“خود مرتي بعشرة آلاف” ليرة لبنانية، جملة لا نسمعها ولا يتقبلها المنطق، غير أنّها كانت المانشيت الذي يستعمله هاني في الترويج لزوجته دون نية لبيعها، فهذا الشاب لم يكن يريد أن يسلم سارة لأي من أصدقائه بقدر ما كان يريد إذلالها وإهانتها لتعويض النقص الذي به.
هاني العاجز عن إقامة علاقة جنسية كاملة منذ أول يوم زواج، لم يحتمل إنكساره وعدم قدرته على إرضاء زوجته بالرغم من كل ما تعاطاه من حبوب وأدوية وفيتامينات لشهور عدة.
هذا الموقف المذل دفعه لكره سارة، ولإعتبار عجزه أمامها إهانة لرجولته ولكرامته، هي التي لم تعيّره يوماً ولم تشعره بنقص، غير أنّ معاملتها المحبة معه كان دائماً ما يفسرّها بداعي الشفقة .
وكتعويض عن وضعه وجد هاني سبيلاً ألا وهو المتاجرة لفظياً بها وبشرفها ، فكان دائماً ما يردد لها “مش عم كفيكي بدك استأجرلك رجال يبسطك” أو “ليكي هالجار عم يطلع فيكي روحي ونامي معو” …
أقواله هذه كانت تقتلها هي التي تحبه ولا همّ لها سوى أن ترضيه ولا حاجة لها لسواه ، ولكنها وعلى الرغم من طعنه لشرفها ولعفتها ، كانت تتصبر وتحاول أن تحتويه وتنتظر لحظات الصفو لتعاتبه ولتبعد عن رأسه تلك الأفكار الفارغة .
إلا أنّ هاني لم يهدأ ولم يتعظ بل تمادى بأفعاله وأقواله إلى أن جاء ذلك اليوم الذي كانت المفصل في نهاية علاقتهما وطلبها للطلاق، إذ أنّه وفي سهرة نظمّها لأصدقائه في المنزل طلب منها الحضور إليها وعندما جاءت وقف بقربها وأشار بيده إليها ونظر إليهم قائلاً: “هيدي مرتي الحلوة وأنا عارضها للبيع … الليلة بعشرة آلاف”.
ما قاله كسر كل شيء بالنسبة لسارة وأصاب رفاقه بذهول فهم يدركون من هي زوجته وما هي أخلاقها ، لينسحبوا بهدوء لعلمهم أن صاحبهم ليس بوعيه وأن وجودهم سوف يزيد الطين بلّة …
إلا أن سارة لم تردها أن تمر سليمة هي التي تم تحقيرها وإذلالها ، فندهت لأحدهم قبل انصرافه وقالت له : “انطر شوي أنا جاية معك “
تفاجأ الصديق لطلبها ولكنه استجاب حياءً ممّا أصاب هاني بصدمة ، وما هي إلا ثواني حتى جاءت بعدما وضعت وشاحها وقالت له : ” يلا مشي زوجي باعني بـ 10 الاف وانا بعطيك حالي ببلاش” !
فمشى بذهول تام وهي معه وخلفهما هاني واقف بلا حراك لا يفقه سبب ما صنعه و كيف انقلبت الأمور رأساً على عقب ، حتى وصلا لأسفل المبنى في حينها عبرت له عن أسفها لتبرر له بصوت يخنقه البكاء ” ما قصدي أحرجك انا حبيت ردله الإهانة ونزلت لان بدي روح عند اهلي واطلب الطلاق” !