أعلن رئيس “أكاديمية الإمارات الدبلوماسية” الأربعاء (4|11) الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية أنه قد تم تعيين الدلوماسي الإسباني برناردينو ليون مديراً عاماً للأكاديمية. وليون الموظف في الأمم المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا لإدارة الحوار بين الثورة المضادة والثوار سوف يعمل وفق ما أكدته “الغارديان” البريطانية في تقرير لها أمس براتب قدره 35 ألف جنيه استرليني بالشهر.
الصحيفة البريطانية التي كشفت المزيد عن دور ليون في مساندة اللواء الانقلابي المنشق خليفة حفتر ضد الشرعية الثورية في طرابلس فتحت الباب واسعا للكشف عن أدوار أخرى لا تقل خطورة لهذا الموظف في الإمارات في الملف المصري.
فبحسب محمد البرادعي أحد أضلاع الانقلاب على الرئيس محمد مرسي عام 2013 كشف أن من وضع خطة الانقلاب هو “ليون” الذي يقوم بنفس المخطط حاليا في ليبيا أيضا. ولكن الفارق بين دور ليون في مصر آنذاك ودوره حاليا في ليبيا أنه لم يكن مبعوثا رسميا لأي منظمة أقليمية أو دولية للقاهرة، ما يطرح التساؤلات عمن كلف ليون بوضع هذه الخطة ولمصلحة من كان يعمل، حتى أوصل مصر إلى وضع أسوأ ما كانت عليه قبل ثورة يناير.
صحيفة الغارديان تقدم إجابة غير مباشرة عن تساؤلات المراقبين حول تبعية ليون ولمصلحة من كان يعمل في ترتيب الانقلاب، كاشفة أنه كان على تواصل مع وزير الخارجية عبدالله بن زايد في المفاوضات الليبية. وقالت الصحيفة إن ليون، وبعد خمسة أشهر فقط من بدء عمله كوسيط في ليبيا وجه رسالة بتاريخ (31|12|2014) إلى وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد من بريده الالكتروني الشخصي.
وفي تلك الرسالة يقول ليون إن أوروبا والولايات المتحدة تطالبان بخطة “ب” من خلال مؤتمر سلام تقليدي، وهو، حسب ما قيل على لسان ليون في البريد الإلكتروني الذي كشفته الصحيفة “هذا في رأيي خيار أسوأ من الحوار السياسي لأنه يعامل طرفي النزاع كخصمين متساويين”، ويؤكد ليون في رسالته تلك أنه يريد دعم برلمان طبرق المدعوم من الإمارات ومصر، كما يؤكد ليون في رسالته المذكورة أنه لن يدعو كل الأطراف إلى الحوار، كما يؤكد بوضوح أنه سيستخدم استراتيجية لإفقاد برلمان طرابلس وحكومتها “أي شرعية”، كما يقرّ أن كل خطواته واقتراحاته تمت بالتشاور مع (وأحيانا باقتراح من) السفير الليبي إلى الإمارات، ومع رئيس الوزراء الليبي السابق المقيم في الإمارات محمود جبريل.
ويؤكد ليون في رسالته أنه لن يستطيع البقاء طويلا في منصبه، لأنه كان ينظر إليه باعتباره منحازا إلى حكومة وبرلمان طبرق.
وباعترافات البرادعي وبرسالة ليون وبوظيفته الجديدة يتضح فصل آخر من فصول مؤامرة الثورات المضادة ضد الربيع العربي مهما حاول البعض إنكار أي دور له، فالإنكار لا يعني عدم التورط كما يقول ناشطون إماراتيون وعرب باتوا يدركون أكثر من أي وقت مضى ماذا يعني أن يكون ليون موظفا مرموقا في الدولة في صناعة الفكر الدبلوماسي للسياسة الخارجية للدولة وصناعة السفراء ووضع عقيدة دبلوماسية للإمارات للسنوات المقبلة، وهي نفس المكافأة التي يتلقاها مجرم حرب العراق توني بلير الذي يقود تحالفا اقتصاديا واستثماريا من كبار المسؤولين السابقين في العالم من أبوظبي ويعقدون الصفقات الاقتصادية ويباشرون التدخلات السياسية في كثير من قضايا المنطقة والتلاعب بشعوبها، كما يتهم ناشطون.