شهد حي الكيمان بمدينة الفيوم المصرية جريمة قتل بشعة، عندما قامت سيدة سورية بطعن زوجها وتركه ينزف، وفرت هاربة، وظل الزوج ينزف وهو يهرول وراءها حتى سقط قتيلاً وسط الشارع.
كان اللواء ناصر العبد، مدير أمن الفيوم، تلقى إشارة من مستشفى الفيوم العام بوصول المدعو “رياض يوسف قرطل”، 28 سنة، سوري الجنسية، جثة هامدة نتيجة إصابته بطعنة نافذة أدت إلى قطع الشريان الرئيسي وحدوث نزيف شديد.
على الفور، تم تشكيل فريق بحث وتحرٍ تحت إشراف اللواء حسام عبد اللطيف، مدير إدارة البحث الجنائي، وتبين من تحريات المقدم وائل عبد الحي، رئيس مباحث قسم شرطة الفيوم، أن القتيل سوري الجنسية جاء إلى مصر بصحبة عائلته وعدد آخر من السوريين، هرباً من الحرب الدائرة في بلادهم، واستقر بهم الحال إلى الإقامة بمساكن التعاونيات بمنطقة “كيمان فارس” دائرة قسم الفيوم.
وأضافت التحريات، أن هناك خلافات شديدة بين المجني عليه وزوجته “مجيدة فهد قرطل” وهي ابنة عمه، وزادت تلك الخلافات بعد علم الزوجة أن زوجها تزوج عليها من سورية أخرى، ويوم الحادث نشبت مشادة بين الزوجين، قامت على إثرها المتهمة بطعن زوجها طعنة نافذة وتركته ينزف ولاذت بالهرب.
وعقب انتهاء التحريات المبدئية، وإخطار النيابة العامة، انتقل فريق من النيابة تحت إشراف المستشار أيمن ممدوح، المحامي العام لنيابات الفيوم الكلية، إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام، وقام بمعاينة الجثة، ثم انتقل فريق النيابة إلى مسرح الحادث لمعاينته والاستماع إلى الشهود من الجيران، وتقرر تكليف الطب الشرعي بتشريح الجثة وإعداد التقرير اللازم عن سبب الوفاة والأداة المستخدمة في الحادث، وتكليف المباحث بضبط وإحضار المتهمة الهاربة، وإجراء التحريات النهائية اللازمة حول الواقعة وظروفها وملابستها.
يقول سيد فتحي– شاهد عيان– وصاحب ورشة مجاورة لمنزل الضحية: “إنه فوجئ بالمجني عليه يخرج مهرولاً من منزله غارقا في دمائه قائلاً: قتلتني.. قتلتني”، مضيفاً: “أن زوجته خرجت بعده بلحظات متخفية أثناء اتصالنا بالإسعاف والنجدة”.
وأضاف: “أن الضحية فارق الحياة قبل نقله للمستشفى”، موضحاً أنه كان على خلاف مع زوجته وتحديداً بعد أن تزوج عليها.
من جانبه، قال والد الضحية يوسف محمد قرطل: “هربنا من الحرب الدائرة في سوريا وأتينا إلى مصر هربا من جحيم داعش، واستقر بنا الحال في الفيوم”، مضيفا: “كان ابني يخرج يوميا للعمل في أي مهنة حتى يوفر حياة كريمة لأسرته، فكان يعمل في مقهى، ومرة في مطعم”.
وتابع: “اكتشف ابني أن زوجته تخونه مع أحد الأشخاص المقيمين بالقرب من منزله، وواجهها بشكوكه، فأنكرت، وبعد أن زادت الخلافات بينهما تزوج ابني من أخرى، ويوم الحادث توجه إلى المنزل ليجد زوجته في أحضان هذا الشخص، فقامت بقتله”، مؤكدا أنه اتهمها رسميا في النيابة بقتل ابنه بمساعدة عشيقها.
إلى هنا انتهى حديث والد الضحية، إلا أن تحريات المباحث مازالت جارية للتوصل إلى الحقيقة، ويبذل رجال الأمن جهودا كبيرة لضبط الزوجة المتهمة، وفك لغز ارتكابها لجريمة قتل زوجها.