وطن (خاص) – نشر موقع “إيماسك” الإماراتي المعارض ما اعتبره واقعا مريرا يعيشه أبناء الإمارات في قبضة الدولة البوليسية التي كشفت عن أنيابها منذ بدء الربيع العربي. وبين كيف أن شيوح الإمارات يقومون بسحب الجنسيات من الإماراتيين بسبب نقدهم أو معارضتهم للحكم أو حتى مطالبتهم بالإصلاح. وقال الموقع أن أبناء زايد يمنحون بالمقابل الجنسية لمرتزقة من الجنود الكولومبيين أو مستشاري الأمن.. وهذا نص تقرير الموقع
أصبح واقعا مريراً أن المواطنين الإماراتيين يتعرضون لضغوط مجحفة من جهاز أمن الدولة، خوفاً من سحب “الجنسية”، حينها سيصبحون في “العراء” بلا هوية انتماء لبلّدهم الذي ولدوا وعاشوا وأجدادهم قبل ذلك فيه، فلا القانون يردع حالة “التسيب” في سحبها، كما لا يستطيع إيقاف العبث في منحها، حتى لـ”أولئك المرتزقة” و “الأمنيين” فلا قانون ولا الدستور يعلو على يد جهاز أمن الدولة.
نشرت الأسبوع الماضي صحيفة “Colombia reports “، خبراً يقول إن “الإمارات” وعدت الناجين من المرتزقة الذين يقاتلون معها في اليمن بمنحهم “الجنسية الإماراتية”! ؛ في نفس الأسبوع خاطب مواطن إماراتي في ردود على حساب “وزارة الخارجية” في تويتر، بإنقاذ عائلته وطفله الوحيد المشتتين عنه وهو في الإمارات، فالدولة ترفض دخولهم لانهم لا يملكون “الجنسية”.
هناك سبعة مواطنين معتقلين سياسيين، بلا جنسية إماراتية فقد جرى سحبها لانهم وقعوا عريضة تطالب بوقف استهتار “جهاز الأمن” بالدستور والقانون، وطالبوا بإصلاحات سياسية، ما يزالون في سجن الرزين السياسي “جوانتاناموا الإمارات” حيث يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاكات إلى جانب العشرات من رفاقهم. عدا ذلك يجري طرد أبناء الإماراتيين اللواتي تزوجن من غير إماراتيين، يطلق عليهم “البدون”، ففي اغسطس 2012 جرى طرد الناشط البدون أحمد عبدالخالق بعد اختطافه لأشهر.
كمواطن إماراتي يعاملك جهاز الأمن بقانون واحد، قانون مكتوب، وغير منشور، ولا يعرف تفاصيله، يوجد في مخيلة جهاز أمن الدولة، يتغير تبعاً للظروف المناخية التي تسود “الجهاز” ومن يقومون عليه، فـ”الموافقة الأمنية” تحظر عليك الوصول إلى أي منصب أو وظيفة، وأبنائك قد يمنعون من تعليمهم الحكومي، فبمجرد مخالفتك بالرأي لأحد أفراد جهاز الأمن يمكن أن تسقط عنك وعائلتك “الهوية الوطنية” و”تصبح أنت وعائلتك” بلا “هوية”، أو ربما تغرّد على تويتر برأيك السياسي وتطالب بحقوقك كمواطن، فيجب أن تشكر “جهاز الأمن” لأنه لم يتهمك بـ”الإرهاب” و “محاولة اسقاط النظام عبر التغريدات” الذي يمكن أن يصل الحكم عليك إلى “الإعدام”، وإنما قرر جهاز الأمن فقط إلغاء “انك إماراتي” بسحب الجنسية عنك وعائلتك، فبذلك نفذ حكم “اعدام” كامل بحقك أنت وعائلتك، عندها سيتم تخييرك بين جنسية “جزر القمر” أو البقاء في “سجن الصدر”.
عندما يتم “سحب الجنسية”، من مواطن إماراتي، تمنح جنسيات لـ”مرتزقة” يعملون في جهاز الأمن، “كولومبيون” وحتى “مصريون” أو “فلسطينيين” حتى أولئك من يسمون أنفسهم دعاه ويتنقلون بين المساجد يناشدون الإماراتيين “الصمت” ويهاجمون أي رأي آخر بتهمة “إشعال الفتنة”، يحصلون عليها كجزاء لجرائم بحق الإنسان الإماراتي، وتعذيبهم في السجون.
فأصبح الإماراتي مجرد رقم ،فعندما تـسحب عنه الجنسية فهم يستبدلون المواطنين الأصليين (أصحاب الأرض) منذ مئات السنين، بمواطنين جدد يعملون كمرتزقة، بعضهم “امريكا اللاتينية” و آخرون “قتلة” و “فاسدين” و “لصوص” طردتهم شعوبهم، فاحتضنهم جهاز الأمن وتم استبدال “هوية الإمارات” بـ”هويات عديدة مختلفة”، فـ”تضيع” هوية البلاد فيتمكن الجهاز من حكم قبضته وإدارة الدولة بلا “مشاغبات” المواطنيين الإماراتيين.