أشارت مجلة “سلايت” الفرنسية إلى النجاح الذي تحرزه فصائل “المعارضة السورية المعتدلة” في وجه القصف الروسي ونجاحها في إحراز تقدم واضح مقابل تراجع قوات النظام المدعوم من روسيا وإيران.
وقالت المجلة، في سياق تقريرها المنشور عبر موقعها الإلكتروني، إن التدخل الروسي العسكري لدعم بشار الأسد، رافقته هالة إعلامية كبيرة، وحديث عن سيطرة روسيا على الموقف، وعن إحرازها تقدما سريعا ضد الثوار، وتنظيم الدولة أيضا، غير أنه بعد أسابيع قليلة تبين أن فصائل الثوار هي من تحرز تقدما.
وبحسب التقرير، فإن الفصائل المقاتلة تسيطر على زمام الأمور، حيث تتقدم شمال دمشق، بما فيها الأحياء التي يعيش فيها المقربون من بشار الأسد، ما تسبب في خلافات حادة بين جنرالات الحلفاء الثلاثة، السوريون والروس والإيرانيون.
وترجع أسباب النجاح غير المتوقع لفصائل المقاتلة؛ إلى توقفها عن التصارع في ما بينها، وتوحدها ضد عدو مشترك، كما أنها أيضا استفادت من المعدات التي تسلمتها من السعودية وأمريكا، والمتمثلة خاصة في صواريخ “تاو” المضادة للدبابات، والتي أكسبتها تفوقا كبيرا ميدانيا على دبابات النظام السوري، بالإضافة إلى أن الضربات الجوية لا تحسم حربا إذا لم ترافقها قوة برية مدربة ومتحمسة للقتال-وفقا للمجلة.
وأكد التقرير أن صمود المعارضة المعتدلة أذهل كلا من جنرالات النظام السوري، وقادة حزب الله، والحرس الثوري الإيراني، والضباط الروس. وقد اعترف بوتين ضمنيا بصلابة فصائل الثوار حين قال: “جيش النظام يحرز تقدما مستعينا بضرباتنا الجوية، لكن تبقى المكاسب متواضعة”.
ونقلت المجلة عن مقاتل في “المعارضة المعتدلة”، يدعى رشيد محمد، قوله: “إن تحرير مدينتين في شمال حماة لم يأت صدفة. لقد أعددنا لهذه العملية منذ بداية الغزو الروسي، وقد اخترنا سياسة الهجوم على سياسة الدفاع”.
ونقلت عن رائد الصالح، قائد كتيبة “تجمع العزة”، قوله: “لقد تنصتنا على وسائل الاتصال بين الجيش الروسي وقوات النظام، فعلمنا أن جنرالا روسيا أقال يونس جمال، وهو جنرال بقوات النظام، في إحدى المكالمات التي جرت بينهما”.
واختتمت المجلة بقول “إن اشتداد المعارك بين الفصائل المعتدلة من جهة، والتحالف الروسي السوري الإيراني من جهة أخرى، أكسب تنظيم الدولة مجالا للتقدم على حساب باقي الفصائل، خاصة في حلب”.