حمزة هنداوي -وطن (خاص)
لم يختلف الطيران الروسي عن حليفه السوري في حصد مزيد من أرواح المدنيين في سوريا، بحسب معارضين وناشطين سوريين اعتبروا أن المدنيين شكلوا الهدف الرئيسي للغارات الروسية، خاصة في ريف حمص الشمالي (وسط سوريا)، كما هي براميل مروحيات النظام في حلب وأخواتها من المدن السورية.
واستهل طيران روسيا أولى مجازره بسوريا في شمال حمص حيث قتل 36 شخصا غالبيتهم نساء وأطفال، في منطقة أكدت مصادر معارضة وغربية خلوّها من تنظيم “داعش”، الذي ادعت روسيا استهدافه، كما نقلت تقارير إعلامية، بينها روسية، اعترفت بقتل مدنيين.
ويدعم المعارضون السوريون اتهاماتهم للطيران الروسي بغارتين شنهما على بلدتين شمال حمص إحداهما على مخبز يزدحم بالمدنيين، وقتل فيها 15 شخصا.
والثانية استهدفت بصاروخ فراغي ملجأ اختبأ فيه 50 شخصا من عائلة واحدة لم ينجُ منهم إلا شخص واحد فقط، في قصة ذكرت السوريين بملجأ “العامرية” العراقي الذي قتلت فيه الطائرات الأمريكية أكثر من 400 مدني أيضا.
تقارير حقوقية تؤكد ما ذهبت إليه المعارضة السورية، إذ يشير تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن القوات الروسية قتلت 104 مدنيين من بينهم 25 طفلا و15 امرأة خلال فترة 12 يوما الأولى من غاراتها في سوريا.
وأوضحت الشبكة السورية أن القوات الروسية نفذت خلال الفترة ما بين 30 أيلول/ سبتمبر و 6 تشرين الأول/اكتوبر 23 هجوما من بينها 18 هجوما استهدف المناطق الخاضعة للثوار، 15 منها استهدفت مناطق مدنية، و3 هجمات قصفت خلالها مواقع عسكرية، بينما استهدفت مواقع خاضعة لتنظيم “الدولة” بخمس هجمات فقط.
وطال القصف “منظومة إسعاف” و”مسجدين” و”مقرا لتوزيع الخبز”، حسب التقرير الذي جدد التأكيد على خلوّ مناطق شمال حمص من أي وجود لتنظيم “داعش”.
ارتفاع منسوب اللجوء
ومن دلائل استهداف طيران روسيا للمدنيين تفاقم أزمة لجوء السوريين بعد بدء غاراته، كما تشير تقارير المفوضية العليا للاجئين والمفوضية السامية لحقوق الإنسان.
فيما أكدت مصادر سكانية لـ”وطن” أن نحو 10 آلاف أسرة نزحوا من ريف حمص الشمالي فقط، جرّاء الهجمات الجوية الروسية.
ورغم تزايد حركة اللجوء لدى السوريين إلى أوروبا عن طريق لبنان وتركيا، إلا أن الأرقام تضاعفت بعد بدء روسيا غاراتها على مناطق المعارضة السورية.
وقد يكون أول غيث نتائج الضربات الروسية، إعلان “المنظمة الدولية للهجرة” في جنيف أمس الجمعة أن حوالى 48 ألف مهاجر ولاجئ، معظمهم سوريون، وصلوا إلى اليونان خلال خمسة أيام.
سوريون عبروا البر والبحر غير عابئين بسوء الأحوال الجوية، في ظل تشويش الرؤية لدى الكثير منهم حول مستقبل بلادهم.
وأضافت المنظمة:”عبر حوالى 48 ألف مهاجر ولاجئ البحر باتجاه الجزر اليونانية وافدين من تركيا، ما يوازي حوالى 9600 شخص يوميا في الأيام الخمسة الأخيرة”.
وقالت إن عدد الواصلين إلى الجزر اليونانية بلغ ذروته الثلاثاء الماضي، إذ ناهز 11 ألف شخص.