قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن الولايات المتحدة فقط هي القادرة على التوسط لدى إسرائيل لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة الاسرائيلية أن واشنطن لا تتدخل في وساطة فاعلة في النزاع العربي-الإسرائيلي إلا في حالة ظهور تهديد أو وجود فرصة سانحة لوساطتها.
ولفتت إلى أن التهديد موجود بالفعل؛ والذي يتجلى في الهبة الفلسطينية حاليا وفي استخدام القوة التي يمكن أن تطال مناطق أخرى في المنطقة، ووجود تخوف من أن يتفاقم الصراع ليصل إلى درجة الحروب الكبرى أمثال حرب أكتوبر والحرب اللبنانية الأولى والثانية وعمليات غزة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الفرصة باتت سانحة أيضا أمام الإدارة الأمريكية للوساطة في ضوء التغيرات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة في أعقاب ثورات الربيع العربي، ووجود حاجة ملحة إلى التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.
ورأت “يديعوت احرونوت” أن الموقف المهدِد يتطور حاليا وهناك حاجة ماسة لوجود عنصر خارجي للمساعدة في إخماد النيران المشتعلة بالمنطقة، لافتة إلى أن الولايات المتحدة هي الوحيدة التي يمكنها الوساطة في ذلك ولا أحد غيرها.. مؤكدة أن إسرائيل تدعو إلى وساطة أمريكية لحل النزاع، ولكن الأمر بات معقدا للغاية.
ورصدت تحقق تنبؤات الولايات المتحدة التي حذرت منها من قبل؛ والتي تتضمن تفجر العنف في المنطقة نظرا للجمود وغياب المفاوضات، وأن العلاقات الفاترة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب المعركة التي نشبت بينهما بشأن نووي إيران، انعكست على التصريحات الأمريكية الأخيرة التي أكدت أن المستوطنات تقف عقبة أمام المفاوضات وأن إسرائيل انتهكت الوضع القائم في الأقصى وهو ما تسبب في موجة العنف الحالية.
ورأت الصحيفة أن التصريحات الأمريكية التي تحاول التأكيد على مسؤولية الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني عن العنف الحالي، تنبع من رغبة أمريكية في الظهور بموقف الوسيط اللائق، رغم أن الفلسطينيين يؤمنون بانحياز واشنطن إلى إسرائيل.
ولفتت إلى أن أوباما وكيري يعتقدان أن الفرصة باتت سانحة لاستئناف الوساطة والمفاوضات.. مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق بمجرد أعمال عنف، ولكن يتعلق أيضا بوجود تهديدات أوروبية بمقاطعة إسرائيل وبوجود مبادرات فرنسية في مجلس الأمن الدولي تدعو إلى نشر مراقبين في منطقة الحرم القدسي وإلى تبني قرار يطالب بانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية خلال عامين ويدعو لإنشاء دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
واختتمت الصحيفة بقولها “ولكن من غير الواضح ما إذا كان أوباما مستعد لإحباط مثل هذه المبادرات التي يجب على نتنياهو أن ينظر إليها بعين الاعتبار”.