حمزة هنداوي – وطن (خاص)
لم تجف دماء 5 سوريين قضوا أمس الخميس في تفجير دراجة نارية مفخخة ضمن “عرسال” اللبنانية، حتى شهدت البلدة إقدام الجيش اللبناني على قتل 3 لاجئات سوريات إحداهن عروس لم تكمل اليوم العاشر من زفافها الجمعة.
فلم يكتب لإيمان رعد بنت الـ18 عاما، أن تقبل رأس أمها وهي تزورها لأول مرة بعد زفافها في خيمتها، فانقلبت الأدوار وقبلت الأم رأس فلذة كبدها وهي تنزف، بعد فتح عناصر من الجيش اللبناني نيرانا منعت كثافتها إسعاف “إيمان” وابنتي بلدها اللتين رافقتها إلى العالم الآخر برصاص من يفترض أن يحميهن حسب أبسط الأعراف والنواميس والقوانين البشرية.
وتضاربت الأنباء حول تعرض رتل من الجيش اللبناني لعبوة ناسفة، أخرجت عناصره عن طورهم ليصبوا نار أسلحتهم على المخيمات شاء لها القدر أن تكون ضمن مرمى نيرانهم، حسب شهود عيان.
جاء ذلك بعد 24 ساعة من مقتل 5 سوريين آخرين في تفجير تباينت فيه الاتهامات، فكان تنظيم “داعش” وحزب الله ضمن دائرة الشكوك.
وفي آخر التطورات أصدر “جيش الفتح” وهو أكبر تجمع للمعارضة المسلحة، بيانا غمز فيه من قناة حزب الله متهما الجماعة التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد بتفجير “عرسال” الذي أودى بحياة 5 من أعضاء الهيئة الشرعية في القلمون.
وكان للأخيرة دور مهم في الوساطة بملف العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى جبهة النصرة”، إضافة إلى دورها الإغاثي والحقوقي والشرعي في الدفاع عن اللاجئين السوريين.
وسبق للجيش اللبناني أن قتل لاجئين سوريين، لا سيما في أب-أغسطس/2014، حيث قتل بحسب مصادر سورية معارضة العشرات منهم وشرد الآلاف، بعد إحراق معظم المخيمات في البلدة القابعة على الحدود السورية -اللبنانية.
وبالعودة إلى حادثة مقتل اللاجئات السوريات فقد استهجن ناشطون سوريون بيان الجيش اللبناني الذي لم يُشرْ من قريب ولا من بعيد إلى “الجريمة التي ارتكبها عناصره”، مركزا على “تعرض دورية للجيش في حي السبيل بعرسال لانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة إلى جانب الطريق”، ما أدى “إلى تضرر ناقلة جند وإصابة 5 عسكريين كانوا في داخلها بجروح غير خطرة”.
وبحسب ناشط حقوقي فإن الجيش اللبناني لن يفتح تحقيقا بحاثة قتل السوريات الثلاث، وإن فعل فإن التحقيقات ستفضي إلى تمييع القضية والتعامل معها دون جدية.
بينما قال المحامي اللبناني “نبيل الحلبي” مدير مؤسسة “لايف” إن الأخطاء يمكن أن تحدث في أي جيش إثر إرباك أمني مفاجئ.
وأضاف الحلبي لـ”وطن”: “ننتظر التحقيق حتى نعلم أنه خطأ أولاً، وتحديد الفاعل ثانياً، والتعويض لذوي الضحايا، لأن أرواح الناس ليست مجانية في مطلق الأحوال ومهما كانت النوايا”.
وضمن هذا السياق أطلق لاجئون سوريون هاشتاغ “#أخرجونا_من_لبنان”، في دلالة لا تقبل الشك بأن لبنان صار جحيما بالنسبة للسوريين.
تعليق واحد
حسبنا الله ونعم الوكيل