قالت صحيفة “القدس العربي”، نقلا عن سفير عربي في العاصمة السعودية الرياض، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي هذه الأيام للرياض أمر مهم للعلاقات السعودية ـ المصرية التي “ليست على ما يرام”، حتى وان كانت للمشاركة في القمة العربية اللاتينية، المزمع عقدها الثلاثاء المقبل.
وتوقع الدبلوماسي العربي الذي رفض ذكر اسمه، عدم مشارك الرئيس السيسي في القمة التي تستضيفها السعودية، إذا لم يكن هناك لقاء ثنائي له مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مشيرا إلى أن شعور المملكة بـ”خذلان” مصر لها ولمشروع استعادة الدور العربي الإقليمي في المنطقة وصل إلى درجة “المرارة”.
وأضاف الدبلوماسي، أن السعوديين، “لديهم استفسارات كثيرة ومتعددة بشأن المواقف المصرية تجاه العديد من الأحداث في العالم العربي والمعنية بها المملكة مباشرة، والأجوبة على هذه الاستفسارات من المؤكد انها عند الرئيس وليس غيره”، على حد تعبيره.
وأوضح السفير العربي، انه على “الرغم من التصريحات الدبلوماسية، أن العلاقات المصرية ـ السعودية على ما يرام وانه ليس هناك خلاف بين البلدين، وهي تصريحات مجاملة… يجب عدم الإنكار أن هناك شعورا عاما في السعودية أن القاهرة “خذلت” السعودية بعدم الوقوف معها في الحرب التي تخوضها في اليمن منذ نحو ثمانية أشهر”.
وتابع أن “السعودية تشعر ان الموقف المصري من المسألة السورية ليس إلى جانب الموقف السعودي، وأنه “عندما بدأت الرياض حربها في اليمن شكلت تحالفا عربيا لمشاركتها في هذه الحرب والتي سيعمل الانتصار فيها على إعادة رسم موازين القوى الاقليمية في المنطقة، أرادت السعودية أن يضم هذا التحالف العربي، بشكل أساسي دول مجلس التعاون الخليجي (عدا سلطنة عمان) ومصر والأردن، كما أرادت ان يكون هذا التحالف أساسا لحلف عربي تقوده المملكة مع مصر لمواجهة المخاطر الإيرانية وغير الإيرانية”.
واستطرد قائلا: “لكن السعودية وجدت نفسها لوحدها تتحمل وزر ومسؤولية حرب إقليمية وليست حربا ضد الحوثيين فقط، والمصريون الذين أبدوا حماسا في البداية للمشاركة مع المملكة في قيادة التحالف العربي العسكري هذا، أخذوا يتراجعون شيئا فشيئا إلى درجة ان دورهم العسكري انعدم واقتصر على مشاركة بعض القطع البحرية العسكرية المصرية في الرقابة البحرية على مضيق باب المندب والمياه اليمنية، والحجة المصرية هي ان القاهرة لها تجربة مريرة في اليمن ولا تريد أن تزج بقواتها هناك”.
واعتبر الدبلوماسي، ان السعودية لم ولا تجد أحدا يشاركها عمليا في خوض زمام الحرب في اليمن سوى بعض اشقائها الخليجيين، ودول عربية ليست لديها الإمكانيات العسكرية المطلوبة، وشعور المملكة بـ”خذلان” مصر لها ولمشروع استعادة الدور العربي الإقليمي في المنطقة وصل إلى درجة “المرارة”، مشيرا إلى أنه “كالعادة، تخفي السعودية ذلك، رغم ان هناك مؤشرات على ذلك مثل عدول الملك سلمان عن زيارة له للقاهرة كانت متوقعه في شهر سبتمبر الماضي، ومثل هذه الحملات الإعلامية المصرية ـ بين حين وآخر ـ على المملكة”.
وبحسب مراقب سعودي للصحيفة فإن “الرياض لا تريد ان تخلق عداء أو توترا لها مع القاهرة، لأن هذا ليس من مصلحتها، والقاهرة أيضا لا تريد استعداء الرياض، وان كانت هناك أطراف في مصر تريد توترا للعلاقات بين البلدين”.
وأوضح أن الرياض بادرت وأرسلت وزير خارجيتها عادل الجبير إلى القاهرة قبل نحو أسبوع والتقى الرئيس السيسي، ويبدو انها تنتظر ان يبادر السيسي ويزورها لعل هذه الزيارة تجلي ما في النفوس من “مرارة”.