علق الكاتب السعودي خلف الحربي على فوز حزب “العدالة والتنمية” التركي في الانتخابات البرلمانية مشيرا إلى أن “تركيا أردوغان” كما أسماها أفضل لنا كعرب ومسلمين من نجاح “قومي تركي” يمكن ان يشاركنا العداء مع إيران وإسرائيل.
وأضاف الحربي في مقال نشره في صحيفة “عكاظ” السعودية الحكومية، أن “موقف أردوغان من القضيتين السورية والفلسطينية موقفا مشرفا وينسجم مع مواقفنا”، متسائلا: “فلماذا نتمنى فوز من يقف الموقف النقيض لمجرد إغاضة بعضنا البعض؟”.
وأوضح الحربي أن “ما يهمنا فعلا هو سياسة تركيا الخارجية وإمكانية كسبها كحليف إقليمي، وما هو أهم من ذلك أن تركيا اليوم قوة اقتصادية وصناعية فتية والتعاون معها مفيد لنا أكثر من كل القوى الأخرى في الإقليم”، داعيا إلى التوقف عن تكبد المزيد من الخسائر غير المبررة.
وتسائل الحربي قائلا: “حتى الآن لا أعرف ما هي مشكلتنا الحقيقية مع أردوغان وحزبه سواء فازوا أو خسروا الانتخابات في تركيا؟، هذه مسألة تخص الأتراك الذين جربوا وعرفوا الديمقراطية منذ سنوات واختاروا من يرونه مناسبا، بينما نحن العرب في الغالب لا نستطيع أن نختار وجبة الغداء ونحدد ما إذا كنا نشتهي اللحم أو الدجاج إذا ما كان مزاج زوجاتنا سيئا”.
وأضاف “سواء كان أردوغان إخوانيا أو ليبراليا أو سلفيا أو شيعيا فهو يحكم من خلال حزبه الذي انتخبه الشعب في دولة مؤسسات تعددية علمانية تستفيد من تنوع أحزابها وأطيافها الفكرية وتبادل الأدوار بين تياراتها السياسية لتحقيق النهضة التي تتطلع إليها الأمة التركية؟.”
واعتبر الحربي أن الوقوف ضد أردوغان وحزبه لمجرد أنهم من الإخوان المسلمين لن يغير شيئا في حركة التاريخ ولن يفيدنا على الإطلاق، وأن ما يهمنا حقا هو الإجابة على سؤال: هل مصلحتنا الوطنية والسياسية نجاح أردوغان وحزبه أم عكس ذلك؟”، داعيا إلى أنه يجب أن نكون منصفين في إجابتنا بحيث لا تكون على طريقة مشجعي كرة القدم.
واستطرد متسائلا: “ما الذي يضرنا إذا كان أردوغان من الإخوان المسلمين؟، هل تركيا دولة تحكمها الأيدلوجيا – مثل إيران – تسعى إلى نشر فكرها في ديارنا أم أنها دولة علمانية تضع مصالحها الاقتصادية فوق كل اعتبار؟، هل يستطيع أردوغان أن يأخذ ليرة واحدة من الأموال العامة لنشر فكر الإخوان في الخارج أو يستطيع توجيه الاستخبارات التركية لأخونة العالم أم أنه ملتزم بتحقيق المصالح القومية العليا لبلاده؟”، مجيبا عن أسئلته بالقول: “نحن المؤدلجون وليس أردوغان إذا كنا سنجيب على هذه الأسئلة بما يتوافق مع أهوائنا وليس مع حقيقة الأحوال في تركيا”.