وعد الأحمد – وطن (خاص)
بقدر ما يبدو المسؤولون الأمريكيون أقوياء أمام العالم، بقدر ماهم خبثاء يتصنّعون الغباء وعدم المعرفة بما يجري في سوريا، وهذا ما بدا واضحاً من خلال جلسة استماع في لجنة الخدمات العسكرية للكونغرس حول استراتيجية الحكومة الأمريكية في سوريا حضرها وزير الدفاع الأمريكي “آش كارتر” والجنرال “جوزيف دانفورد” أعلى رتبة عسكرية في الجيش الأمريكي بتاريخ 27/ 10/2015 واستجوب فيها سيناتور يُدعى “غراهام” المسؤوْلين الأمريكيين بجرأة وصرامة.
وبدأت الجلسة التي بُثت على موقع ( يوتيوب) وترجمها “عبد الله ابراهيم” بسؤال وجهه السيناتور إلى دانفورد حول إمكانية توفير أمريكا لغطاء جوي للذين تدربهم لقتال داعش، فأجابه: “نعم سنقوم بذلك” وسأله ثانية فيما إذا كان هؤلاء المقاتلين يريدون إسقاط الأسد” فأجابه مراوغاً:”المقاتلين الذين ندعمهم الآن يركّزون على داعش” ولكن السيناتور كرّر السؤال بصيغة أخرى قائلاً: “هل عندهم هدف إسقاط الأسد” فرد أعلى شخصية عسكرية في أمريكا لا أعرف، وهنا باغته السيناتور متساءلاً: “مالذي تعنيه بأنك لا تعرف” فأجابه لا أعرف، لأن الأشخاص الذين ندعمهم…..” وبدأ بالتلكؤ دون أن يكمل الإجابة، ليعاود السيناتور سؤاله: “ألا تظن أن الناس في سوريا يريدون شيئين اثنين: أن يقاتلوا داعش وأن يتخلصوا من الأسد الشخص الذي قتل 250 ألف شخص سوري وعائلاتهم”-يبدو أن معلومات السيناتور الأمريكي فيما يتعلق بضحايا الاسد قديمة- وتابع: “هل هو لغز يصعب فهمه” فرد دانفورد: “لا إنه ليس لغزا ” وقبل أن يكمل إجابته يسأله مجدداً:”حسناً هل ستقاتل روسيا وإيران إلى جانب الأسد” فيوضح دانفورد قائلاً: “روسيا وإيران تقاتلان فعلياً مع الأسد” وبلغة التسويف يسأل السناتور:”هل سيقاتل حزب الله مع الأسد” فيرد المسؤول الأمريكي بالإجابة نفسها”
وهنا يتابع السيناتور تساءلاته :”هل ترى أي تهديد عسكري جدي بهدف إسقاطه يا جنرال دانفورد” فيجيبه دانفورد متجاهلاً ما يجري ولمن السيطرة الحقيقية على الأرض:”أظن أن توازن القوى العسكرية على الأرض الآن في مصلحة الأسد” فيعلق السناتور”ليس لمصلحته فقط بل هو آمن ومطمئن طوال اليوم” ويخبط السيناتور الطاولة متوجهاً بالكلام لزملائه في الكونغرس الأمريكي: “هذا ما يحصل يا سادة هذه الإستراتيجية فاشلة تماماً” موضحاً ذلك بالقول إن” “روسيا وإيران وحزب الله سيقاتلون دفاعاً عن رجلهم، ولن نقوم بفعل أي شيء لمساعدة أهل سورية الذين يريدون تغييرها للأفضل عن طريق التخلص من الديكتاتور في دمشق” ،
وينتقل عضو الكونغرس إلى وزير الدفاع كارتر ليسأله إن كان يتوقع بطريقة أن تقاتل أمريكا لدعم مجهود يهدف إلى إسقاط الأسد، وهل يمكن أن يحدث هذا على المدى البعيد فيجيب الوزير أن “هذه الجهود لا تتعدى الجهد السياسي نظرياً” وبتابع “برنامجنا للتدريب والمساعدة يدعم الذين يقاتلون داعش” وينهي السيناتور استجوابه بالقول: “إذا كنت أنا الأسد فسيكون هذا يوماً سعيداً بالنسبة لي، لأن الحكومة الأمريكية قد صرحت بشكل غير مباشر أنهم لن يقاتلوا لتغييري، وكذلك سيكون هذا الأمر مفرحاً للروس والإيرانيين وحزب الله لأن رجلهم- كما قال- “لا يتعرض لتهديد عسكري حقيقي”.
وختم السناتور بقنبلة كلامية متهماً أعضاء الكونغرس بمشاركة أوباما بأنهم قاموا بتسليم سوريا لروسيا وإيران، وتابع بنبرة مؤثرة:”كل ما أستطيع قوله أن هذا يوم حزين بالنسبة لأمريكا، والنتيجة ستكون كارثية على المنطقة فهذه الإستراتيجية المنقوصة غير ملائمة في أفضل حالاتها”.