أكدت مصادر ديبلوماسية غربية أن “القيادة الروسية تعترف لمحاوريها بأن هدف تدخلها العسكري في سوريا هو دعم الرئيس السوري بشار الأسد وحماية قاعدتهم البحرية العسكرية في طرطوس غرب سوريا ومصالحها العسكرية وإعادة دفع نفوذهم في الشرق الأوسط وإظهار شعوب المنطقة أن روسيا لاعب جدي على الساحة الإقليمية، إضافة إلى أمنها الداخلي الذي يجعلها تفضل قتل الشيشان في “داعش” بدلاً من قتالهم في روسيا”.
وأوضحت المصادر انه “على رغم بعض الخسارات التي تكبدتها القوات الجوية الروسية حتى الآن اذ فقدت بعضهم، من المبكر القول إن روسيا في مأزق عسكري في سوريا الآن”، موضحةً أن “مشكلة التدخل الروسي في سوريا أن الروس لا يقاتلون “داعش” بل المعارضة السوريا وهذا يؤدي إلى تقدم “داعش” على الأرض في سوريا وليس تقدم قوات الجيش النظامي السوري ثم أن طريقة الضربات الجوية العسكرية الروسية هي عبر قصف عشوائي”، معتبرةً انه “من المبكر أن نقول انهم في مستنقع في عمليتهم العسكرية، لكنهم سيصبحون بعد بعض الوقت في مأزق عسكري ككل القوات العسكرية الغربية في الشرق الأوسط وقد سقط لهم ضحايا عسكريين كالجميع حتى الآن”. بحسب ما ذكرته صحيفة “الحياة”.
وذكرت المصادر أن “الأكراد في العراق عسكرياً استعادوا كل الأراضي التي كانت تحت سيطرة “داعش” وعندما افرجوا عن رهينة بمساعدة الأميركيين اعتقدوا انهم من البيشمركة، لكنهم لم يكونوا كذلك وكان سيتم إعدامهم في اليوم الثاني لو لم يتم إنقاذهم والبعض منهم كانوا قياديين سابقين من “داعش” تم سجنهم من التنظيم بداعي خيانة فهؤلاء يمثلون مصادر استخباراتية مهمة لأعمال وتنظيم “داعش”، مشيرةً إلى أن “مقاتلي البيشمركة كانوا فاعلين جداً عسكرياً”.
وأشارت المصادر الى أنه “لأول مرة منذ حزيران هناك نقاط ضغط متعددة على “داعش” في العراق في بيجي والرمادي وحوالي الرقة شرق سوريا، ذلك أن التنظيم سيعجز عن مقاومة جبهتين في الوقت نفسه”.
وعن الوضع السياسي في العراق، أوضحت المصادر أن “رئيس الحكومة العبادي مسيطر على الوضع، لكن مشكلته أن ليست لديه قاعدة سياسية قوية فحزبه مستمر في رفض نفوذه وشعبيته بحسب بعض استطلاعات الرأي مرتفعة جداً حتى بين السنة باستثناء الأكراد لأسباب واضحة، وتأتي هذه الشعبية لأنه في أحلك الظروف يقوم بخطوات صعبة مثل الإصلاحات التي بعضها يتم تنفيذها مثل إلغاء بعض الوظائف الحكومية ومحاولة إدخال إجراءات لمكافحة الفساد وتقليص الأجور الرسمية حتى من موظفين في رئاسة الحكومة معه”.
واضافت: “على رغم كل ذلك لا يزال شعبي في الشارع والمرجعية تدعمه حتى الآن، لكن من يخسر مصالحه لا يرغبه”، مؤكدةً إن “لإيران وجوداً من خلال مستشارين عسكريين فيه وزيارات دائمة لقاسم سليماني رئيس “فيلق القدس” في الحرس الثوري في العراق ووزير النقل العراقي السابق هادي العمر رئيس “فيلق بدر” يلتقيه دائماً”، معتبرةً أن “إيران مؤثرة جداً في السياسة العراقية وتبذل جهوداً كبرى للتأثير على البيانات والتصريحات الرسمية لبعض أعضاء البرلمان القريبين من إيران”.
وعن الوضع النفطي في العراق، كشفت المصادر إن “الشهر الماضي استطاع العراق إنتاج أكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم، وهو رقم قياسي بالنسبة لإنتاجه.
أما الأكراد فهم منذ تموز يبيعون نفطاً في شكل مستقل عن الشركة العراقية للتسويق “سومو”، مشددةً على أن “قضية النفط بين الحكومة العراقية والأكراد هي أن الأكراد يبيعون نفط خارج “سومو” بداعي أن الحكومة العراقية لم تدفع لهم مستحقاتهم والحكومة العراقية تقول لهم إنهم أنتجوا كميات أكثر مما كان متفقاً عليها”.