بعد الضجة التي أثارتها الباحثة الأمريكية المسلمة أمينة داوود، بإلقائها خطبة جمعة وإمامتها لمصلين من الجنسين، يوم 18 مارس عام 2005 بنيويورك، وجلبت دعما داخل الولايات المتحدة وغضبا عارما خارجها؛ تزور حاليا الناشطة الأمريكية “أني زونفيلد” المغرب، بغرض البحث عن تزكية من طرف نشطاء حقوقيين وعلماء دين مغاربة من أجل إقامة صلوات مختلطة، وإتاحة الحق للمغربيات في الإمامة وخطب الجمعة.
وعلمت هسبريس أن زيارة الناشطة الأمريكية من أصل ماليزي تقام في أجواء تطبعها السرية، ومتحفظ عن الإعلان عنها في وسائل الإعلام، وذلك مخافة إثارة غضب مغاربة، “قد يعتبرون هذه الخطوة إساءة للدين الإسلامي، لأنها قضية دخيلة على المجتمع المغربي”، تسر مصادر هسبريس.
وتقوم حاليا أني زونفيلد، وهي رئيسة منظمة Muslims for Progressive Values، التي يوجد مقرها بلوس أنجلس، بعقد لقاءات مع نشطاء مغاربة في حقوق الإنسان، إلى جانب بحثها عن لقاءات مع علماء مغاربة من المنتمين إلى المؤسسات الرسمية؛ كما وضعت ضمن أجندتها لقاءات مع ناشطات مغربيات من مختلف التيارات.
وتأتي زيارة الناشطة الأمريكية من أصل ماليزي إلى المغرب، وتنظيمها تلك اللقاءات “السرية”، بغرض طرح فكرة إمامة المرأة للرجال، وإقامة صلوات مختلطة، مع حق المرأة في إلقاء خطب الجمعة في المساجد، وهي خطوة أولية، بحسب ما علمت هسبريس، من أجل النظر في ردود أفعال النشطاء والتوصل بآراء العلماء في طرحها الديني.
أني زونفيلد، ناشطة أمريكية تبلغ من العمر 52 سنة، وهي ابنة سفير ماليزي سابق في الهند، استقرت في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 1981، إذ تابعت دراستها في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية، قبل أن تؤسس عام 2007 منظمة حقوقية تسمى Muslims for Progressive Values ، وتعنى بما تصفه “حقوق الزواج المختلط بين أبناء الديانات وزواج المثليين، إلى جانب المساواة بين الرجل والمرأة في كافة تعاليم الشريعة الإسلامية”.
وتعرف زونفيلد بأنها من النساء المسلمات القلائل في العالم ممن يقمن بإمامة الرجال والنساء داخل المساجد، إذ ترى، وفق مواقفها التي تعلنها على وسائل الإعلام الأجنبية، أن الإسلام جاء ليدعم المساواة الكاملة بين الذكر والأنثى، وهي المساواة التي تطال، من وجهة نظرها، المثليين والأقليات الطائفية والدينية، وهي القضايا التي قالت إنها تدعمها في الولايات المتحدة وخارجها، عبر فروع المنظمة.
وفي إحدى حواراتها، وصفت “أني” نفسها بالمسلمة الليبرالية، و”الفيمين المسلمة التي لا تكره الرجال”؛ فيما أكدت أن العشرات من المسلمين الأمريكيين يقومون بالصلاة وراء نساء دون أن يثير ذلك شهوتهم.. فلماذا نمنع عن المرأة الإمامة وإلقاء خطب الجمعة أمام الذكور؟”؛ فيما ترى ضرورة تغيير وضع المرأة في الصلاة الجماعية بالمساجد، “إذ تصلي دائما في الصفوف الخلفية وراء الرجال، وهو أمر مناف للمساواة”.
هسبريس – طارق بنهدا