ربما يستغرب البعض لرؤية طفل فلسطيني طعن جنديا إسرائيليا فرد جنود الاحتلال النار بإطلاق النيران عليه وأصابوه ولم يعد يمثل مصدر تهديد، وفجأة يتم إطلاق النار عليه مجددا وقتله، لكن إذا عرف السبب بطل العجب، فحاخامات إسرائيل أفتوا بقتل الفلسطيني في مثل هذه الحالات حتى وإن كان تحت السيطرة.
على موقع “كيبا” الديني وفي باب “اسأل الحاخام”، توجه أحد الشبان اليهود للحاخام “باروخ أفراتي” بالسؤال:”سلام لك سيدي الحاخام..أريد أن أسأل عن رأي الشريعة في التعامل مع الإرهابي الذي أصيب بالفعل وسقط ينزف على الأرض. هل يجوز تعذيبه؟ وهل يجوز إطلاق النار عليه لقتله؟”.
وتابع السائل :”في أية دولة عادية كان القضاة ليحكموا عليه بالإعدام في المحكمة، لكن كوننا نعرف أن القضاة هنا يحكمون عليهم بالسجن فقط، وهناك يتقدم الإرهابيون في دراستهم وفي نهاية الأمر يطلق سراحهم عبر كل أنواع الصفقات والاتفاقات، فإنني أتساءل أليس من الأفضل أن يتم تصفيته على يد من يتواجد في المكان؟”.
أجاب الحاخام:”فيما يتعلق بالقاتل غير اليهودي الذي لم يمت وفر وتم الإمساك به لمحاكمته، فيحاكم بالسيف حكما واحدا، واستنادا إلى شاهد واحد حتى إن كان قريبا (للقتيل) وبدون إنذار”.
ومضى يقول:”كل هذا بالنسبة للقاتل العادي، أما في وقت الحرب مثلما يحدث حاليا في أيامنا، لا حاجة للمحاكمة “فلنقتل العدو، ونقتله أيضا عندما يسقط السلاح من يده في المعركة، لأن هذا هو سبيل الحرب، ولا نأمر بالامتناع عن قتل من نفذ الرصاص حتى لا تتاح له الفرصة لتلقيم بندقيته مجددا، لئلا يعود في الحال للقتل. لأن التوراة تقول :”فَسَقَطُوا أَمَامَ يُونَاثَانَ، وَكَانَ حَامِلُ سِلاَحِهِ يُقَتِّلُ وَرَاءَهُ”، لأن من بقي حيا في القتال عاد بالطبع لحيله ويجب قتله فلا تكفي إصابته”.
لم تنته الفتوى العنصرية هنا، إذ واصل الحاخام:”وماذا إذا كان العدو ينزف ولا يستطيع إلحاق الأذى؟، يجب قتله في المكان إن كان لا يزال يتحرك، وكما قال داوود :”أُطارِدُ أَعْدائي فأدْرِكُهم ولا أَعودُ حتّى أُفْنِيَهم”. إذا لم نستطيع التمييز بأنفسنا إن كان القاتل قد تم تحييده، وخشية تعريض الناس للخطر فيجب قتل العدو فورا”.
وختم “أفراتي”:قائلا:”هذه هي القاعدة، لا شفقة على من قام ضدنا بالبر والأخلاق الزائفة، فلا نكون كالتيارات التي تقضي وفق أهوائها وليس استنادا إلى مصادر. لدينا توراة، قوانين حرب، وقوانين القاتل، وقوانين غير اليهودي، ونحن نعيش فقط في ضوئها. فهي الأخلاق الحقيقية، التي تعلمناها من ملكنا داوود وأخلاق الشريعة، وليس ميلا للثقافات الغربية المتعاقبة”.