قال حزب الدعوة الاسلامية انه سيحرك دعوى قضائية ضد قناة “الجزيرة” القطرية لتهجمه على زعيمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي واتهامه بالاشراف على قتل الاف العراقيين من خلال برنامج “الصندوق الاسود ” الذي بثته القناة الخميس الماضي.
وقال الحزب إن الفيلم الوثائقي الذي عرضته الجزيرة يأتي “تماشيا مع نهجها التحريضي والمعادي للعملية السياسية في العراق ومحاولة منها للانتقاص من الانتصارات التي يحققها العراق في مواجهة اعتى التنظيمات الإرهابية”. واضاف ان الجزيرة “باتت تقف ظهيرا ووجها اعلاميا اخر لهذه التنظيمات للترويج ومعاداة الاطراف التي تتصدى له اذ يلاحظ من توقيت انتاج هذا البرنامج شعورها بهزيمة هذا التنظيم الارهابي على يد القوات العراقية وابطال الحشد الشعبي فحاولت اشغال الراي العام العربي والعالمي بطرح افكار ومضامين تهدف الى التاثير على هذه الانتصارات وتقليل الوهج الاعلامي المؤيد لها”.
واشار الحزب في بيان صحافي تلقت “أيلاف” نصه الثلاثاء ان “الفيلم يتضمن اساءة واضحة متعمدة الى ابرز رموز العملية السياسية في العراق وهو الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية الاستاذ نوري المالكي دون مراعاة لابسط قواعد ومعايير العمل الاعلامي التي تدعي الجزيرة زورا حرفيتها ومهنتيتها فيه فاكدت مرة اخرى سقوطها في خانة الاعلام المضلل والمشوه للحقائق بعد ان سمحت لنفسها ولغايات مكشوفة التحدث بجهل قل نظيره عن تاريخ حزب عريق في الساحة السياسية العربية والاسلامية توج مسيرته بالجهاد والتضحيات والعطاء”.
وقال ان “قناة الجزيرة بافترائها واساءتها لرمز من الرموز الوطنية وهو الامين العام لحزب الدعوة الاسلاميه الاستاذ نوري المالكي قد كشفت عن هويتها العدوانية البعثية واثبتت للجميع وقوفها بالضد من طموحات الشعب العراقي عبر تلفيقها بصورة فجة اتهامات مكذوبة لرجل صوت له مئات الالاف من العراقيين”. واشار الى ان “الجزيرة التي لاتزال تتباكى على ماضي البعث المجرم الملطخ بدماء ابناء الشعب العراقي وشعوب دول الجوارقد انتجت وثائقي (الصندوق الاسود) واعدته ونفذته بطريقة بعثية الخطاب ونهج معاد لمسيرة حزب كان نصيبه منه احواض التيزاب والاعدامات، وهي بما قدمته من وثائق مزورة لا اساس لها من الصحة واتهامات ومزاعم بارتكاب جرائم بلا ادلة تؤكد وجود بصمات بعثية وراء هذا الوثائقي”.
وشدد حزب الدعوة على انه “يحتفظ بحق مقاضاة قناة الجزيرة على ما ورد من اتهامات واكاذيب سعت من خلالها المساس بتاريخ حزب الدعوة الاسلامية وحاولت تشويه مسيرة قادته ورجاله كما يحتفظ الحزب بحق اقامة الدعوى القضائية ضد القناة والقائمين على اعداد الفلم لدى المحاكم المختصة وتحميل الجزيرة مسؤولية المساس بتاريخ الحزب وسمعة قادته”.
الجزيرة : المالكي مسؤول عن قتل الاف العراقيين
وكان البرنامج الوثائقي “الصندوق الأسود” الذي عرضته الجزيرة الخميس الماضي قد كشف أسرارا تعرض لأول مرة عن تاريخ الذي قال انه لا يزال يتصرف وكأنه زعيم البلاد فرغم أنه فقد كل مناصبه السياسية الرسمية، فقد ظل رجل الظل الأقوى القابض على مفاصل الدولة.
واستعرض البرنامج أبرز المحطات التاريخية في حياة المالكي الظاهرة منها والخفية بدءا من انضمامه إلى صفوف حزب الدعوة عام 1968 ثم توليه رئاسة اللجنة الجهادية للحزب في الخارج وهي التي خططت لضرب المصالح العراقية في الداخل والخارج وانتهاء بما يتعلق بحقبة حكمه في العراق.
واشار الى انه في هذه الحقبة ومع ارتفاع صوت الطائفية في 2006 شهد العراق صراعا عنيفا حصد أرواح آلاف العراقيين أدركت واشنطن أن رئيس الوزراء آنذاك إبراهيم الجعفري غير قادر على قيادة المرحلة، وبحثت عن بديل واستقر رأيها على المالكي لوجود توافق بين القيادات السياسية الشيعية عليه.
واضاف البرنامج ان المالكي سعى أثناء ولايته الأولى إلى تكريس الطائفية داخل العراق إقصاء وقتلا حيث أدار فرقا للقتل والاعتقالات تأتمر بأوامره وأنشأ سلسلة من السجون السرية تديرها المليشيات الشيعية تسببت بمقتل 75 ألفا بينهم 350 عالما و80 طيارا عبر معلومات وفرها
ومن بين الوثائق التي كشفها البرنامج ما يكشف عن مسؤولية المالكي في دخول تنظيم الدولة الإسلامية وانتشاره في العراق ففي تقرير صادر عن لجنة تحقيق برلمانية عليا تمت التوصية بإحالة نوري المالكي إلى القضاء العراقي باعتباره المتهم بتسليم الموصل لتنظيم الدولة دون قتال في حزيران (يونيو) عام 2014. وقال ان نجاح المالكي في إحكام قبضته الأمنية على العراق يعود إلى مليشيا شيعية تخضع لأوامره مباشرة . كما يكشف التحقيق كيف ساهمت الظروف والأحداث في صعود نجم المالكي بعد وصول صدام حسين إلى سدة الحكم في العراق وآية الله الخميني في إيران بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وانتقال حزب الدعوة إلى الحضن الإيراني وتبنيه العمل المسلح. واوضح انه في أعقاب إعدام زعيم الحزب محمد باقر الصدر عام 1980 من قبل النظام العراقي حدث انقلاب في مسيرة الحزب الذي قرر تشكيل جناح مسلح لمواجهة النظام ورموزه حيث تشكلت اللجنة الجهادية بقيادة المالكي وهدفها مصالح العراق في الداخل والخارج، كانت عملية جامعة المستنصرية في بغداد في 1980 باكورة أعمالها العسكرية بمحاولة اغتيال طارق عزيز أحد قيادات حزب البعث آنذاك. في غضون ذلك انطلقت الحرب العراقية الإيرانية وفيها تعاظمت عمليات الحزب داخل العراق وانضم عدد من عناصره إلى صفوف الجيش الإيراني في قتال الجيش العراقي.
واضاف برنامج “الصندوق الاسود” الذي عرضته قناة الجزيرة في الختام انه بعد سقوط صدام عام 2003 عاد المالكي إلى العراق بعد أكثر من عشرين عاما في الخارج تحت المظلة الأميركية وعاد حزب الدعوة إلى ممارسة العمل السياسي وقد اختاره الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر لشغل منصب نائب رئيس لجنة خاصة لاجتثاث عناصر حزب البعث وهنا لمع نجم المالكي في عالم السياسة. واشار الى انه تحت ذريعة محاربة البعث، تمت تصفية عدد من الشخصيات من طرف المالكي بهدف إقصائهم من أي دور سياسي في العراق مستقبلا.
تعليق واحد
تسقط قناة الحقيرة الداعشية الإرهابية.