غضبت مصر كثيرا من تصريحات المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، بريخيت سمؤون، لصحيفة “العلم” الإثيوبية، والتي عبر فيها عن شكره( لإسرائيل والولايات المتحدة والإمارات والسعودية)، لمساهمتهم في إنشاء مشروع سد النهضة الأثيوبي.
واستنكر الكاتب الصحفي ورئيس تحرير “الأهرام” السابق، عبد الناصر سلامة، ما أسماه بـ”الصمت الرسمي”، المصري، حول ما ورد من معلومات مؤخرا عن تمويل كلا من الإمارات والسعودية لسد النهضة الإثيوبي.
واعتبر سلامة انه “من المهم التوقف أمام هذا التصريح، الذى يكشف حقيقة مهمة، كانت متداولة منذ بدء إنشاء السد، وهى المتعلقة بالدعم السعودي والإماراتى لعملية الإنشاء، وهما الدولتان الأكثر استثماراً فى مشاريع إثيوبية”، موضحا أن مصر كانت تعول عليهما في بداية الأمر للوساطة مع إثيوبيا، لوقف الإضرار بحصة مصر في مياه النيل، و”ليس العكس مما يمكن أن تكشف عنه الأيام المقبلة فى هذا الصدد”.
وتساءل سلامة: “لماذا تفعل السعودية والإمارات ذلك، على الرغم من العلاقات الوطيدة للدولتين مع مصر، كما هو معلن على الأقل، وعلى الرغم من انسحاب الصين من عملية التمويل هذه، إضافة إلى الصناديق والبنوك الدولية؟”.
وأجاب سلامة قائلا: “أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال تحديداً، لا يمكن التعامل معها بمنأى عن الأسئلة الأخرى المتعلقة بجدوى الغزو السعودي الإماراتي لدولة اليمن الشقيقة، أو الدعم السعودي الإماراتي القطري للحرب الدائرة على الأراضى السورية”، بحسب قوله.
وتمنى الكاتب أن تصدر بيانات سعودية وإماراتية تنفي تصريحات المتحدث الإثيوبي، و أن يصدر بيان مصري كذلك يطلب توضيحاً من كل من الرياض وأبوظبي، مضيفا “كنت أتمنى استنكاراً من أى نوع لمثل هذه التصريحات، حتى لو من جامعة الدول العربية، كنت أتمنى أن يكون لدينا برلمان على مستوى المرحلة، يمكنه أن يتعامل مع مثل هذه القضايا بالاستجوابات وطلبات الإحاطة، كنت أتمنى أن يصدر نفي لمثل هذه الأنباء، التي لو صحت لكنا أمام مخطط خطير، يجب توضيحه رسمياً للرأي العام”.
وطالب سلامة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي “أن يطل علينا بإطلالة جادة، ليحدد لنا موقفه من هذه القضية بكامل أبعادها: تأثير بناء السد على مصر، وعلى حصة مصر على المديين القريب والبعيد، فى ضوء تقارير الخبراء، وفى ضوء التعنت الإثيوبى، وما الذى ينوى اتخاذه من إجراءات فى هذا الإطار؟ وما موقف مصر من الدول الممولة للمشروع، ولماذا استغلت إثيوبيا فترة غياب الدولة فى أعقاب أحداث 25 يناير 2011، لتبدأ فى بناء السد”، معتبرا أن “الموقف المصري في ظل قيادة الرئيس مبارك، ومن قبله الرئيس السادات، كان عقبة كؤود أمام تنفيذ المشروع”.
وانتقد سلامة عدم ظهور أي مواقف من قبل النظام تتعامل مع الحدث على قدره، “بل على العكس تماماً، فيما يتعلق بالولايات المتحدة سمعنا تصريحات تؤكد أننا لن ندير ظهورنا إلى أمريكا، حتى لو أدارت هي ظهرها لنا، بالنسبة لإسرائيل نالت مؤخراً تأييدا مصريا في منظمة الأمم المتحدة، لم تحصل عليه منذ إنشائها، بالنسبة لكل من السعودية والإمارات، حدث ولا حرج، فهما الدولتان الأولى بالرعاية، أو بمعنى أصح بنظرية مسافة السكة”، على حد قوله.
واختتم سلامة مقاله قائلا: “من الآخر، التصريح الإثيوبي لا يجب أبداً أن يمر مرور الكرام، وأوقن أن لدى الخارجية المصرية، والأجهزة السيادية، المعلومات الكاملة عن مثل هذه المخططات التى لم تعد سرية، إلا أن الغريب في الأمر هو ذلك الصمت الرسمى، على الرغم من الشائعات الأخرى الكثيرة في هذا الصدد، والتي تتحدث عن تنازلات مصرية خطيرة في هذا الشأن، دون الوضع في الاعتبار أنه ليس من حق أحد التنازل، فيما يتعلق بمستقبل شعب ومقدراته”، بحسب تعبيره.
يبدو أن سلامة نسى الدور الأمريكي والإسرائيلي ليمسك بالدور السعودي والإماراتي الامر الذي يضع مئات علامات الاستفهام.