علق موقع “ميدل إيست آي” البريطاني على تعيين طارق عامر محافظا للبنك المركزي المصري مشيرا إلى أن تعينه بمثابة انتصارا كبيرا لأباطرة الأعمال في مصر- حسب مراقبين- نقل عنهم الموقع البريطاني، لافتا إلى أن عامر كان أيضا زميلا سابقا لـ “جمال مبارك” نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، ولمع نجمه في السنوات الأخيرة من حكم المخلوع.
وأوضح المراقبون، أن الرجل سبق له العمل في بنوك رائدة إضافة إلى عمله نائبا لمحافظ البنك المركزي، فيما أكد الكثير من المحللين أن تعيين طارق عامر رئيس البنك الأهلي المصري السابق محافظا للبنك المركزي هذا الأسبوع خطوة لإرضاء رجال الأعمال والمصرفيين الذين تعارضت مصالحهم وزادت خلافاتهم مع سلفه هشام رامز.
وأشار الموقع نقلا عن تقارير إعلامية ذكرت فيها أن رامز محافظ البنك المركزي الذي تقدم باستقالته مؤخرًا قبل انتهاء فترة ولايته رسميًا في الـ26 من نوفمبر المقبل قد واجه انتقادات حادة بعد رفضه خفض سعر الجنيه المصري، وفقًا لتقارير إعلامية.
وأقدم رامز بدلا من ذلك، وفقا للتقارير، على اتخاذ سلسلة من الإجراءات التي أثارت حفيظة أصحاب الشركات المحلية والذين اشتكوا من نقص العملة الصعبة اللازمة لسداد المدفوعات الخاصة بالواردات.
ونقل الموقع عن مسئول مصري تصريحه مؤخرًا بأن “خلافات حادة اندلعت في الشهور القليلة الماضية بين هشام رامز وعديد من الوزراء حول أسلوب إدارته للسياسات النقدية المتعلقة بخفض الدين ومواجهة مستويات التضخم وارتفاع الأسعار”.
وتابع المسئول أن “سياسات رامز طالما تسببت في إحراج الحكومة أمام الرأي العام بعد أن أدت إلى زيادة حادة في الأسعار وخفض سعر العملة أمام الدولار”.
وألمح الموقع إلى أن رامز واجه انتقادات شرسة بعد إلقاء اللائمة عليه في التراجع الحاد في احتياطي النقد الأجنبي على خلفية مشروع قناة السويس الجديدة الذي بلغت كلفته 8 مليارات دولار بالإضافة إلى مواجهة البنك المركزي ضغوطًا متنامية لخفض سعر الجنيه في الوقت الذي ازدهرت فيه السوق السوداء لتصبح شريان حياة بالفعل للشركات غير القادرة على الوصول إلى الدولار عبر القنوات الرسمية. كما نقل الموقع عن خبراء مصرفيين إلى قولهم: “لا أحد يعرف ماذا يفكر فيه رامز؛ فالأجواء ضبابية”.
وأجمع الخبراء على أن رامز قد بات مُصِرًّا على سحق السوق السوداء حتى ولو على حساب الاقتصاد المحلي الذي يكافح من أجل العودة إلى مسار النمو”, في المقابل، يرى خبراء أن تغيير السياسة النقدية لمصر مسألة حساسة من الناحية السياسية ولن تكون مهمة سهلة أبدا على محافظ “المركزي” الجديد. ولفت الخبراء إلى أن الخيارات المطروحة أمام عامر صعبة مع مواجهة البنك ضغوطا متنامية لخفض سعر العملة، ولاسيما منذ التباطؤ الذي تشهده عملات الأسواق الناشئة.