رأى الكاتب ستيفن سايمون أن الغارات الروسية تمثل فرصة لأمريكا كي توقف إطلاق النار, ورغم ما تقوله واشنطن من أن الروس سيجدون أنفسهم عاجلا أم آجلا في “مستنقع” سوريا، إلا أن موسكو نجحت في فرض حقيقتين على الأرض حسب ما نشره موقع “فورين أفيرز”
الحقيقة الأولى.. تخريب فكرة إنشاء مناطق آمنة ومنطقة حظر جوي، ولم يكن في نية الولايات المتحدة القيام بأي منهما, أما الحقيقة الثانية، فهي أن الروس يقومون بضرب الجماعات التي يلقى بعضها دعما من الولايات المتحدة وكانت تضغط على نظام الأسد قرب دمشق.
وهذه مشكلة كبيرة وعقبة للتعاون الأمريكي مع الروس. ويعتقد الكاتب أن ثلاثة من اللاعبين في سوريا، روسيا وأمريكا ونظام الأسد، تتلاقى مصالحهما. لكن الضربة الروسية لجماعات المعارضة شكلت عقبة.
ويرى المسؤولون الأمريكيون أن الطائرات الروسية استهدفت هذه الجماعات لأنها كانت تشكل تهديدا مباشرا على النظام السوري وليس لأنها تتعاون مع الولايات المتحدة.
ويشير إلى أن إستراتيجية روسيا في القصف ليست متناسقة، فهي تتراوح بين ضرب جماعات المعارضة السورية إلى “تنظيم الدولة” الذي بدأت تستهدفه قرب حلب.
والهدف من إستراتيجية القصف هي التخفيف عن القوات السورية بشكل تسمح للنظام لإعادة ترتيب قواته وبناء تماسك داخلي يمكن الحكومة من الصمود والاستمرار.
ومن أجل وقف الهجمات الروسية ضد جماعات المعارضة على أمريكا إقناع الأخيرة بوقف الهجمات ضد النظام، وهو أمر غير معقول حتى يوقف النظام وقف ضرباته عليهم.
ويرى الكاتب هنا أن النظام معروف بمكافيليته ولديه استعداد لأن يدخل في اتفاقيات هدنة كما فعل في اللاذقية وحمص وحماة ومناطق حلب.
ويحاول الموافقة على ترتيبات مشابهة في درعا التي انطلقت منها الثورة أول مرة قبل أربعة أعوام. ورغم أن كل اتفاقيات الهدنة لم تعمر طويلا بسبب فقر القيادة والسيطرة من كلا الجانبين.
وفي المناطق التي نجحت فيها اتفاقيات الهدنة أدت إلى وقف العنف وإنقاذ أرواح وخلقت مناخا لحل سياسي مع أنه لا حل سياسي في الأفق الآن.
وفي حالة تم التوصل لوقف إطلاق نار جزئي أو محلي وترافق هذا مع تكثيف الضربات على “تنظيم الدولة”، فالوضع سيكون جيدا. ويعتقد أنه من الأفضل لو تم التوصل لاتفاقات وقف إطلاق نار في المناطق التي يتنازع عليها النظام مع قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة.
وعلى الأخيرة أن تستخدم علاقتها مع بوتين ونفوذها على الجماعات الوكيلة لتحضير هذه لفكرة الهدنة. وحتى يتحقق هذا على واشنطن إقناع موسكو وقف هجماتها ضد الجماعات المعتدلة.
وبعد ذلك تقوم الولايات المتحدة بربط الدعم العسكري للمقاتلين بالموافقة على وقف العمليات القتالية. ويرى الكاتب أن كل الأطراف لها مصلحة في الحفاظ على الهدنة من أجل وقف تقدم الجهاديين.
ولو نجحت الجهود، فستكون أفضل من صحوات العراق التي استغلها الجنرال ديفيد بترايوس ولم تعمر طويلا بسبب موقف الحكومة الشيعية، وهو ما دفع الكثير من أفرادها للجوء إلى “القاعدة”.
وبخلاف العراق، ففي سوريا تُكنَ الجماعات المعارضة كراهية لـ”تنظيم الدولة”، وإن حصل تعاون تكتيكي بينهما في بعض الأحيان.
وبناء على هذه الظروف، فقد يكون من المناسب أن يقوم الرئيس باراك أوباما باستكشاف فكرة طرح وقف إطلاق النار التي لن تحمي أرواح المدنيين فقط، ولكنها ستفتح المجال أمام تعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في قتال “تنظيم الدولة” وفتح الطريق أمام تسوية سياسية في الوقت نفسه.