسياً دراماتيكاً، “لذلك يجب أن تنطلق المبادرة من مصدر آخر، من الرأي العام في إسرائيل وأتمنى أن يقرأ الإسرائيليون ما أقوله هنا”.
وبحسب تركي الفيصل فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ملتزمان بالحل التفاوضي، معيداً إلى الأذهان أن حركة “حماس” أيضاً قد تعهدت بقبول كل ما توافق عليه منظمة التحرير، ومضيفاً أن “هذا هو موقفهم العلني، ويمكن اختباره”.
وفيما يتعلق بإيران، أشار الفيصل إلى أن العلاقات بين المملكة والجمهورية الاسلامية تحسّنت في عهدي الرئيسين الايرانيين السابقين، هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، إلا أنها تراجعت في عهد محمود أحمدي نجاد، وأن “ذلك يعود أساساً إلى رغبته في بسط النفوذ الإيراني على الشرق الأوسط بأسره، من سوريا والعراق، حتى البحرين واليمن”.
وأضاف الفيصل أن الرئيس حسن روحاني “وإن كان صدر عنه بعض الكلام الجميل، إلا أنه لم يغيّر الاتجاه حتى الآن وهناك شك في تصريحات روحاني حول رغبته في تحسين العلاقات معنا”.
ورفض تركي الفيصل القول بأن السعودية تنشر في العالم الاسلامي التطرف الاصولي، مشيراً إلى أن المملكة تقف منذ الهجوم على مركز التجارة العالمي عام 2001 على رأس “الكفاح ضد الإرهاب”، وأن المملكة “اتخذت إجراءات صارمة، شملت منع تحويل أموال وتصدير خطاب تحريض أو السماح بانتقال الاشخاص إلى مناطق حساسة”.