باتت تونس أوّل دولة عربية تعلن رسميًا عن عرضها للفيلم المغربي “الزين اللّي فيك” الممنوع في بلاده، وذلك بعدما أعلن مهرجان أيام قرطاج السينمائية عن حضور الفيلم المذكور في قائمة الأفلام الطويلة التي تتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للدورة الـ26.
المهرجان التونسي الذي ينظمه المركز الوطني للسينما والصورة، (مؤسسة سينمائية أحدثتها الحكومة التونسية)، أعلن مؤخرًا عن قائمة الأفلام المشاركة في فعالياته التي تبدأ من 21 إلى غاية 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وكما راج من قبل، سيحضر الفيلم المغربي “الزين اللّي فيك” أو Much Loved في هذه الدورة.
ورغم أن المغرب أعلن رسميًا، بقرار من وزارة الاتصال في مايو/أيار 2015 منع عرض هذا الفيلم الذي يتناول موضوع الدعارة في مدينة مراكش السياحية عبر يوميات أربع عاملات جنس، مبرّرًا هذا القرار بكون الفيلم “يمس بصورة المغرب ويسيء للقيم وللمرأة المغربية”، إلّا أن ذلك لم يمنع منظمو هذا المهرجان من إدراجه في قائمة الأفلام المتنافسة.
وكان الفيلم الذي أخرجه نبيل عيوش قد عُرض في دول أوروبية منها فرنسا وإيطاليا، كما تسبّب بضجة واسعة في المغرب عندما تم تسريب لقطات منه على الانترنت بالموازاة مع مشاركته في مهرجان كان السينمائي، وذلك لطبيعة المشاهد الجنسية التي تضمنتها المشاهد والكلام النابي الذي تخلّل حواراته، وهو ما ظهر أكثر في نسخة مقرصنة تم تداولها بعد ذلك.
وفضلَا عن منع المغرب لعرض الفيلم، قامت إحدى الجمعيات برفع دعوى قضائية ضد المخرج نبيل عيوش، والبطلة الرئيسية لبنى أبيدار، بتهمة الإخلال بالحياء العام، كما تعرّض الاثنان إلى تهديدات بالقتل، بينما دافع الكثير من السينمائيين المغاربة عن الفيلم باعتباره يدخل في حرية التعبير.
ويتنافس 17 فيلما طويلًا في المسابقة الرسمية، ومنها فيلم “مدام كوراج” للجزائري مرزاق علواش، وهو الفيلم الذي أثار ضجة واسعة في الجزائر بعدما قرّر مخرجه أن يشارك به في مهرجان إسرائيلي، الأمر الذي خلق أزمة بينه وبين وزارة الثقافة، كما يحضر كذلك الفيلم المصري قدرات غير عادية، للمخرج عبد السيد داوود.