نقل موقع مجلة “فورين بوليسي” عن دبلوماسي رفيع في وزارة الخارجية الأميركية، قوله إن الأوضاع الإنسانية الكارثية في اليمن جعلت السعودية “أكثر جدية” في إيجاد حل سياسي للصراع الدائر هناك.
وقالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، آن باترسون، يوم أمس، إن “هناك بعض العلامات المشجعة” على أن الرياض عازمة على إنهاء الصراع في اليمن، وأضافت أن معظم السعوديين أدركوا أخيراً أن اليمن بات مشكلتهم، ويفهمون أنه لا يمكن للحرب أن تستمر لفترة أطول، لأنه “من الممكن أن يتحول اليمنيون ضدهم، وسيكون السعوديون ملزمين بإعادة بناء البلاد”.
وقد عكست تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره البريطاني فيليب هاموند ملامح التحرك الجديد بخصوص اليمن عن ظهور مؤشرات قرب وقف العمليات العسكرية، ومنها “قبول الحوثيين وعلي عبدالله صالح قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والدخول في محادثات الأمم المتحدة على هذا الأساس”، مضيفا “كما إننا نرى المكاسب التي تحققت على الأرض، معظم الأراضي اليمنية التي سيطر عليها المتمردون جرت استعادتها”.
أما هاموند، فأكد أن العمليات العسكرية في اليمن “تقترب من نهايتها”، مضيفا، عقب محادثات مع الملك سلمان ومسؤولين سعوديين: “نلاحظ أن المرحلة العسكرية في هذه الحملة تقترب من نهايتها، لأنه بات لقوات التحالف موقع عسكري مهيمن في البلد”.
فيما أفاد تقرير “فورين بوليسي” أن هذا التحرك تزامن مع بروز أدلة جديدة مثيرة للقلق على تصاعد التكلفة البشرية للحرب، وأن الأمم المتحدة تقدر أن نحو 5600 مدني على الأقل قتلوا منذ بدء الحرب في آذار الماضي. ويواجه أكثر من 535000 طفل يمني سوء التغذية والمجاعة المميتة، وفقاً لليونيسف.
وأكدت باترسون أن المحادثات الرامية إلى إنهاء شهور من القتال في اليمن ستبدأ في جنيف نهاية أكتوبر الجاري تحت رعاية الأمم المتحدة، مضيفةً: “نحن نتحدث إلى السعوديين في كل وقت عن ذلك”، مشيرة إلى زيارة وزير الخارجية جون كيري للسعودية يوم السبت المقبل.
وتقول المجلة إن المنظمات الإنسانية لا تزال تدق ناقوس الخطر بشأن الأوضاع الكارثية لليمن. ويقدّر برنامج الغذاء العالمي أن 13 مليون شخص لا يحصلون على غذاء كافٍ. وتقول الأمم المتحدة إن 1.3 مليون يعانون من “سوء التغذية”، بينما عدد الضحايا المدنيين منذ آذار الماضي هو 2600 شخص بينهم 502 من الأطفال، وفقاً للأمم المتحدة.
وتابعت المجلة أن الوضع بات يسبّب إحراجاً للولايات المتحدة التي ساعدت الحملة السعودية بالدعم اللوجستي والاستخباري والدعم السياسي، في وقت دُمر فيه مستشفى تدعمه منظمة “أطباء بلا حدود” في شمالي اليمن، ما ترك نحو 200ألف من اليمنيين من دون خدمات الرعاية الصحية في مدينة صعدة.
ويرى محللون ومتابعون أن الحرب في اليمن أنهكت جميع الأطراف المتصارعة وأثقلت كاهلهم وخلفت أوضاعا إنسانية كارثية وتدميرا هائلا للبنية التحتية، مما يستوجب إنهاءها قبل أن يفقد الجميع السيطرة عليها.
وقد فشلت المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة في يونيو الماضي بسبب رفض الحوثيين تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعاهم إلى الانسحاب من المدن، بما في ذلك صنعاء.
تعليق واحد
c est l’iran qui doit payer la reconstruction car elle est responsable de cette tragedie