محمد أبو يوسف -خاص- وطن
فشلت الجهود المضنية التي بذلها رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي إلى جانب المخابرات العامة في تقريب وجهات النظر, بين الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” والقيادي المفصول من حركة فتح الهارب محمد دحلان، وتأتي محاولة التصالح هذه بعد صراع بين الطرفين واتهامات متبادلة بالخيانة والتفرد بالسلطة وحاول السيسي على مدار السنوات الثلاث الماضية لعب دور “المصلح الاجتماعي” بين الجانبين, إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل كونه يصطف إلى جانب دحلان الصديق الذي مرر مخططه في إسقاط جماعة الإخوان المسلمين في مصر خلال الانقلاب الشهير الذي أفضى إلى عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي وجماعته.
وفي تفاصيل “المصالحة الفاشلة” التي قادها السيسي لتمرير “طبخة” ويجري الإعداد لها بمساعدة دحلان والتي حصلت عليها “وطن” استدعى السيسي كلا من الرئيس الفلسطيني ودحلان إلى القاهرة للتباحث، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الجانبين، وأوكل المهمة خلالها إلى المخابرات العامة التي قادت التفاوض بين الطرفين في مبنى المخابرات في جلسات منفردة- لم يجلسا خلالها مع بعضهما البعض.
وحاولت مخابرات السيسي عبر عمليات التفاوض تقريب وجهات النظر التي حسمها الرئيس الفلسطيني الذي قطع الطريق قائلاً للوسطاء المصريين “لا تتعبوا أنفسكم لا توجد بيني وبين دحلان أي مشكلة.. أنا مستعد أن أذهب حاليا وأقبّل رأسه”..!
وكشفت مصادر مقرّبة لـ” وطن” أن الرئيس الفلسطيني أبدى موافقة مبدئية للتصالح مع دحلان لكنه قال للوسطاء المصريين “الموضوع ليس عندي وإنما لدى اللجنة المركزية لحركة فتح التي فصلته من الحركة لتجاوزات داخلية”. وما أن سمع دحلان ذلك الحديث على لسان الوسطاء – بحسب المصدر -حتى انتفض وقال ” كذب عباس هو الذي اجبر اللجنة المركزية على فصلي من الحركة “.
وأوضحت المصادر نفسها لـ” وطن” أن “الجلسات التي قادتها المخابرات برعاية السيسي تمحورت حول ثلاث قضايا جوهرية تمثلت في التالي..أولا.. إعادة دحلان إلى اللجنة المركزية لحركة فتح.-ثانيا.. فتح معبر رفح البري وتسليمه إلى جهات مرضي عنها ومقربة من دحلان. ثالثا.. إعادة تفعيل المجلس الوطني وترتيبه بما يخدم حركة فتح.
وأكدت المصادر عينها أن الرئيس الفلسطيني “وافق على القضية الثانية والثالثة وبخاصة أن مرحلته قد انتهت ويريد التخلص من السلطة وأن يأتي ببديل له ضمن انتخابات رئاسية نزيهة.. ولكن عباس عارض القضية الأولى بقوة- حسب ما علمت “وطن” مصراً على أن الأمر لا يتعلق به وإنما باللجنة المركزية لحركة فتح.
وخلال الزيارة التي قام بها الرئيس الفلسطيني إلى القاهرة وضمن جلسات التفاوض بدا عليه الإعياء الشديد وجرى استدعاء الطبيب له مرتين ونقل في إحداها إلى المستشفى, بحسب ما ذكرته المصادر مشيرة إلى أن أبو مازن لم يشاركه في تلك الجلسات أيٌ من القيادات الفلسطينية وبخاصة المقربين منه كأعضاء اللجنة المركزية الذين يرافقوه في بعض الأحيان في مثل تلك الزيارات أو “ماجد فرج” مدير المخابرات الفلسطينية الذراع الأيمن للرئيس الفلسطيني أو كما يقال “كاتم نفس دحلان”.
وبعد كل تلك التداولات فشلت الجهود التي قادتها المخابرات والسيسي ولم يتوصلوا إلى حل يرضي الطرفين- وبحسب مصادر وطن- فإن “السيسي تدخل شخصيا وأبلغ الرئيس الفلسطيني ودحلان بضرورة حل خلافاتهم لأنه “معني” بتوحيد حركة فتح”, ولفتت المصادر إلى أن السيسي ألمح إلى طبخة يجري الإعداد لها ضد حركة حماس ولكن على الطرفين أولاً توحيد جهودهما وانهاء خلافات حركة فتح. كما قالت المصادر .
وأبلغ دحلان الهارب من غزة إلى حضن شيوخ الإمارات المقربين منه أنه “غير معني بالتصالح مع عباس” وقال لهم حرفيا ” لا تقلقوا أبو مازن مرحلة وستعدي “.
وضمن جلسات التفاوض بين الجانبين قالت المصادر إن دحلان كان مصراً على تعويض كل الأطراف والأشخاص الذين تضرروا من قرار فصله من حركة فتح وخاصة أنصاره الذين قطعت رواتبهم بغزة.
وتشير المصادر لـ “وطن” أن دحلان حضر إلى القاهرة وكان معه “خطة متكاملة الأجزاء” لتثبيت الرئيس الفلسطيني فيها ولكن مخططه فشل مع إصرار أبو مازن على أن إعادته لفتح ليس من اختصاصه، وإنما من اختصاص المركزية ولا علاقة له بالأمر. واللافت كذلك أن عباس لم يكن على دراية بما جرى وإنما السيسي فاجئه في قصة دحلان.
تعليقان
السيسي دحلان ينتميان لمؤسسة واحدة تصب من جانب مهم لصالح اسرائيل ويحاولان سويا أو منفردين لتقديم كل ما لديهما من امكانيات لخدمة اسرائيل وكذلك المؤسسات الدولية الكبرى ذات المصالح الكبرى في المنطقة … أما عباس فمهمته محدودة المسؤليات ومحدودة الحركة أيضاً لا تعدو عن كونها في التنسيق الأمني وجمع المعلومات وتقديمها لاسرائيل وبعض الخدمات اللوجستية عند محاولة اسرائيل القبض على اي شخص أو أشخاص فلسطينيين وكذا تشديد الخناق على الشباب الفلسطيني وزجهم في المعتقلات والسجون وتحويل عناصر الشرطة والأمن الفلسطيني لخدمة الأمن السرائيلي وليس الا … فما هم الا وجهان لعملة واحدة …والصراع بينهما على الفساد والفسد للقضية الفلسطينية التي راح من أجلها الاف الشهداء والأسرى والموقوفين .
هؤلاء هم من أسهم بشكل كبير فيما وصلت اليه القضية الفلسطينية من تراجعات خطيرة أدت وستؤدي الى صعوبات كثيرة في مسيرتها المستقبلية ما لم يحدث زلزال يطيح بهذه الوجوه القذرة .
يا ابن الوسخة يا حجازى انت بتناول بين الكلب العميل وقال الأمن دحلان و الرئيس ابو مازن