في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لتكثيف ضرباتها الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية، اختفى حلفاؤها، الذين أرسلوا طائراتهم الحربية وسط ضجة كبيرة في بداية الحرب هناك قبل عام، من الحملة، وفقا لما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” في تقريرها أمس.
فقد استبشرت إدارة أوباما بتحليق القوات الجوية العربية جنبا إلى جنب مع الطائرات المقاتلة الأمريكية في الأيام الأولى من الحملة لما أظهرته من التلاحم في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ولا يزال كبار القادة العسكريين، مثل الجنرال لويد أوستن، الذي يشرف على العمليات في سوريا والعراق، يناشدون الدول العربية بالإسهام في المعركة.
ولكن مع دخول الولايات المتحدة مرحلة حرجة في الحرب على تنظيم “داعش” في سوريا، آمرة قوات العمليات الخاصة بدعم بعض مجموعات الثوار وإرسال طائرات هجومية إلى تركيا، تطورت الحملة الجوية باتجاه بذل جهود حربية أوسع وأكبر.
وقد سعى مسؤولون في الإدارة الأمريكية إلى تفادي إظهار الهيمنة الأمريكية على الحرب مرة أخرى، حتى مع انشغال معظم القادة في الخليج بدعم الثوار الذين يقاتلون بشار الأسد. أما الآن، فلاحظ بعض هؤلاء المسؤولين أن الشركاء العرب قد تركوا بهدوء الولايات المتحدة لتتولى الجزء الأكبر من الحرب الجوية في سوريا.
وقد نُفذت معظم الضربات الجوية في سوريا خلال العام الماضي من قبل الولايات المتحدة، في حين ركزت الدول الحليفة الأخرى على استهداف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
إذ حولت السعودية والإمارات أكثر طائراتها للقتال ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. كما إن الأردن، ردا على الإعدام المروع لأحد طياريها من قبل “داعش”، وفي استعراض للتضامن مع السعوديين، حولت أيضا طائراتها القتالية إلى اليمن.
“انشغلوا جميعا بأمور أخرى، وتصدرت اليمن اهتماماتهم”، كما صرح الجنرال “تشارلز براون”، الذي يقود الحرب الجوية من مركز القيادة في قاعدة “عديد” الجوية في قطر. وأضاف أن هؤلاء الحلفاء لا يزالون يقومون ببعثات جوية دورية في سوريا كما يسمحون للطائرات الأمريكية باستخدام قواعدها.
وآخر الضربات الجوية للطائرات الحربية الإماراتية في سوريا كانت في شهر مارس. والأردن في أغسطس. والسعودية في سبتمبر، وفقا للمعلومات التي قدمها مسؤولون لقوات التحالف الأسبوع الماضي. ولكن الحلفاء العرب يصرون على أنهم لا يزالون يؤدون دورا أساسيا عسكريا في الحرب وإن كان أقل نشاطا.
كما إن مشاركة الحلفاء الغربيين، مثل فرنسا وأستراليا، محدودة أيضا، وفقا لتقرير الصحيفة. وقد نفذوا القليل من الضربات في سوريا، ولكنهم ركزوا معظم قوتهم العسكرية الجوية على استهداف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
ولم يُظهر أيَ من الحلفاء الغربيين حرصهم على الانضمام إلى الولايات المتحدة في إسناد الطائرات الحربية في قاعدة “انجرليك” الجوية في تركيا، وهي خطوة من شأنها أن تسهَل زياد الضربات ضد مسلحي “داعش” في شمال سوريا والعراق.
حتى الآن، نفذت ثماني دول من الحلفاء العرب والغربيين حوالي 5 في المائة من الغارات الجوية في سوريا البالغ عددها 2700، مقارنة بـ30 في المائة من مجموع 5100 ضربة جوية في العراق، حيث تشارك أيضا طائرات العديد من شركاء الناتو في الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ولكن الولايات المتحدة كانت دائما تنفذ الغارات الجوية في سوريا، كما في العراق، ذلك أن قواتها الجوية هي أكبر بكثير من القوات العربية أو أية قوات أخرى للحلفاء الغربيين.