في تحليل كتبه “كولام لينتش” في مجلة “فورين بوليسي”، قال فيه إن الرئيس الأمريكي أوباما أكد شخصيا للسعوديين والقوى الأخرى أن مصالحها لن تتأثر في حالة دعيت فيه إيران إلى طاولة المفاوضات.
ويقول: “وضعت الحرب الأهلية السورية إدارة أوباما أمام امتحان كبير فيما إن كان اتفاقها النووي الهام الذي وقعته مع إيران في يوليو الماضي سيفتح الباب لإنهاء الأزمة، أم يؤدي بشكل أوسع للتعامل مع صعود التطرف في منطقة الشرق الأوسط”.
ويعتقد “لينتش” أن النجاح يعتمد على الطريقة التي سيتم من خلالها إدارة “الدمامل المفتوحة” بين القوة السنية في الرياض ومنافستها الشيعية في طهران اللتان تغذيان حربا بالوكالة في سوريا.
ويقول الكاتب إن جهود الإدارة لتلطيف الأجواء بين السعودية وإيران تأتي في وقت يحضر فيه وزير الخارجية جون كيري واللاعبون الآخرون لجولة محادثات جديدة في لندن بحلول يوم 12 نوفمبر.
وأفاد الكاتب أن الدبلوماسيين المشاركين في المحادثات لا يزالون مختلفين بشكل كبير حول مصير بشار الأسد. ولكن هناك نقاط خلاف أخرى تتعلق بالكيفية التي سيتم فيها التفريق بين الجماعة المسلحة العضو الشرعي في المعارضة السورية وتلك التي تعتبر “إرهابية”.
وتقول المجلة إن اهتمام البيت الأبيض بتسوية سياسية في سوريا بدا من تدخل الرئيس أوباما شخصيا الشهر الماضي عندما أكد للقوى الإقليمية، خصوصا الملك سلمان بن عبد العزيز، العاهل السعودي، من أن المواقف لن تتأثر لو شاركت إيران في المحادثات.
وتحدث الرئيس أوباما للملك سلمان بعد أربعة أيام من الضغط الذي مارسه جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على تركيا والسعودية في لقاء مغلق عقد بفيينا يوم 23 أكتوبر للمشاركة في مفاوضات التسوية حتى لو لم تكن هناك ضمانات واضحة حول مصير الأسد.
وظهرت الخلافات الحادة التي تعلم العلاقات السعودية الإيرانية في الجلسة الأولى من محادثات فيينا عندما تبادل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير الاتهامات حول التزام كل منهما بالسلام في سوريا.
وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن قرار ضم إيران إلى محادثات السلام جاء بالإجماع، إلا أن دبلوماسيين شاركوا في التحضير للعملية قالوا إن الولايات المتحدة هي التي دفعت باتجاه ضم إيران للمفاوضات.
واستدعى هذا تدخلا شخصيا من الرئيس أوباما الذي تأكد من حضور الجميع. وبحسب أندرو تابلر، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: “ما فهمته هو أن الرئيس أوباما شارك شخصيا في دفع كل الدول الـ17 إلى الطاولة بمن فيهم السعوديين والإيرانيين”، مشيرا إلى موقف السعوديين الداعي لرحيل الأسد الذي يؤكد الإيرانيون على وجوب بقائه.
ويرى “إف غريغوري غوس”، الباحث بالشأن السعودي في مدرسة جورج بوش للحكم والخدمات العامة في جامعة تكساس تي وأم إن، أن الشكوك السعودية حول المحادثات الدبلوماسية تذهب أبعد من سوريا، فهي تعكس خوفا عميقا من تحول في السياسة الأمريكي بشكل يقود لتعاون أكبر مع منافسة السعودية، أي إيران.
وفي الوقت الذي يرى فيه أن مخاوف السعوديين مبالغ فيها “ولكن عليك فهم ترددهم، ففي اللحظة التي وقعنا فيها الاتفاق مع إيران نقوم بدفعهم للجلوس معها، وأعتقد أنه من الخطأ دفع السعوديين للحديث مع الإيرانيين خاصة عندما يشعرون أن إيران أعلى منهم”.
ويقلل الكثير من المحللين من أهمية التوصل لتسوية سلمية في وقت تزيد فيه الولايات المتحدة وروسيا من الجهود العسكرية.
ويرى “جوشوا لانديز”، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، أن مصير الشعب السوري سيقرر في الميدان. وعلق على المحادثات بأنها ستكون عبارة عن دخان ومرايا أو خداعا وسوف سيكون الفعل الحقيقي على الأرض.
وأضاف أن الكثيرين ينتظرون فيما إن كان الجيش السوري لديه القدرة على استعادة مناطق هامة خسرها في ضوء الدعم الروسي.
وفي الوقت الذي يرى فيه بسام بربندي، الدبلوماسي السابق، أن روسيا لديها النفوذ للتوسط في وقف إطلاق النار إلا أنه يشكك في التزام موسكو بالحل الدبلوماسي، وتفضل تحقيق نجاح في ساحة المعركة.