أعلنت السفارة الروسية في القاهرة, مقتل جميع ركاب الطائرة الروسية التي سقطت السبت في شبه جزيرة سيناء وعلى متنها 224 شخصا، وفق ما اكدت مصادر طبية وامنية مصرية.
وفي التفاصيل قالت مصادر أمنية مصرية إن “الطائرة سقطت بطريقة عمودية ما أدى الى احتراق أجزاء منها وانتشار الجثث والأشلاء على مساحة تصل حوالى 5 كيلو مترا”.
وأمر المحامي العام الاول لنيابات شمال سيناء الكلية المستشار عماد الدين منصور اليوم السبت بالتحفظ على حطام الطائرة المدنية الروسية المنكوبة التي سقطت في وقت سابق من اليوم بوسط سيناء.
وذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء أن المحامي أكد التحفظ على الصندوق الاسود الخاص بكابينة القيادة والذي يحتوي على كافة الاتصالات اللاسلكية بين الطائرة وأبراج المراقبة ومحادثات قائد الطائرة ومساعديه وأداء الطائرة وخط سيرها وظروف الرحلة وذلك للوقوف على الاسباب التي أدت إلى سقوط الطائرة وذلك استنادا إلى تقارير صحفية مصرية.
وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري حسام القاويش، قبل قليل، أن فرق الإنقاذ انتشلت العديد من جثث ضحايا الطائرة الروسية التي سقطت بعد فترة قصيرة من إقلاعها، ولم يعثر بينهم على أحياء.
وأكد القاويش، أن الطائرة كانت تقل 214 مواطناً روسياً، وثلاثة من أوكرانيا، مقسمين إلى 138 سيدة و62 رجلاً و17 طفلاً.
وامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت بارسال فرق اغاثة روسية الى موقع تحطم طائرة الركاب في شبه جزيرة سيناء بمصر وعلى متنها 224 شخصا.
واعلن الكرملين في بيان ان بوتين “اصدر اوامر الى وزير الاوضاع الطارئة .. فلاديمير بوتشوف بارسال على الفور وبالاتفاق مع السلطات المصرية طائرات من وزارة الحالات الطارئة الى مصر للعمل في موقع تحطم الطائرة” معزيا “باسى كبير” اقرباء الضحايا، اعلن الحداد.
واعلنت الحكومة المصرية ان طائرات عسكرية مصرية رصدت حطام طائرة الركاب الروسية التابعة لشركة الطيران كوغاليمافيا والمعروفة باسم ميتروييت، قبيل ظهر اليوم في منطقة جبلية في محافظة شمال سيناء.
وصرح مسؤولون في أجهزة طبية طالبين عدم كشف هوياتهم لوكالة فرانس برس ان المسعفين بدأوا “انتشال الضحايا” من هيكل الطائرة بدون ذكر تفاصيل.
وكانت الحكومة المصرية اعلنت في بيان ان “طائرات القوات المسلحة رصدت حطام الطائرة بالقرب من الحسنة في منطقة جبلية”، موضحة انه “تم توجيه 45 سيارة اسعاف الى منطقة سقوط الطائرة لإخلاء حالات الوفاة وأي مصابين بالتنسيق مع القوات المسلحة”.
وقال مسؤول في شركة المراقبة الجوية، السلطة المصرية للطيران المدني، ان الاتصال قطع مع الطائرة عندما كانت على ارتفاع ثلاثين الف قدم (9144 مترا)، اي حسب وزارة النقل المدني بعد 23 دقيقة على اقلاعها من شرم الشيخ.
اختفاء عن الرادار
وصرح سيرغي ايزفولسكي، مستشار رئيس هيئة الطيران المدني الفدرالية الروسية (روزافياتسيا)، من جهته ان “الاتصال قطع اليوم (السبت) مع طائرة ايرباص-321 تابعة لشركة الطيران كوغاليمافيا كانت تقوم بالرحلة رقم 9268 من شرم الشيخ الى سان بطرسبورغ” حيث كان يفترض ان تصل عند الساعة 12,20 (9,12 تغ).
واضاف ان “الطائرة اقلعت عند الساعة 6,51 بتوقيت موسكو (3,51 تغ) من شرم الشيخ وعلى متنها 217 راكبا وطاقم من سبعة افراد وكان يفترض ان تتصل ببرج المراقبة في لارنكا (قبرص) عند الساعة 7,14 بتوقيت موسكو (4,14 تغ) لكن ذلك لم يحدث واختفت الطائرة من شاشات الرادار”.
وتحطمت الطائرة في وسط شمال سيناء حيث معقل الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يشن هجمات تستهدف قوات الامن هناك. لكن خبراء قالوا ان الارتفاع الذي كانت فيه عندما قطع الاتصال معها يجعل فرضية اصابتها بقذيفة او صاروخ مستبعدة.
ومنذ الثورة التي اطاحت الرئيس حسني مبارك، يشهد قطاع السياحة تراجعا في مصر، وتحاول السلطات المصرية انعاش هذا القطاع الحيوي للاقتصاد المصري باي ثمن. وعلى الرغم من عدم الاستقرار السياسي وهجمات الجهاديين، ما زالت المنتجعات الواقعة على البحر الاحمر في جنوب شبه الجزيرة من الوجهات السياحية الرئيسية للبلاد ويرتادها السياح الروس او الاوروبيون الشرقيون الذين يصلون يوميا في عدد من رحلات التشارتر.
وفي مطار بولكوفو في سان بطرسبورغ، قالت ايلا سميرنوفا (25 عاما)، وهي في حالة صدمة، ان والديها كانا في الطائرة. واضافت “انتظر والدي. تحدثت اليهما عندما كانا في الطائرة ثم سمعت الاخبار”.
وتابعت بينما كان اقرباء ركاب آخرين يبكون “سابقى هنا. آمل ان يكونا على قيد الحياة حتى النهاية لكن قد لا اتمكن من رؤيتهما بعد اليوم”.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي ساعد في الجهود لتحديد موقع الطائرة الروسية التي سقطت في محافظة شمال سيناء المصرية(حدودية مع إسرائيل) صباح اليوم السبت وعلى متنها 217 راكباً.
وأوضح أفيخاي ادرعي، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه لوكالة “الأناضول”، “منذ الصباح ساعد الجيش الإسرائيلي، من خلال طائرة استطلاع، في عمليات البحث عن الطائرة الروسية”.
وأضاف بأنه تم “عرض مساعدة إضافية لروسيا ومصر لو تطلب الأمر”.
ولم يدلي المتحدث العسكري الإسرائيلي بمزيد من التفاصيل حول الأمر.