اهتمت مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام في تونس، بقضية المحامي منير بن صالحة الذي تم ايقافه عن العمل، من قبل الهيئة الوطنية للمحامين بحجة ظهوره المتكرر في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة.
وذكرت الهيئة في بيان لها، أن هذا” الظهور المتكرر وتلك التصريحات خالفت مرسوم المحاماة وأخلاقياتها” واعتبرت أن “ما يقوم به منير بن صالحة، في ظهوره التلفزيوني المتكرر في المدة الأخيرة، وتصريحاته المتتالية دون استشارة عميد المحامين، مخالف لمرسوم المحاماة وأخلاقياتها”.
وكان بن صالحة قد ظهر في بعض القنوات، وحاول الدفاع عن الرئيس السابق زين العابدين بن علي، مبرئًا اياه من كل ما ينسب له من جرائم، وفق مراقبين.
وقال إن” الإساءة الوحيدة التي اقترفها بن علي بحق الشعب التونسي، كانت بعد خروجه من تونس، وهي تكليف محامٍ لبناني للدفاع عنه”.
وفي أول رد فعل له على قرار ايقافه عن ممارسة مهنة المحاماة، وتسليم القضايا التي بعهدته لمحامٍ آخر، ذكر بن صالحة أن سبب احالته على عدم المباشرة “ايقافه عن العمل” هو وجود بعض المحامين المحاربين الذين حاولوا اخماد صوتي”، وأصر بن صالحة على تمسكه بتصريحاته السابقة التي وصف فيها الثورة بأنها “مجموعة من الانقلابات”.
وشدد على أن ايقافه عن العمل في مهنة المحاماة له “خلفيات سياسية وانتخابية” وأنه يحيط عميد المحامين كتابة وشفاهة بمشاركاته في وسائل الإعلام.
ولم تكن تصريحات بن صالحة، حول الثورة التونسية، وبن علي، فقط من جلبت السخط عليه، بل دفاعه عن رموز النظام السابق أيضًا مثل سليم شيبوب، حيث أكد على أن” سليم شيبوب بريء، وسجنه تم ليس بسبب جريمة ارتكبها بل لأنه صهر بن علي”.
ويلوم البعض بن صالحة لأنه أنكر الجرائم التي ارتكبها بن علي بحق أبناء الشعب التونسي، ولا سيما من تعرضوا للسجون والتعذيب، والتهجير والحرمان من جوازات السفر والملاحقات الأمنية والحرمان من العمل لا لشيء سوى أنهم يخالفون طريقته في حكم البلاد، “تجاهل منير بن صالحة إساءة الرئيس المخلوع للشعب التونسي وما عاشه في ذلك العهد، ولم يرَ له من إساءة سوى أنه كلف محاميًا لبنانياً للدفاع عنه ولم يكلف بن صالحة”، وهو ما ورد على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الانترنت.
وكان بن صالحة قد ذكر في احدى مشاركاته في برنامج “لاباس” بقناة الحوار التونسي، أن بن علي “أساء لتونس عندما جعل من يترافع عنه محامياً من أصل لبناني وليس تونسيًا”، وأن” المحاماة التونسية لها قدرات تجعله لا يلتجئ لمحامٍ لبناني”, وأن “الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، رافع عنه ألف محامٍ مصري”.
ولم يسمِ بن صالحة، بن علي بـ”المخلوع”، كما يصفه معظم التونسيين، وقال إنه “رئيس سابق”, رغم أن كلمة الخلع لا تختلف كثيرًا عن الانقلاب كما يريد هو تسمية ما جرى، حسب مراقبين.
وعلى إثر تلك التصريحات، أكد بن صالحة، لإذاعة شمس، أنه تلقى تهديدات عديدة مباشرة بعد ظهوره في برنامج ،لاباس، بقناة الحوار التونسي، “تلقيت اتصالات هاتفية من قبل أشخاص يملكون المعلومة طلبوا التزام الصمت”، ورفض الإفصاح عن هوية من يقفون وراء تهديده.
كما ذكر بأنه ليس المحامي الوحيد الذي يظهر في وسائل الاعلام بصفة مستمرة”، محامون يظهرون يوميًا في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، منهم من لديه فقرة في برنامج إذاعي، وآخر في برنامج تلفزي، وآخرون في برامج رياضية، بالاضافة للمدافعين الشرسين عن قضايا التحيل والإرهاب”، حسب قوله.
المحامية ليلى حداد، اعتبرت أن بن صالحة أساء لمهنة المحاماة، وقالت “منير بن صالحة أساء لهذه المهنة من خلال إهانته للشهداء، وأساء لهذه المهنة بتحريفه لمحاضر استنطاق المتهمين في قضايا الشهداء، وخاصة القيادات الأمنية التي ثبت تورطها من خلال الاستنطاقات وشهادات الشهود من الأمنيين، وتسجيلات لهواتفهم الجوالة بأسمائهم بإسداء التعليمات بقتل المتظاهرين”.
واتهمته بأن لعابه يسيل من أجل المال”، أمثاله مجني عليهم بسيل لعابه على جني المال وتسوله لإنابة رجال المخلوع، ومناشدته لبن علي بأن يجعله في قائمة محاميه”، وفق تعبيرها.