وطن (ترجمة خاصة) – عندما ننام ونرتاح يسافر ذهننا إلى أماكن غريبة (وفي بعض الأحيان مريبة).
تعرف الكوابيس على أنها تجربة نفسية صحية حيث تتبادر الكوابيس لمعظم الناس ولكن 6% فقط من الناس تبادرهم الكوابيس بانتظام.
يحدث الكابوس في حالة “النوم رام” وهي عبارة عن حالة النوم التي تحدث عدت مرات خلال فترة النوم وتترافق مع حركة سريعة للعين تحت الجفن وارتفاع بالنبض ونشاط في الدماغ وفيها تحدث الأحلام. وبالعودة للكابوس فإنه ليس مجرد حلم سيء سنتحدث في هذا المقال عن ماذا يجري داخل عقلك أثناء تبادر الكابوس نفسه.
يقول الدكتور زادرا أنطونيو في حديث للهافينغتون بوست وهو عالم نفسي وباحث في المنومات في جامعة مونتريال واخصائي كوابيس. “تعتبر الكوابيس شديدة انفعاليا أكثر من الأحلام السيئة ونفرقها عادة عن الكوابيس بأنها تحدث استيقاظ مفاجئ إما بدافع طبيعة الكابوس او الصور السيئة أو حتى حدة الإحساسات”.
ربما تكون الكوابيس الوسيلة التي يفرغ فيها دماغك عن القلق.
يمكن أن يعتبر تردد الكوابيس كدليل على وجود اضطراب وتوتر ما بعد الصدمة أو مشاكل أخرى متعلقة بالصحة النفسية ولكن في معظم الحالات لا تصلها علاقة بأي مرض عقلي. حيث لا ضير في تواتر الكوابيس في نومك وعلى العكس تماماً يمكن ان تعود عليك بالفائدة. حيث يمكن ان يكون الكابوس عبارة عن وسيلة لتفريغ قلقنا وتوترنا اليومي. فيستعمل دماغنا هذا الخوف والقلق ويحكي قصة عنهما. فعندها تصبح القصة من الذاكرة. ويمكن ان تطفو مشاعر سلبية أخرى غير الخوف مثل العجز واليأس والذنب والغضب حيث يعالج عقلنا هذه المشاعر خلال نومنا.
أحلامك ليست فريدة من نوعها
في دراسة أجريت السنة الماضية في جامعة مونتريال حيث جمعت تقريباً 10.000 حلم من 331 شخص في كندا.
وعبر دراسة هذه الحالات عرَف الباحثون الأفكار الرئيسية الأكثر شيوعاً لكوابيس هؤلاء الأشخاص وعلى الأغلب قد يكون قد بادرك على الأقل واحد من هذه الكوابيس. وبالارتكاز على الدراسة وجد معظم علماء النفس اشتمال الأفكار الرئيسية للكوابيس مثل الحشرات والديدان والملاحقة وموت أحد من العائلة او الأصدقاء او خلافات شخصية والعنف وشعور بشيطان او أمور متعلقة بالصحة. يقول أنطونيو “تتضمن كوابيسنا مخاوف عالمية يشعر بها الجميع”.
لن تفيدك كثيراً محاولة تفسيرك للأحلام
رأى فرويد الأحلام كنافذة للعقل اللاوعي وأذهله مجال تفسير الأحلام. حيث اعتبر العالم النفسي ان الأحلام تحمل معلومات عن اللاوعي (وبالغالب تتعلق بالجنس) والرغبات والمخاوف.
ومنذ زمان فرويد إلى الآن فشلت الأبحاث بدعم فكرة احتواء الاحلام على رموز خاصة ذات معاني عالمية وهجر علماء النفس تفسير الأحلام.
حيث أنه من المغري فتح كتب تفسير الأحلام للبحث عن تفسير صورة ما قد تبادرت لذهنك في المنام وعلى الأغلب لن يساعدك التفسير على تحليل أحلامك بطريقة وافية المعنى.
وأضاف أنطونيو قائلاً بأنه لا يعني ذلك ان الأحلام لا تحمل معاني حيث وبلا شك تحمل معاني مجازية ولكن تختلف طريقة عرضها من شخص لآخر.
يميل الرجال للحلم عن الكوارث الطبيعية بينما تحلم النساء بمشاكل العلاقات.
وجدت دراسة في جامعة مونتريال أن الكوارث هي واحدة من الأفكار الرئيسية الشائعة في الكوابيس. حيث أظهرت البيانات ان الرجال لديهم الأرجحية في رؤية الكوارث حيث وبنسبة 9.4% من الرجال قد وارتدهم كوارث في نومهم بينما 4.7 من النساء قد واردتهن تلك الكوارث. ووجدت دراسة سابقة ميل الرجال لرؤية حروب وإرهاب في مناماتهم.
وعلى الأرجح تتبادر إلى النساء منامات عن الخلافات الشخصية.
فيقول أنطونيو “من الشائع أكثر تضمن كوابيس النساء جدالات حادة عن العائلة والأصدقاء والزملاء”.
ارتباط الكوابيس ببعض اضطرابات النوم.
أكبر مشكلة للكوابيس عادة بأنها مسببة للتقليل من جودة النوم والذي يحدِث خمولاً في اليوم التالي. ولكن في بعض الحالات النادرة يمكن ان يحتد الأمر.
عند تكرر واشتداد الكوابيس يمكن أن يعاني الفرد من اضطراب الكوابيس. وهذا النوع من الباسومنيا هو واحد من أنواع اضطراب النوم الذي يتضمن ازعاجات خلال محاولة النوم او النوم في وحتى الاستيقاظ.
تتضمن اشكال أخرى من الباراسومنيا مثل هلع النوم والذي يجعل النائم يجلس ويبكي او يحاول الفرار من الغرفة عند النوم. وحالة نادرة من اضطرابات النوم المتعلقة بالكوابيس هي هلوسات النوم والتي فيها يرى الشخص صوراً عند نومه او استيقاظه ما ينتج عنه شعور بالخوف والتوجس.
هنالك العديد من الأمور المزعجة في الحياة أكثر بكثير من الكوابيس بكل ما تشتمله من صور متوعدة ومنطق الأحلام العجيب. ولكن في المرة المقبلة وقتما تستفيق من نومك وقلبك يخفق حثيثا فقط تذكر أنك لست الوحيد الذي تتبادر له تلك الكوابيس.